تحذيرات من كوارث قد يسبّبها فصل الشتاء لنازحي مخيمات الشمال السوري

04 نوفمبر 2020
مناشدات للتخفيف قدر الإمكان من أي أضرار مرتقبة (Getty)
+ الخط -

بدأ مسلسل معاناة النازحين مع فصل الشتاء مع أولى التساقطات المطرية التي سُجلت شمال غربيّ سورية، إذ سبّبت الأمطار خلال الساعات الماضية أضراراً في مخيمات النازحين، لتحذر جهات إنسانية على الفور من الكوارث التي قد يجلبها الشتاء والتي تحتاج لتدخل عاجل من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية للتخفيف قدر الإمكان من أي أضرار مرتقبة.

فريق "منسقو استجابة سورية" أكد أن الأمطار سبّبت أضراراً في 11 مخيماً، بحسب الإحصائيات الأولية التي أجراها الفريق، ويقطنها نحو 1419 عائلة، ضمن مناطق حلب وإدلب.

وناشد الفريق في بيان له المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة لتأمين الاحتياجات العاجلة للنازحين والمهجرين ضمن المخيمات، إضافة إلى مطالبته المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بتحمّل المسؤولية تجاه النازحين، نظراً لعدم الاستعداد لمواجهة كوارث الشتاء القادمة.

وطالب الفريق أيضاً الفعاليات المختصة في المنظمات والهيئات الإنسانية، بالعمل على تحقيق الاستقرار الأولى للمهجرين والنازحين من خلال بذل الجهود بشكل أكبر لمواجهة الأضرار التي قد تنجم عن أي كوارث، وخاصة أن التساقطات المطرية لم تبدأ بعد.

وشدد الفريق على ضرورة تقديم الدعم المتعلق بمجابهة فيروس كورونا، وخاصة مع تجاوز عدد الإصابات في المخيمات 450 إصابة.

محمد إسماعيل، متخصص الهندسة البيئية، تحدث لـ"العربي الجديد" عن المشاكل التي تسببها التساقطات المطرية للنازحين في المخيمات، مؤكداً أن الحل الوحيد هو استبدال الخيمة ببناء إسمنتي، أو تنفيذ إجراءات وقائية دائمة، لكون المخيمات الأكثر تضرراً  تقع في أراضٍ زراعية ليست فيها مجارٍ لتصريف المياه، وغالباً ما تكون أرضية الخيمة ترابية مرصوصة، لعدم قدرة النازح على استخدام الإسمنت في بناء الأرضية ورفعها عن مستوى التراب.

وأضاف أن الأوان قد فات لمبادرات خلاقة حقيقية يمكن من خلالها تجنب الكوارث التي تتكرر سنوياً مع بدء التساقطات المطرية، تحديداً في المخيمات التي أنشئت أخيراً خلال الأعوام بشكل عشوائي وغير منظم، وغالباً ما أُنشئت من قبل النازحين دون تنظيم أو تخطيط أو مساعدة من أي جهة إنسانية.

وأوضح الدفاع المدني السوري أن العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني أدت إلى غمر المخيمات جزئياً بمحيط مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، إذ عملت فرق الدفاع المدني على فتح ممرات مائية، ورفعت سواتر ترابية لمنع تدفق المياه إلى داخل الخيام.

كوفيد-19
التحديثات الحية

بدوره أوضح مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أنه يجب أن تكون هناك حملة منظمة من كل الجهات الإنسانية في فصل الصيف لمساعدة النازحين في المخيمات العشوائية التي أُنشئت بعد الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام، وذلك عبر بناء مخيمات لهم، فضلاً عن تأهيل الخيام القاطنين فيها لمواجهة المطر.

وتتكرر حوادث غرق الخيام في كل فصل شتاء، رغم النداءات التي يطلقها النازحون لمساعدتهم على تأمين مخيماتهم ضد السيول والأمطار، خاصة أن الكثير منهم يقيمون مخيماتهم على أراضٍ زراعية يستأجرونها، لأنه لا تتوافر لديهم أماكن لإقامة المخيمات عليها.

المساهمون