تواصل فرق الإنقاذ المغربية، ليل الجمعة، عملية الحفر الأفقي من أجل الوصول إلى الطفل ريان العالق منذ أكثر من 80 ساعة في بئر عميقة لا يتجاوز قطرها 30 سنتيمتراً، في ضواحي مدينة شفشاون شمالي البلاد، وسط حذر شديد من مخاطر انجراف التربة.
وقال مهندس مشارك في عملية إنقاذ الطفل، في حديث مع القناة "الثانية" المغربية: "خمسة أمتار تفصل فرق الإنقاذ عن الطفل ريان"، مشيراً إلى أنّ الانجرافات المتكررة للتربة أخرت عمليات التدخل.
وتوقع المهندس الوصول إلى الطفل ريان بعد قرابة خمس ساعات.
وكانت قد بدأت عصر الجمعة، عملية الحفر الأفقي لإنقاذ الطفل ريان، العالق داخل بئر جافة بعمق 32 متراً، وفق ما قال التلفزيون المغربي.
وأوضحت القناة الثانية في التلفزيون الرسمي، عبر صفحتها على "فيسبوك"، أنّ "عملية الحفر الأفقية ستشمل مسافة ثمانية أمتار للوصول إلى مكان تواجد ريان".
وبحسب الإعلام المحلي، فقد تم الاستعانة بثلاثة خبراء سيقومون بالحفر الأفقي يدويا. ووصلت إلى المكان أنابيب إسمنتية لاستخدامها في عملية إنقاذ الطفل ريان العالق في بئر شمالي المغرب.
وفي وقت سابق الجمعة، قال مسؤول مغربي، إنّ "أمل بقاء الطفل ريان على قيد الحياة يظلّ قائماً"، وذلك بالتزامن مع دخول عملية إنقاذه مرحلة حاسمة، ومرور أكثر من 66 ساعة على سقوطه في بئر عميقة لا يتجاوز قطرها 30 سنتيمترا، في ضواحي مدينة شفشاون شمالي المغرب.
وكشف عضو لجنة تتبع إنقاذ الطفل ريان المحدثة في عمالة إقليم شفشاون عبد الهادي الثمري عن أنّ الطفل ريان لم يتناول أي طعام عكس ما تم ترويجه داخل مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا، في تصريح صحافي، إلى أن أشغال إنجاز حفرة موازية للبئر بلغت مع منتصف اليوم الجمعة 30 مترا.
وأوضح المسؤول المغربي أنّ "الأشغال تتقدم بشكل حثيث؛ لكن بكثير من الحذر لتفادي أي انهيار محتمل للأتربة"، مشيرا إلى أن عملية الحفر تتواصل بحضور مهندس وتقنيين طوبوغرافيين إلى غاية عمق 32 مترا، قبل الشروع في حفر فجوة أفقية بين الحفرة والبئر لانتشال الطفل ريان.
وأقرّ الثمري بأن "العملية صعبة للغاية، بسبب تضاريس المنطقة والتربة الهشة التي تحول دون حدوث تقدم على مستوى الحفر"، مشيرا إلى اقتراب فرق الإنقاذ من مرحلة الحفر الأفقي، والتي أكد أنها "أهم وأعقد المراحل".
وفي اليوم الرابع لوقوع المأساة، تسارع فرق الإنقاذ الخطى لاستكمال تنفيذ خطة، اعتمدتها السلطات المغربية مباشرة بعد فشل محاولات إنقاذ الطفل ريان، بالاعتماد على متطوعين ليل الأربعاء، وتقوم على إحداث حفرة موازية بالعمق نفسه في المكان الذي علق فيه، ثم إحداث فجوة في البئر لانتشاله.
كما تعتمد خطة خلاص الطفل ريان من الموت على استعمال آليات ثقيلة للحفر، بشكل متواز ومائل مع الثقب المائي، بحذر واحتياط كبيرين، مخافة أن تتسبب عمليات الجرف في انهيار البئر.
ولجأ رجال الإنقاذ، بعد انتهاء عملية الحفر العمودي في حدود الساعة الثانية من صباح الجمعة، إلى الانتقال إلى أصعب مرحلة في عملية الإنقاذ من خلال مباشرة الحفر الأفقي، والاستعانة بأنابيب ضخمة من أجل إقامة نفق بطول ثلاثة أمتار لبلوغ مكان الطفل ريان، وتجنب وقوع أي انهيارات محتملة قد تفاقم الأزمة وتحول دون إنقاذه.
وقضت فرق الدفاع المدني وسائقو الجرافات والمهندسون والتقنيون الطبوغرافيون وقوات الأمن ليلة بيضاء في سباق ضد الزمن لإنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في بئر مهملة لا ماء فيها بمنطقة تمروت، التابعة لمحافظة شفشاون، عصر الثلاثاء الماضي، فيما حبس المغاربة أنفاسهم ترقبا لنجاح الجهود الحثيثة لإنقاذه.
وعرفت عملية الإنقاذ في أنفاسها الأخيرة لحظات عصيبة، بعد توقف اضطراري لأشغال الحفر ثلاث مرات متتالية جراء وقوع انهيار صخري طفيف، قبل أن تستأنف عملية الحفر في الساعة الأولى من صباح الجمعة، إثر قيام فريق مكون من مهندسين وتقنيين طوبوغرافيين بتحديد مكان الطفل بدقة تفاديا لوقوع أية مفاجأة.
وبينما كانت فرق الإنقاذ تقود عملية الحفر في سباق مع الزمن، كانت الأخبار الرائجة تشير إلى أن الطفل ريان لا يستطيع الحركة، لكنه ما زال على قيد الحياة.