سجّل المشفى الوطني في مدينة اللاذقية، غربي سورية، أكثر من 90 حالة حساسية لمواطنين جراء تناولهم أسماكاً فاسدة خلال الأيام الخمسة الماضية، بسبب عدم احترام شروط حفظها وتخزينها وكذا ارتفاع درجات الحرارة.
وقالت مديرة المشفى الوطني في اللاذقية، سهام مخول، إنّ أكثر من 90 حالة حساسية وصلت إلى قسم الإسعاف منذ يوم السبت 31 يوليو/ تموز الماضي حتى يوم أمس الأربعاء 3 أغسطس/آب، مبينة أن جميع المصابين تناولوا أسماكاً اشتروها من باعة جوالين.
وأضافت، في تصريحات صحافية، أنّ الأعراض تراوحت ما بين خفيفة ومتوسطة، من ألم في البطن وقيء وطفح جلدي وضيق في التنفس، مشيرة إلى أنه جرى تقديم العلاجات المناسبة للمصابين.
ويقبل المواطنون في المدينة الساحلية في الوقت الحالي على شراء الأسماك، بسبب انخفاض أسعارها نسبيا، ورغبة الصيادين والتجار في بيع ما لديهم، نظرا لصعوبة حفظ هذه الأسماك وإبقائها طازجة وتحت ظروف تخزين ملائمة بالثلج ودرجات الحرارة المنخفضة.
محمد لاذقاني يعمل في بيع الأسماك في اللاذقية، لفت، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عملية التخزين والحفظ هي الأساس في عدم فساد السمك، ولا يمكن للمواطن غير المتمرس معرفة الأسماك الطازجة والجيدة من الفاسدة، وقال: "في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الوقت الحالي وعدم وجود كميات كافية من الثلج لحفظ الأسماك، يعمد تجار السمك لبيعها بأسرع وقت ممكن، وهناك من يغّش في عملية البيع من دون الاكتراث بصحة الناس".
وأضاف لاذقاني: "من الأنواع الأشد عرضة للفساد سمك "البلعوط"(البلميدا) وهو الأرخص ثمناً في السوق، وسعر الكيلو يبدأ من نحو 4 آلاف ليرة (1 دولار تقريبا) ، ويقبل سكان المدينة على شرائه بكثرة في الوقت الحالي، ومن الأفضل لهم التأكد من جلد السمكة عند شرائها ورائحتها، أيضا العينين، وهذا النوع من الأسماك عند تخزينه بشكل سيئ يتقشر جلده وتدلّ رائحته على فساده، بينما الأنواع الأخرى ذات الحراشف يكون وقت فسادها أطول ضمن ذات شروط الحفظ، كون البلميدا سمك دهني. أيضا عند شرائها يمكن شراء كمية مناسبة لوجبة واحدة لا أكثر تجنبا لتخزين الزائد في المنزل وبالتالي فساده". وأضاف "سمك البلميدا يحتاج للتنظيف بشكل جيد لكي لا يسبب حساسية أيضا لمن يتناوله بحال لم يكن فاسدا".
وتتكرر حوادث التسمم في فصل الصيف جراء إقبال المواطنين على استهلاك الأسماك في كل من محافظتي اللاذقية وطرطوس، مع سوء التخزين العائد لساعات تقنين الكهرباء الطويلة، وهذا ما يشير إليه الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، مبيناً أن معظم المحال التجارية الصغيرة التي تبيع الأسماك ليست لديها برادات تعمل على الدوام، أما الباعة الجوالون فلا يضعون كميات كافية من الثلج لتغطية الأسماك، والمتوفرة تذوب بسرعة بظل درجات الحرارة المرتفعة ما يسبب فساد الأسماك لديهم.