حذّر "فريق منسقو استجابة سورية" من عواقب التهديدات الروسية المستمرة لمنع دخول المساعدات الإنسانية من معبر "باب الهوى" الحدودي بين سورية وتركيا، منتقداً ادعاءاتهم التي تتحدث عن غياب أي مسوّغ لتمديد آلية إيصال هذه المساعدات بعد انتهاء مدتها في يوليو/تموز 2022.
وقال الفريق في بيان، اليوم الخميس، إنّ "التصريحات الروسية التي تتحدث عن عدم تغير الأوضاع بعد أشهر من قرار مجلس الأمن الدولي، غير صحيحة ولا يمكن مقارنة المساعدات الإنسانية عبر الحدود بالمساعدات القادمة عبر خطوط التماس، والتي لا تتجاوز أكثر من 0.45% من إجمالي المساعدات، بحسب آخر إحصاء لدخول المساعدات".
وشدد الفريق على أن القرار الدولي 2585/2021 لإدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى طبّق، لكن روسيا والنظام يعرقلان إدخال المساعدات الإنسانية عبر الخطوط، وهذا ما حال دون تفعيل القرار بشكل كامل، إذ لا يمكن مقارنة المساعدات الإنسانية الواردة عبر معبر باب الهوى والتي تشمل مختلف القطاعات بالمساعدات عبر الخطوط والتي تضم مواد غذائية فقط.
وحذّر الفريق من تحوّل سورية إلى أزمة منسية، بينما يكافح ملايين السوريين من أجل البقاء، وفقا لتصريحات مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، جويس مسويا. مطالبا الأمم المتحدة باتخاذ التدابير الضرورية لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب بعيدا عن مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك منعا لاحتكارها وضمان وصولها إلى المدنيين في المنطقة.
وشدد المصدر نفسه، على أن توقّف المساعدات الإنسانية عبر الحدود له عدة سيناريوهات، منها "ضعف الدعم، وارتفاع أسعار المواد والسلع، وانخفاض ملحوظ في الموارد المتاحة ضمن الشمال السوري، وعجز الموارد الحالية عن تلبية احتياجات المنطقة، إذ لا تستطيع الحركة التجارية تأمين النقص الحاصل، خاصة مع عدم قدرة عشرات الآلاف من المدنيين على تأمين احتياجاتهم اليومية في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية".
وقرار مجلس الأمن الدولي 2585، يقضي بتمديد التفويض الممنوح لآلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لمدة عام، شرط تقديم تقرير يضمن إحراز تقدم في وصول المساعدات عبر الخطوط بهدف تلبية الاحتياجات. ويصدر التقرير عن الأمين العام للأمم المتحدة.
حاجة ملحّة للمساعدات
بدوره، أكد مدير "مخيم الدير الشرقي"، بهجت أبو عهد، لـ"العربي الجديد"، أنّ المساعدات الإنسانية رغم قلّتها في الوقت الحالي إلا أنها ضرورية جدا للنازحين شمال غرب سورية، فهم يعتمدون على السلة الغذائية التي تسد ثغرة. وبيّن أن "روسيا دولة إجرام لو تمكنت من قطع الهواء لفعلت ذلك، وهي مسؤولة عن التهجير والتدمير أيضا".
في المقابل، أوضح مدير مخيم "التح" قرب بلدة "باتنته" في ريف إدلب الشمالي، عبدالسلام اليوسف، لـ"العربي الجديد"، أن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة خفّض للمرة الرابعة من قيمة السلة الغذائية الممنوحة للنازحين شمال سورية، لافتا إلى أن هذا التصرف ينعكس سلبا على الجميع في المخيمات، مضيفا "روسيا تطالب بإيقاف المساعدات الواردة عبر معبر باب الهوى، بالتزامن مع تخفيض قيمة السلال المقدمة من برنامج الأغذية العالمي "WFP".
وأضاف اليوسف، "إذا تم إيقاف المساعدات ستكون هناك كارثة إنسانية ومجاعة في حق 3 ملايين شخص في المنطقة"، مشيرا إلى أنّ المعبر يعمل والمساعدات مستمرة، لكن هناك تقصير كبير من طرف المنظمات الإنسانية، والمخيم لم يتلق أي مساعدات خلال شهر رمضان".