تصاعد الانتحار في سورية: 154 حالة منذ بداية 2022

08 اغسطس 2022
ظروف الحياة قد تدفع بعض السوريين إلى الانتحار (رامي السيد/ فرانس برس)
+ الخط -

سجّلت مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" وتركيا في شمال محافظة حلب، حالة انتحار جديدة ضحيتها امرأة. وبذلك يرتفع عدد الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار إلى أكثر من 50 منذ بداية العام الجاري في المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة السورية شمال غربي البلاد.

وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بأنّ "الشابة هـ.ج. البالغة من العمر 28 عاماً والمتحدرة من قرية الحمام في ريف ناحية جنديرس بريف حلب، أقدمت على الانتحار، اليوم الإثنين، من خلال تناولها حبة غاز (قرص الغلة الذي يحتوي على فوسفيد الألومينيوم ويستخدم كمبيد حشري وكمعقّم لمستودعات وصوامع تخزين الحبوب ومتوفّر في سورية) في منزلها بمدينة عفرين في ريف حلب الشمالي". وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ "دوافع الانتحار هي خلافات عائلية مع زوجها"، مضيفة أنّها "نُقلت إلى مستشفى عفرين لإسعافها لكنّها فارقت الحياة عند وصولها إليه".

في هذا الإطار، أصدر فريق "منسقو استجابة سورية" بياناً، اليوم الإثنين، جاء فيه أنّه يتواصل تسجيل حالات انتحار في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية في عام 2022، وقد تجاوزت الأرقام الجديدة ما سبق توثيقه في الأعوام الثلاثة السابقة.

وأوضح الفريق أنّ عدد حالات الانتحار المسجّلة في هذه المناطق منذ بداية العام الجاري بلغ حتى اليوم الإثنين 53 حالة. ومن بين هذه الحالات 40 حالة انتحار أدّت إلى الوفاة، من بينها 13 تعود إلى قصّر و16 إلى نساء، بالإضافة إلى 13 محاولة انتحار فاشلة، من بينها محاولة تعود إلى قاصر وخمس محاولات إلى نساء.

وأشار الفريق إلى غياب كامل للتوعية بالانتحار، في حين تتوفّر أسباب عديدة قد تودي إلى ذلك في المجتمع المحلي الذي يعاني من الفقر الشديد وغياب فرص العمل وغير ذلك. أضاف الفريق أنّ كلّ حالة انتحار أو محاولة انتحار تخلّفان وراءهما "أرضاً محروقة في المحيط القريب" من الشخص المعني، وهما تؤثّران على عدد كبير من الناس لمدّة طويلة.

ووسط تزايد الانتحار، أوصى فريق "منسقو استجابة سورية" بـ"العمل على تأمين الاحتياجات العامة للمدنيين في المنطقة ومحاولة تخفيف ما أمكن من الأسباب" المؤدية إلى ذلك، مطالباً "الإعلام بكلّ أشكاله بالعمل على بثّ وسائل التوعية بمخاطر الانتحار والتبعات المستقبلية لحالات الانتحار".

من جهتها، تشهد مناطق سيطرة النظام السوري أيضاً ارتفاعاً في عدد حالات الانتحار، معظمها في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرته في شمال سورية، بسبب الضغوط النفسية والأوضاع المعيشية الصعبة، لا سيّما مع غلاء أسعار السلع الأساسية وارتفاع نسبة البطالة.

وكان رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي التابعة لحكومة النظام زاهر حجو قد أفاد، بحسب ما نقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، بأنّه منذ بداية عام 2022 وحتى 20 يوليو/ تموز الماضي، سجّلت الهيئة 101 حالة انتحار، 77 بين الذكور و24 بين الإناث. أضاف حجو أنّ محافظة حلب حلّت في المرتبة الأولى مسجّلة 28 حالة، تليها محافظة ريف دمشق مع 21 حالة، ودمشق مع 11 حالة، وطرطوس مع 13 حالة، واللاذقية مع تسع حالات، في حين أنّ محافظتَي القنيطرة والحسكة لم تشهدا أيّ حالة من هذا النوع.

المساهمون