يستوقف من يسير في شوارع مدينة جرابلس السورية في ريف حلب، منظر تسرب المياه في غالبية شوارعها وتجمعها في أخرى، بالرغم أنها ليست منطقة ينابيع ولم يحن موسم الأمطار بعد، في حين يتحدث المجلس المحلي عن بدء العمل لإيجاد حلول لتلك المشاكل، التي يعود بعضها لأكثر من عشرين عاماً.
سيلان المياه في شوارع جرابلس مضى عليه وقت طويل، من دون أن يوجد له حل، بحسب جهاد جاسم، الذي قال لـ "العربي الجديد"، "أعتقد أن مشكلة وجود المياه في الشوارع قديمة، لكن في كل عام يصبح الأمر أسوأ من الذي سبقه، وفي الأسابيع الأخيرة انتشرت المياه في غالبية أحياء المدينة، بل تحولت في بعض المناطق إلى مستنقعات تعيق حركة السير".
وأضاف "المشكلة أن الشبكة قديمة ما يسمح بتسريب المياه، إضافة إلى أن الكثير من الأهالي لديهم خزانات مهترئة، وبسبب تردي الوضع الاقتصادي لا يستطيعون إصلاحها أو تبديلها، وهناك من يعجز عن شراء حتى مانعة تدفق مياه للخزانات".
من جانبه، تساءل أبو فراس عبد الكريم، مقيم في جرابلس، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، عن دور المنظمات الإنسانية في حل مشكلة هدر المياه، ففي العديد من المناطق القريبة إلينا الأهالي محرومون من وصول المياه إلى منازلهم، بل يشترون الماء عبر صهاريج خاصة وبأسعار مرتفعة".
ولفت إلى أن "مسألة هدر المياه في جرابلس بحاجة إلى حل على مستوى المدينة، و إلى تعاون كل من المجلس المحلي والمنظمات الإنسانية الغائبة عنها، إضافة إلى المجتمع، ففي النهاية الناس ليسوا سعداء بهدر المياه في الشوارع".
بدوره، قال مسؤول المياه في المجلس المحلي بمدينة جرابلس وسيم عمر، لـ"العربي الجديد"، "مصدر المياه من نهر الفرات، وكمية الهدر كانت تقدر قبل عشرة أيام بحوالي 30 بالمائة، وحاليا تقدر بـ 20 بالمائة، إذ تم من يومين إصلاح عطل أساسي يقدر عمره بـ20 سنة".
وبين أن "الهدر 20 بالمائة، موزعة على خمسة بالمائة في الشبكة، وحاليا قيد المعالجة و15 بالمائة بسبب اهتراء الخزانات الشخصية للسكان"، لافتا إلى أن "هناك خطة حاليا، تقضي أولا بإصلاح الشبكة الخاصة بالمؤسسة مع إصلاح صناديق مياه التوزيع الأساسية، وثانيا خطوات وقرارات ومناشير توعية بمساعدة مديرية الأوقاف لزيادة التوعية لدى السكان حول ضرورة الحفاظ على هذه النعمة، وثالثا وضع عدادات بنظام الشرائح".
وذكر أنه "حاليا بالنسبة للفواتير التي يدفعها الأهالي، هي رمزية لا تتعدى مبلغ 2500 ليرة سورية (4.88 دولارات أميركية)كل دورة مدتها شهران، في حين هناك دراسة لوضع فواتير تلحظ الاستهلاك على أساس شرائح، تكون الشريحة الأولى مجانية، وهناك خطة خلال سنتين لتزويد منطقة جرابلس وريفها بشكل كامل، في حين من المزمع الوصول إلى منطقة جرابلس وجرابلس تحتاني ومرمى الحجر والجامل خلال أربعة أشهر، والقرى الغربية وعددها حوالي 10 خلال 7 أشهر، في حين القرى الجنوبية حاليا هناك مشروع قيد الدراسة لإنجاز محطة ضخ بالإضافة لخزان عالٍ".
وحول مسألة صيانة الخزانات المنزلية، ذكر عمر أن الأمر "يحتاج إلى دراسة موسعة بسبب أعطالها الضخمة، ولكن سوف يتم تفعيل دورها، خلال الفترة القادمة".
يشار إلى أن منطقة جرابلس وهي واحدة من مناطق شمال غربي سورية، يعاني فيها أكثر من أربعة مليون شخص، نصفهم نازحون ومهجرون من مناطق سورية مختلفة، والخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة معارضة وأخرى متشددة، من تردي الخدمات بشكل عام وخاصة مسألة تأمين مياه الشرب النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية.