أعلنت تركيا "الاستنفار العام" في المناطق المنكوبة إثر الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي البلاد فجر اليوم وأدى إلى مقتل 1014، فيما تسبب في تهدم 2824 مبنى، وفقاً لتصريحات يونس سيزر رئيس إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا.
وكانت حصيلة سابقة تتحدث عن مقتل 921 شخصاً على الأقل وإصابة 5385 آخرين، وتلته نحو 80 هزة ارتدادية. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن ارتفاع ضحايا سلسلة الزلازل التي ضربت جنوب تركيا إلى 912 ضحية، مؤكداً أن الزلزال الذي ضرب قهرمان مرعش بلغت شدته 7.7 درجات على مقياس ريختر. يأتي ذلك في وقت ضرب زلزال ظهر الإثنين ولاية قهرمان مرعش الواقعة جنوب تركيا، بلغت شدته 7.6 درجات بعد سلسلة من الزلازل ضربت جنوب البلاد.
وكشفت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) حصول زلزال جديد في منطقة إلبيستان عند الساعة 13.24 بالتوقيت المحلي، وبلغت شدته 7.6 درجات على مقياس ريختر.
وفي كلمة له بمقر رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية الرسمية "آفاد"، قال أردوغان إن الزلزال الذي ضرب منطقة بازارجيك في ولاية قهرمان مرعش بلغت شدته 7.7 درجات على مقياس على عمق 7 كيلومترات، وشملت الأضرار 10 ولايات تركية. وأوضح أن الزلزال أدى إلى إصابة 5385 شخصاً وانهيار 2818 مبنى، وإنقاذ 2470 شخصاً من تحت الأنقاض، مشدداً على أنه "لا يمكن التنبؤ بأعداد الضحايا مع تواصل عمليات البحث والإنقاذ".
وأكد أنه "تم التواصل مع المجتمع الدولي لتقديم المساعدات، وأن عروض المساعدات جاءت من 45 دولة إلى جانب الناتو والاتحاد الأوروبي"، مبيناً أن الولايات المتضررة هي "قهرمان مرعش، وهاطاي، وغازي عنتاب، وكيليس، وعثمانية، وملاطيا، وأدي يامان، ودياربكر، وشانلي أوروفة، وأضنة".
وأوضح أردوغان "حصول انهيارات في المدن الحدودية مع سورية، وقد استنفرت جميع مؤسسات الدولة في الولاية، وتم تعيين ولاة إضافيين للولاة واستنفار فرق آفاد والهلال الأحمر وقوات الجيش وتم استدعاء جميع الفرق لعمليات الإنقاذ، وحالياً هناك 9 آلاف شخص يعملون في عمليات الإنقاذ".
وتعرض مطار ولاية هاطاي لأضرار وهو خارج الخدمة حالياً، فيما تعرضت أجزاء من قلعة غازي عنتاب التاريخية لأضرار أيضاً، وانتشرت مقاطع فيديو من عدة ولايات تظهر حصول انهيارات واسعة في مدينة أنطاكيا ومدن أخرى.
كما انتشرت مقاطع فيديو توثق تصدع طرقات في ولاية هاطاي التي لا تزال الاتصالات فيها مقطوعة، في وقت لا تزال تشهد الولايات التركية هزات ارتدادية تسبب بحالات هلع للمواطنين.
وأعلنت وزارة التربية التركية تعليق التعليم في المدن المتضررة بفعل زلزال مدينة كهرمان مرعش جنوب البلاد. وقالت التربية إنها قررت تعليق التعليم لمدة أسبوعين في كهرمان مرعش وهطاي وملاطية وأسبوع واحد في دياربكر وعثمانية وشانلي أورفة وأضنة وكليس.
كما أعلنت وزارة التعليم التركي العالي تعليق الدراسة في جامعات ولايات كهرمان مرعش وأضنة وملاطيا وأديمان وهاتاي وشانلي أورفا وديار بكر وغازي عنتاب وكيليس وعثمانية وذلك حتى إشعار آخر. وأشارت في بيان إلى أن هذا القرار لا يشمل طلاب كليات الطب في السنتين الخامسة والسادسة، على أن يتم تقديم التسهيلات اللازمة بخصوص الامتحانات والدوام للطلاب.
BREAKING: Second 7.5 magnitude earthquake in central Turkey
— The Spectator Index (@spectatorindex) February 6, 2023
واتصل أردوغان بمحافظ كهرمان مرعش عمر فاروق كوشكون، وتلقى معلومات بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.4 درجات في بازارجيك. وأمر أردوغان بتوجه نائب الرئيس فؤاد أوكتاي، ووزير الداخلية سليمان صويلو، ووزير البيئة والتوسع العمراني وتغير المناخ مراد كوروم، ووزير الشباب والرياضة محمد كاساب أوغلو بسرعة إلى إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" بعد زلزال كهرمان مرعش، لتنسيق أعمال الإنقاذ وتقديم المساعدة.
وفي وقت تزداد أعداد المصابين المنتشلين من تحت الأنقاض، أطلقت اللجنة السورية التركية المشتركة نداء لجميع السوريين الموجودين على الأراضي التركية للتبرع بالدم. أضافت خلال بيان رسمي أن جميع سيارات الهلال الأحمر ستستقبل السوريين الراغبين في التبرع بالدم من حملة بطاقة الحماية المؤقتة والوثائق الأخرى.
Basın Açıklaması | AFADhttps://t.co/19s8wKFmEY
— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) February 6, 2023
وتتزايد المخاوف من تسونامي بعد الزلزال بحسب رئيس مرصد الزلازل في تركيا غسان سويدان، الذي حذر اليوم من خطر تسونامي في المحافظات الساحلية، وقد "أخطرنا 14 دولة بذلك". أضاف: "هناك ارتفاع طفيف بمستوى المياه في بعض المحافظات التركية الساحلية".
وطاولت المخاوف الدول الأوروبية. وكان جهاز الدفاع المدني الإيطالي فابريزيو كورسيو قد أعلن عن خطر حدوث موجات مد عاتية "تسونامي" في جنوب البلاد ربطاً بزلزال تركيا. أضاف خلال تصريحات نقلتها قناة "RaiNews24"، أن هناك خطر حدوث تسونامي في جنوب إيطاليا بسبب الزلزال القوي الذي ضرب جنوب تركيا صباح اليوم. تابع: "قدم مركز التحذير من التسونامي التابع للمعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين المعلومات في الوقت المناسب حول مثل هذا الخطر على جزء من الساحل الشرقي للبلاد، إلا أنه في الوقت الحالي لم يعد هناك مثل هذا الخطر".
وتبعت الزلزال 80 هزة ارتدادية بحسب بيان إدارة الكوارث والطوارئ "آفاد" لتزيد الأضرار في ولايات، كهرمان مرعش، هاتاي، أضنة، غازي عنتاب، ملاطية، كيليس، أديامان، ديار بكر، شانلي أورفا، عثمانية، ما دفع تركيا، بحسب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، لرفع حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو ما يشمل المساعدة الدولية. وقال لوكالة "الأناضول" إنه تم تعيين مهام جديدة لحكام بعض الولايات للتنسيق.
وعُيّن حاكم قيصري لكهرمان مرعش، وحاكم مرسين في هاتاي، وحاكم ماردين في غازي عنتاب، وحاكم تونجلي أديامان، وحاكم بينغول في عثمانية، وحاكم سيواس في ملاطية.
وقال محافظ شانلي أورفا صالح أيهان إن 18 مواطناً قتلوا في الزلزال وأصيب 67 آخرون نتيجة تهدّم 19 مبنى. كما أعلن حاكم ملاطية التركية أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 23 شخصاً، فيما أصيب 420 آخرون وانهار 140 مبنى. وأعلن أردوغان، اليوم الإثنين، أن "جميع فرقنا في حالة تأهب، ورفعنا إنذاراً من المستوى الرابع، وهذا الإنذار يشمل المساعدة الدولية". أضاف: "لا يمكننا حالياً تقديم إفادات واضحة حول المعلومات المتعلقة بالخسائر المادية والبشرية".
ويواصل عناصر طواقم وفرق البحث والإنقاذ جهودهم ويسابقون الزمن للوصول إلى ناجين تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة في ولاية ديار بكر، وقد انهار وتدمر العديد من المباني جراء الزلزال القوي الذي ضرب ولاية قهرمان مرعش التركية.
وانهار مبنى في شارع تورغوت أوزال في منطقة جوكوروفا بولاية أضنة التركية جراء الزلزال.