تسمّم 11 شخصاً إثر وجبات طعام فاسدة في مخيم شمالي إدلب

تسمّم 11 شخصاً من عائلة واحدة إثر وجبات طعام فاسدة في مخيم شمالي إدلب

21 يوليو 2023
غياب الشروط الصحية لحفظ الطعام في المخيمات مع موجة الحر (عز الدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -

أصيب 11 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم أطفال ونساء، بحالات تسمم غذائي، أمس الخميس، إثر تناول وجبات طعام فاسدة في مخيم مرام البيان شمالي إدلب، شمال سورية.

وأسعفت فرق الدفاع المدني، المصابين إلى النقاط الطبية القريبة في مدينة معرة مصرين المجاورة، لتلقي العلاج. وذكرت مؤسسة الدفاع المدني عبر معرفاتها، أن فرقها أسعفت 11 مدنياً من عائلة واحدة، بينهم 8 أطفال، أصيبوا بحالة تسمم غذائي في مخيم "مرام البيان" قرب قرية كفرتعنور شمال إدلب. وأضافت، أن أخطاراً كبيرة يواجهها سكان مخيمات شمال غرب سورية، في ظل فقدان مقومات الحياة، وغياب أدنى الشروط الصحية لحفظ الطعام، مع ارتفاع درجات الحرارة، وذكّرت المدنيين بضرورة تفقد سلامة الأغذية، وتنبيه الأطفال لعدم تناول الأطعمة قبل التأكد من سلامتها.

وقال الناشط المدني لؤي المعراتي لـ "العربي الجديد"، إنّ الوجبات لا تخضع لأي رقابة صحية عليها من قبل أي جهة، وهو ما أدّى لدرجة كبيرة من الاستهتار فيما يتعلق ببيع أو توزيع الوجبات والأغذية، أو الاهتمام بكيفية تعليبها وحفظها.

وأشار إلى أن مهمة مراقبة صلاحية المواد الغذائية هي من اختصاص المديرية العامة للتجارة والتموين التابعة لحكومة الإنقاذ العاملة في إدلب. ودعا المسؤولين في المنطقة لتحمل مسؤولياتهم تجاه الحفاظ على صحة المدنيين، وتشكيل فرق رقابية تموينية تجوب شتى المناطق، وتشرف على عمل المطاعم، وتمعن بالتدقيق في صلاحية المواد، والتأكد من أنها ضمن تواريخ الصلاحية من مواد غذائية ولحوم وبقوليات ووجبات غذائية وغيرها.

ونصح السكان بالاعتماد على الطبخ المنزلي، والابتعاد عن المأكولات الجاهزة قدر الإمكان، وخاصة في ظل موجة الحرّ، محذراً من إمكانية تكرر مثل تلك الحالات، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة مؤخراً لتسجل 39 درجة في بعض المناطق، وفقدان المخيمات الحد الأدنى من الخدمات، وعدم توفر الكهرباء أو البرادات، ما يساهم في سرعة فساد الأطعمة والوجبات.

من جهته، عرّف الطبيب محمد الكامل الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي، التسمم الغذائي، بأنه حالة مرضية شائعة تنتج عن تناول الغذاء الملوث بالكائنات الحية الفيروسية أو البكتيرية أو الطفيلية أو الفطرية.

وأضاف لـ "العربي الجديد"، أن معظم حالات التسمم الغذائي متوسطة، وتتلاشى أعراضها بشكل تلقائي خلال أيام دون علاج، بينما تتطلب الحالات المزمنة والشديدة اتخاذ الوسائل الإسعافية والعلاج.

وأكد أن أعراض التسمم تظهر خلال ساعات أو بعد أيام عدة أو أسابيع، وتستمر غالباً بين يوم إلى 10 أيام، وتتركز حول الغثيان، والتقيؤ، وآلام وتشنجات في البطن، وارتفاع درجة الحرارة، والإسهال.

وأفاد الكامل أن علاج التسمم الغذائي يعتمد على العامل المسبب للتسمم، وشدة الأعراض الظاهرة، ويكون عبر تعويض السوائل المفقودة في الجسم بالسوائل الوريدية والمضادات الحيوية في حالات التسمم الغذائي البكتيري.

وحول سبل الوقاية من التسمم الغذائي، قال إنها تتمثل في المحافظة على نظافة اليدين، وتحضير الطعام بطرق نظيفة وصحية وسليمة.

وتتكرر حالات التسمم في مخيمات النازحين شمال غربي سورية، الناجمة عن تناول وجبات غذائية تقوم المنظمات الإنسانية بتوزيعها، أو يجري شراؤها من مطاعم المنطقة، لا سيما في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة.

وفي 12 يوليو/ تموز الجاري، أصيب العشرات من المدنيين بحالات تسمم غذائي مختلفة الشدة، جرّاء تناولهم وجبات أطعمة فاسدة وصلصات من أحد مطاعم مدينة إدلب.

وسبق أن أصيب أكثر من مائة مدني بحالات تسمم غذائي في 13 مايو/ أيار الماضي، في مخيم للنازحين بالقرب من بلدة كللي، نتيجة تناولهم وجبات إفطار في رمضان من قبل إحدى الجمعيات الخيرية العاملة في الشمال السوري.

كما أصيب أكثر من 70 مدنياً، من بينهم 31 طفلاً و21 سيدة، بحالات تسمم غذائي في 12 مايو/ أيار في مخيم رعاية الطفولة، ضمن تجمع مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي، نتيجة تناولهم أيضاً وجبات إفطار غذائية وزعتها عليهم إحدى المنظمات الإنسانية.

ويعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي شمال غربي سورية. وقال برنامج الأغذية العالمي إن حوالي 12.1 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعلها من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.

ويُعزى هذا التدهور في الأمن الغذائي إلى أسباب عدة، من بينها اعتماد البلاد الشديد على الواردات الغذائية، بعدما كانت تتمتع باكتفاء ذاتي في إنتاج الغذاء في الحقبة الماضية، فضلاً عن آثار الصراع الذي يقترب من عامه الثاني عشر، إضافة إلى الدمار الذي خلفته الزلازل التي ضربت سورية وتركيا مؤخراً، والتي فاقمت الاحتياجات الإنسانية الكبيرة بالفعل.

المساهمون