تركيا تعلن عن لقاح لكورونا بعد ارتفاع الإصابات بالفيروس

25 نوفمبر 2020
سجّلت تركيا أعلى مستوى إصابات منذ انتشار الفيروس في البلاد (أوزان كوزه/فرانس برس) 
+ الخط -

 

توقّعت مصادر تركية مطّلعة أن تتّخذ حكومة أنقرة "إجراءات متشدّدة نهاية الشهر الجاري"، غير مستبعدة حظراً وإغلاقات كاملة، بعد أن سجّلت تركيا أعلى مستوى إصابات، منذ انتشار فيروس كورونا في البلاد في 11 مارس/ آذار من العام الجاري.

وأعلنت وزارة الصحة التركية عن 7381 إصابة و161 حالة وفاة جديدة بالفيروس، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع في المقابل عدد حالات التعافي إلى 3678 حالة جديدة، ليصل بذلك العدد الإجمالي للمتعافين من الفيروس إلى 381569 متعافياً.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: "نحن بحاجة إلى خفض مسار وباء فيروس كورونا في أسرع وقت ممكن، وإذا لم نتمكن من كبح مسار الوباء الآن، فقد نضطر إلى تنفيذ تدابير مؤلمة لاحقاً". وأضاف خلال اجتماع حزب العدالة والتنمية التركي، اليوم الأربعاء: "نتوقع الصبر والدعم من أمتنا. إذا التزمنا قواعد السلامة العامة، إن كان ارتداء الكمامة أو الحفاظ على المسافة الاجتماعية، فلن تكون هناك حاجة لإجراءات أخرى".

وشدّد أردوغان على أنّ بلاده تحاول تنفيذ إجراءات مكافحة الوباء بما لا يؤثّر في الإنتاج والعمالة على الأقل، وأنّ الأوقات غير العادية تتطلب جهوداً غير عادية، مؤكداً أنّ بلاده مستمرة بالإصلاحات و"لن نسمح للوباء بتشتيت انتباهنا وطاقتنا".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وزاد التعويل على اللقاح التركي، بعد حديث الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، وإعلانه أنّ لقاح بلاده وصل إلى مراحل هامة جداً، مشدداً على أنّه سيكون جاهزاً قريباً. وأكّد أنهم يخططون لأن يكون اللقاح جاهزاً للتطبيق بشكل كامل في عموم البلاد، خلال شهر إبريل/نيسان المقبل على أقصى تقدير، وأنّ اللقاح التركي "سيخدم البشرية جمعاء".

وبدأت آثار الحظر الجزئي الذي فرضته تركيا الأسبوع الماضي، تنعكس على حياة الأتراك ودخلهم، بعد إغلاق أماكن العمل، كـ"المطاعم ومحلات الحلويات وصالونات الحلاقة والتجميل وصالات الأفراح والمسابح ومقاهي الإنترنت والصالات الرياضية والملاعب والسينما والمعارض والمسارح والحمامات التركية" في العاشرة ليلاً، واعدة بمزيد من الإجراءات في حال تصاعد الإصابات والوفيات، الأمر الذي دفع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التركية إلى تقديم 1000 ليرة كمساعدة اجتماعية للمواطنين المحتاجين، بعد أن أوقفت صرفها لهم لأربعة أشهر.

وقالت الوزارة اليوم، أنّه يمكن التقدّم للحصول على المساعدة المالية، أو البحث من خلال تطبيق الدعم الاجتماعي للحكومة الإلكترونية turkiye.gov.tr. 

واعتبر الأكاديمي التركي، برهان كور أوغلو، أنّ تقديم المساعدات ضروري للحدّ من خروج الأتراك والسعي للعمل، ريثما تتراجع أعداد الإصابات أو يتوافر اللقاح، سواء التركي أو الصيني الذي وعدت بلاده باستيراده قريباً.

وأضاف، كور أوغلو، لـ"العربي الجديد" أنّ سلبيات الإغلاق وأضراره قد تكون كبيرة على الاقتصاد وحياة الأتراك الاجتماعية، لكنها أقل ضرراً بكثير من الموت أو استمرار التساهل وتصاعد أرقام الإصابات، التي أصبحت "مخيفة" على حسب قوله.

وكان وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، قد أعلن أنّه سيُمنَح لقاح كوفيد-19 المطوّر في الصين، الذي يخضع حالياً لتجارب بشرية في تركيا، مجاناً للشعب. وأعلن أنّ 10 ملايين جرعة من اللقاح، الذي طورته شركة "سينوفاك"، شُحنَت بالفعل إلى تركيا.

وأضاف قوجة خلال تصريحات، الاثنين الماضي، أنّ جميع الإجراءات القانونية للّقاح قد اكتملت، وستكون أولوية التطعيم للعاملين في مجال الرعاية الصحية. وفي حال اجتياز اللقاح المرحلة الثالثة من التجارب، سيجري تلقيح الفئات المعرّضة للخطر، بمن فيها الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة. وأعلن أنّ الوزارة تعمل على تسليم ما يصل إلى 50 مليون جرعة من اللقاح للمستشفيات والمراكز الصحية.

ويُعتبر لقاح "Corona Vac"، أول لقاح تجريبي يُقدَّم للتجربة البشرية في تركيا، وقد تلقت مجموعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في البلاد جرعات من هذا اللقاح في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

ولا تزال عملية مراقبة تأثير اللقاح جارية في 25 مركزاً، في 12 مدينة في جميع أنحاء تركيا، حيث يجري تطعيم المتطوعين. وتلقّى حتى الآن 726 عاملاً في مجال الرعاية الصحية، 1,237 جرعة من اللقاح.

المساهمون