الأمم المتحدة تحذر من درجات حرارة قياسية تسببها "إل نينيو".. ما هي هذه الظاهرة؟

03 مايو 2023
توقعات ذروة جديدة في الاحترار المناخي (Getty)
+ الخط -

حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من أنّ هناك احتمالاً قوياً بأن تتشكّل ظاهرة إل نينيو المناخية هذا العام، ما قد يدفع درجات الحرارة إلى معدّلات قياسية جديدة.

وقال رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، في بيان، إنّ "تشكّل إل نينيو سيؤدّي على الأرجح إلى ذروة جديدة في الاحترار المناخي ويزيد من احتمال تسجيل درجات حرارة قياسية"، مقدّراً أنّ احتمال تشكّل هذه الظاهرة المناخية قد يكون بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول بنسبة 80%، وفقاً لما نقلت عنه وكالة فرانس برس.

وفي هذه المرحلة، لا يمكن توقّع شدّة ظاهرة إل نينيو أو مدّتها، إذ اعتُبرت موجتها الأخيرة ضعيفة، فيما كانت في المرة ما قبل الأخيرة، بين عامَي 2014 و2016، قوية وكانت لها عواقب وخيمة.

وأشارت المنظمة إلى أنّ عام 2016 كان "أكثر الأعوام حرّاً على الإطلاق بسبب" التأثير المزدوج "لظاهرة إل نينيو القوية والاحترار المتأتّي من غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري".

  • ما هي ظاهرة إل نينيو؟

إل نينيو ظاهرة مناخية طبيعية ترتبط عموماً بارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف في بعض أنحاء العالم وبأمطار غزيرة في مناطق أخرى. وتحدث الظاهرة في فترة تتراوح بين 4 و12 عاماً، قد تتمخض عنها موجات جفاف وحر لافح وحرائق في آسيا وأستراليا وشرق أفريقيا، وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أميركا الجنوبية.

في الولايات المتحدة، تميل إلى أن تؤدي إلى مناخ أكثر برودة وممطر في معظم الجنوب، وأكثر دفئاً في أجزاء من الشمال. في أماكن أخرى، يمكن أن تؤدي ظاهرة إل نينيو إلى زيادة هطول الأمطار في جنوب أميركا الجنوبية والقرن الأفريقي، والجفاف الشديد في أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من جنوب آسيا، وفقاً لما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

  • إل نينيو والنينيا

وبحسب الخبراء، فإنّ ظاهرة إل نينيو مرتبطة بنظيرتها النينيا مع فرق أن الثانية تحدث تبريداً واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي، مقترنة بتغيرات في دوران الغلاف الجوي فوق المنطقة المدارية، أي في الرياح والضغط وسقوط الأمطار. وعادة ما تكون لها آثار على الطقس والمناخ. 

ووفقاً لتوقعات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، هناك احتمال بنسبة 60% لتكوّن ظاهرة إل نينيو بين مايو/ أيار ويوليو/ تموز، وفرصة بنسبة 80% لتكوينها بين شهري يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول.

وقال ويلفران موفوما أوكيا، رئيس قسم خدمات التنبؤ بالمناخ في المنظمة، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، وفقاً لما نقلت عنه "نيويورك تايمز"، إنّ "التنبؤات تستند إلى ملاحظات لأنماط الرياح ودرجات حرارة المحيطات وغيرها".

وتجدر الإشارة إلى أنّ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تستخدم ست مجموعات بيانات دولية لضمان التقييم الأكثر شمولاً وموثوقية لدرجة الحرارة. وتستخدم نفس البيانات في تقاريرها السنوية عن حالة المناخ والتي تُطلع المجتمع الدولي على مؤشرات المناخ العالمية.

ودرجة الحرارة هي مجرد واحد من مؤشرات تغيّر المناخ. وتشمل مؤشرات أخرى تركيزات غازات الدفيئة، ومحتوى حرارة المحيط، ودرجة الحموضة في المحيطات، والمتوسط العالمي لمستوى سطح البحر، والكتلة الجليدية ومدى الجليد البحري.

وسبق لرئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنّ أكد أنّ ظاهرتي إل نينيو والنينيا هما عاملان دافعان رئيسيان طبيعيان لنظام المناخ في الأرض. ولكن جميع الظواهر المناخية التي تحدث بشكل طبيعي تحدث الآن على وقع تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية والذي يفضي إلى تفاقم الطقس المتطرف ويؤثر على دورة الماء.

المساهمون