بعد بضعة أيام فقط من خروجه من المستشفى، حيث تلقى علاجاً تجريبياً ضد "كوفيد-19"، يستعدّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتنظيم تجمعات ضمن حملته الانتخابية. لكن خصومه، وبعض الأطباء يشعرون بالقلق حيال قرار قد يكون متسرعاً جداً.
يقول الخبير في الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكنز، أميش أدالجا، إن هناك اختلافات كبيرة في مدة تعافي المصابين. "بعض المرضى يمكن أن يستأنفوا نشاطهم اليومي بسرعة. أما بالنسبة لآخرين فيستغرق الأمر أسابيع عدة. بالنسبة لرجل سبعيني مصاب بكوفيد-19، وأُدخل إلى المستشفى، يستغرق الأمر عموماً بضعة أسابيع ليستعيد نشاطه الطبيعي. لكن بما أنه الرئيس، هناك كثير من الناس حوله لمساعدته. لا يذهب على الأرجح للتسوّق، ولا يقود السيارة".
وأمضى ترامب (74 سنة) ثلاث ليالٍ في المستشفى قبل أن يعود في 5 أكتوبر/تشرين الأول، إلى البيت الأبيض الذي يضمّ وحدة طبية، وسينظّم السبت، أول تجمع عام منذ تشخيص إصابته، وقد أعلن عن تجمع انتخابي في فلوريدا، يوم الاثنين.
وتشير مديرة قسم العناية المركزة في مجموعة نورث ويل هيلث في نيويورك، مانغالا ناراسيمهان، إلى أن "المصابين في عمر ترامب الذين وُضعوا على أجهزة التنفس لمعالجة التهاب رئوي، يواصلون الشعور بالتعب الشديد وآلام العضلات لبعض الوقت".
Will be in Sanford, Florida on Monday for a very BIG RALLY! https://t.co/TTOlHJT8kr
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 9, 2020
ويؤكد الطبيبان الأميركيان أنه من الصعب جداً معرفة وضع ترامب الصحي بعد تعافيه، لأن الفريق الطبي وأوساط الرئيس أعطوا معلومات مبهمة ومتناقضة أحياناً.
الخطر الأكثر شيوعاً من جراء القيام بنشاط مفرط بعد مرض هو إضعاف النظام المناعي. وتوضح ناراسيمهان أن ترامب "بحاجة إلى نظامه المناعي لمكافحة الفيروس، لذلك يُقال لكم إنه يجب الاستراحة، وشرب كمية كبيرة من المياه بعد المكوث في المستشفى لأن نظامكم المناعي يجب أن يكون في أفضل مستوياته".
أكثر عرضة للانتكاس
وهذا الأمر مهمّ جداً بالنسبة للمصابين المسنين لأنهم أكثر عرضة للانتكاس مع ظهور أعراض مثل الحرارة. ويشير أدالجا إلى أن تفاصيل تاريخ ترامب الطبي ووضعه الصحي مجهولة، وما هو معروف فقط هو أنه يعاني من نوع طفيف من مرض متعلق بالقلب والأوعية الدموية.
وتضيف ناراسيمهان أن أطباء ترامب لم يكشفوا للعلن نتائج الفحوص التي أجراها في المستشفى التي قد تعطي مزيداً من التفاصيل. ومن بين هذه الفحوص "مؤشرات الالتهابات" التي تكشف كيف يتعافى من المرحلة الالتهابية، أو تحاليل الدم لمعرفة مدى خطورة إصابته بجلطات، وتقول إن "المرضى يميلون إلى الإصابة بجلطات دموية، وبناء على بعض التحاليل، يجب متابعتهم لمدة ثلاثين يوماً" وربما تناول دواء لتجنّب ذلك. "هناك الكثير من العوارض والآثار الجانبية لهذا الفيروس التي نبدأ بفهمها".
وأعلن طبيب البيت الأبيض، شون كونلي، أنه يتوقع أن "يتمكن الرئيس من استئناف أنشطته العامة السبت، من دون خطر"، مشيراً إلى أن الفحص الذي أثبت إصابته يعود إلى عشرة أيام مضت. لكن المدة الأهمّ هي عدد الأيام التي مرت من دون أعراض، وهذا العدد لم يكشف عنه.
وتوصي المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها من أُصيبوا بكوفيد-19 بشكل طفيف أو معتدل، بعزل أنفسهم لمدة عشرة أيام بعد 24 ساعة من اختفاء العوارض وتدني حرارة أجسامهم. أما بالنسبة للمصابين بأعراض أكثر حدة، فتوصي بمدة عزل تصل إلى عشرين يوماً. وتقول ناراسيمهان إنه في حالة ترامب "لا نعرف ما إذا كانت الأعراض معتدلة أو حادة".
وبدا الدكتور أنطوني فاوتشي، كبير أطباء الإدارة الأميركية، مطمئناً، وقال إنه يثق بالفريق الطبي للرئيس، وصرّح لإذاعة "سي بي إس نيوز": "يمكنني أن أضمن لكم أنهم سيخضعونه لفحص قبل السماح له بالخروج".
في سياق متصل، كشف تحليل أجرته "رويترز" أن حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة بلغت أعلى مستوى خلال شهرين أمس الجمعة، إذ سجلت أكثر من 58 ألف إصابة جديدة، فيما بلغ معدل دخول المستشفيات في منطقة الغرب الأوسط مستويات قياسية لليوم الخامس على التوالي.
ويعالج ما يربو على 34 ألف مصاب في المستشفيات، بزيادة 18 في المائة خلال الأسبوعين الماضيين، وعلى الرغم من استمرار تراجع الوفيات على مستوى الولايات المتحدة، فإن البلد يسجل متوسط 700 وفاة يوميا، وحذر خبراء في مجال الصحة من أن الوفيات مؤشر متأخر على انتشار المرض، وعادة ما تزيد بعد أسابيع من ارتفاع أعداد الإصابة.
(فرانس برس، رويترز)