نقلت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، والمصاب بالسرطان إلى المستشفى، في تدهور إضافي على وضعه الصحي، حيث بات في حالة حرجة جدًا، في ظل تحذيرات من استشهاده بشكل مفاجئ.
وقالت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني السراحنة، لـ"العربي الجديد"، "إدارة سجن الرملة نقلت الأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان، بشكل عاجل، إلى المستشفى، بعد ارتفاع حاد ظهر على درجة حرارته، وهبوط في دقات القلب، وهو تدهور إضافي على الوضع الصحي الحرج جدًا لناصر، والذي يواجه أصلاً خطر الاستشهاد في أية لحظة"، منوهة إلى أنه لا توجد أية معلومات عن الحالة الصحية لناصر حتى الآن، بعد نقله إلى المستشفى اليوم.
وأكدت السراحنة أن الأسير ناصر أبو حميد يعاني من مرض السرطان منذ العام الماضي، تزامنا مع رفض إبقائه في مستشفى مدني، وسط حالة من الإهمال الطبي المتعمد. لكن في نهاية الشهر الماضي، أصبح ناصر غير قادر على تناول الطعام، وكذلك عدم المقدرة على النطق، وتلازمه أسطوانة الأوكسجين، ولا يستطيع ترك الأوكسجين لدقائق معدودة، وتتم تغذيته عبر الوريد، ويبقى نائمًا طيلة الوقت، كما أن لديه ارتفاعا في نسبة الماء على الرئتين، ورفض الأطباء إزالته للخطورة التي سيتركها، مشيرة إلى أن كل ذلك مؤشر على إمكانية استشهاد ناصر في أية لحظة.
وكانت عائلة الأسير أبو حميد أطلقت نداء، الأسبوع الماضي، تطالب فيه الصليب الأحمر الدولي بأخذ دوره، والتدخل العاجل لنقل ناصر من سجن "الرملة" إلى مستشفى "مدني" وإبقائه فيه، ليتسنى لهم زيارته ووداعه، بعدما أصبح من غير الممكن طبيًا إحضاره إلى غرفة الزيارة.
والأسير ناصر أبو حميد واحد من 25 حالة يعانون من مرض السرطان والأورام بدرجات متفاوتة، بل هو يُعتبر من أصعب الحالات المحتجزة داخل سجون الاحتلال، ويوجد في سجون الاحتلال أكثر من 600 أسير مريض يعانون أمراضًا مختلفة، في ظل حالة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال.
يُذكر أن الأسير أبو حميد تعرّض، وما يزال، لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) على مدار سنوات اعتقاله، وبدأ وضعه الصحي يتراجع بشكل واضح في شهر أغسطس/آب من العام الماضي، وفي حينه تم الكشف المتأخر عن إصابته بسرطان في الرئة جرّاء مماطلة إدارة السجون في إجراء الفحوص الطبية اللازمة له، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم من مرحلة صحية حرجة للغاية، وأشارت تقارير طبية إلى أنه في أيامه الأخيرة.
يُشار إلى أن الأسير أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، محكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و(50) عامًا، واعتقل عدة مرات قبلها، كما أن له أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، ثلاثة منهم اعتُقلوا معه إبان انتفاضة الأقصى، وهم: نصر، ومحمد، وشريف، ولهم شقيق خامس اعتُقل عام 2018، وهو إسلام، الذي يواجه كذلك حُكمًا بالسجن المؤبد، و8 سنوات، وشقيق آخر شهيد، وهو الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي ارتقى عام 1994.
تعرضت والدتهم مرات عديدة للحرمان من زيارتهم، عدا عن التنكيل الذي لحق بالعائلة على مدار عقود مضت، كما أنهم فقدوا والدهم خلال سنوات أسرهم، وتعرّض منزل العائلة للهدم خمس مرات، وكان آخرها عام 2019.