أقامت تركيا و"جمهورية قبرص الشمالية"، المعترف بها من قبل أنقرة، ليل أمس السبت، اختباراً شاملاً للتأكّد من جاهزية التعامل مع الزلازل، بعد إرسال إشعار تحذيري على هواتف المواطنين باللغتَين التركية والإنكليزية وبثّ القنوات الإذاعية والتلفزيونية التركية رسائل تحذيرية، لتدريب سكان تركيا و"قبرص الشمالية" على أفضل الطرق للتعامل مع الزلازل وتلقّي المعلومات عبر وسائل الإعلام ومآذن المساجد والبلديات.
وكانت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) قد عمدت إلى اختبارات متكررة لمواجهة الزلازل من خلال تمارين لفرق الإنقاذ في 18 موقعاً بمدينة إسطنبول، في الشهر الماضي، علماً أنّ من المتوقع أن يضرب العاصمة زلزال كبير في المستقبل القريب وفقاً لخبراء.
وقال رئيس إدارة الكوارث والطوارئ يونس سيزر، إنّ "تمرين أمس السبت يُقام للمرّة الأولى على مستوى الجمهورية، ولم نستخدم في خلاله نظام صفارات الإنذار لتجنّب الذعر، بل وصلنا إلى مواطنينا من خلال الرسائل النصية القصيرة والمساجد والمتحدثين باسم البلديات والقنوات التلفزيونية والإذاعية". أضاف في تصريحات صحافية أنّ "أهداف 2021-2022 للتوعية على الكوارث، تغيير الأنماط السلوكية للمشاركين في التمرينات، وزيادة الوعي بالزلازل والكوارث الأخرى، وتحديث معارفهم".
من جهته، قال الباحث التركي باكير أتاكجان لـ"العربي الجديد" إنّ "اختبار أمس كان واقعياً وشاملاً، ومن شأنه أن يؤهّل السكان في حال وقوع زلزال مفاجئ، خصوصاً في ولاية إسطنبول"، لافتاً إلى أنّ "الاختبار جاء بعدما كان نحو 56 مليون شخص قد تلقّوا تدريبات للتوعية على الكوارث في عام 2021، وأُجري 94 ألف تمرين في العام الجاري، بالإضافة إلى تدريبات واقعية على إخلاء مساكن تديرها وزارة الشباب والرياضة".
وشدّد أتاكجان في سياق متصل على "ضرورة إزالة المباني المهدّدة، لأنّ زلزال عام 2019 كشف عورات هندسية وضعف في مبانٍ كثيرة فتصدّعت، على الرغم من أنّ قوّة الزلزال لم تتجاوز 5.8 درجات على مقياس ريختر".
وأضاف أتاكجان أنّ "المخاوف تتركّز على إسطنبول و39 منطقة من المتوقّع أن يطاولها الزلزال والمناطق التسع الأكثر تضرّراً، والتي حدّدتها دراسات عدّة، من بينها دراسة صدرت عن بلدية إسطنبول الكبرى في هذا العام، وكلها جنوبي وغربي إسطنبول؛ بيوك شكمجي والفاتح وباكركوي وزيتون بورنو وأسنلر وبيليك دوزو وأفغلار وتوزلا وسيلفري".
وشارك في اختبار ليل أمس الذي جاء بمناسبة الذكرى السنوية لزلزال وقع في ولاية دوزجة التركية في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1999 وراح ضحيته نحو 845 قتيلاً و4948 جريحاً، وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عبر اتصاله بمسؤولي الولايات التركية وإدارة الكوارث والطوارئ.
من جهته، بثّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة مصوّرة قبل الاختبار قال في خلالها إنّ العلماء يُجمعون على أنّ احتمال حدوث زلازل كبيرة في تركيا الواقعة على أهمّ خطوط الصدع في المنطقة، تزداد يوماً بعد يوم. وإذ أشار إلى استحالة منع وقوع الزلزال، شدّد على أنّ في الإمكان اتّخاذ التدابير التي من شأنها أن تحول دون وقوع خسائر بشرية ومادية.
وتكثر الهزّات الأرضية أو الزلازل التي تتعرّض لها تركيا، وقد أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ، اليوم الأحد، وقوع زلزال بقوة 4.7 درجات على مقياس ريختر قبالة سواحل منطقة داتشا في البحر الأبيض المتوسط، في مدينة موغلا جنوب غربي البلاد.
كذلك تشير مصادر إدارة الكوارث والطوارئ في وزارة الداخلية التركية إلى تعرّض البلاد، في خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2021 فقط، لأكثر من 1,245 هزّة أرضية اختلفت قواها ما بين درجة واحدة وخمس درجات. وقد بلغ عدد الهزّات الأرضية في الولايات التركية في العام الماضي، 21,654، بلغ كثير منها خمس درجات على مقياس ريختر.