تحذيرات من استشهاد أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام

24 أكتوبر 2021
متظاهرون فلسطينيون بمدينة الخليل يطالبون بتلبية مطالب المضربين (مصعب شاور/فرانس برس Getty)
+ الخط -

قال نادي الأسير الفلسطيني، الأحد، "إنّ احتمالية ارتقاء شهداء بين صفوف المعتقلين المضربين عن الطعام تتصاعد، في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تعنتها ورفضها الإفراج عنهم وإنهاء اعتقالهم الإداريّ التعسفيّ".

والأسرى هم: كايد الفسفوس المضرب منذ 102 يوم، مقداد القواسمة المضرب منذ 95 يوماً، وعلاء الأعرج 78 يوماً، وهشام أبو هواش 69 يوماً، وشادي أبو عكر61 يوماً، وعيّاد الهريميّ 32 يوماً.

وأكد نادي الأسير في بيان له، الأحد، أنّ الأسرى يواجهون خطراً مضاعفاً مع مرور كل ساعة، فجميعهم وصلوا إلى مرحلة الخطر الشديد، ورغم كل النداءات المتواصلة والمطالبات على عدة أصعدة، فإنّ الاحتلال ماضٍ في تعنته، الأمر الذي يعني أنّ هناك نية لقتل أحدهم بتواطؤ من محاكم الاحتلال، فلم يعد الاحتلال يكتفي بإيصالهم إلى مرحلة صحية خطيرة تستنزف أجسادهم وتسبب لهم مخاطر صحية يصعب علاجها لاحقاً.

واعتبر نادي الأسير أنّ خطورة ما يجري مع المضربين في هذه المرحلة لم نشهده منذ سنوات، خاصة في ظل ضعف حالة الإسناد وعلى كافة المستويات، عدا عن حالة الصمت والبيانات الخجولة التي تصدر عن المؤسسات الدولية الحقوقية، فلم يعد تعبيرها عن القلق على مصير المعتقلين المضربين كافياً مع تصاعد سياسة الاعتقال الإداريّ، ورغم الموقف الواضح للمنظومة الحقوقية الدولية من هذه السياسة التعسفية وحجم القيود المفروضة عليها، فإنّ الاحتلال لا يقيم أي وزن لذلك.

وشدد النادي على أنّ هذه المعاناة المتواصلة مست حياة أُسرهم وأطفالهم، حيث إنّ جميع المضربين هم معتقلون سابقون مضى على اعتقالهم سنوات، جلّها رهن الاعتقال الإداريّ.

يُشار إلى أنّ المعتقلين كايد الفسفوس ومقداد القواسمة يقبعان في مشافي الاحتلال بوضع صحيّ بالغ الخطورة، وقد وصلوا إلى مرحلة حرجة جداً، حيث جمّدت المحكمة العليا للاحتلال اعتقالهم الإداريّ، والذي لا يعني إلغاءه، في حيت أن المعتقلين الأعرج وأبو هواش وأبو عكر يقبعون ثلاثتهم في سجن"عيادة الرملة" بوضع صحي خطير يتفاقم مع مرور الوقت، وهناك احتمالية لنقلهم إلى مشافي الاحتلال لإبقائهم فيها بشكل دائم، إضافة إلى الأسير عياد الهريمي الذي يقبع في زنازين سجن "عوفر".

وكان الأسرى في سجون الاحتلال قد وجهوا رسالة قالوا فيها "نناشدكم تصعيد حملة الإسناد للأسرى الإداريين المضربين، حيث إنّ الوقت ينفد وأبناءكم كايد الفسفوس ومقداد القواسمة بمثابة شهداء مع وقف التنفيذ، عار على كل من يتأخر في إسنادهم حتى ينالوا حريتهم، ونحن كحركة أسيرة سنصعد من خطواتنا النضالية المستمرة للأسرى المضربين، وهذه رسالة إلى كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي أننا لا نفهم مستوى المشاركة المتدنية ووقفات الإسناد الدعمة للأسرى المضربين، أنقذوا أبناءكم قبل أن يستشهدوا وتصبح أرواحهم لعنة على كل من تقاعس".

في سياق آخر، أصيب عشرات الفلسطينيين، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، اليوم الأحد، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية انطلقت دعماً للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، حيث انطلقت المسيرة من أمام جامعة الخليل وصولاً الى منطقة رأس الجورة، المدخل الشمالي للمدينة، لكن قوات الاحتلال قمعت تلك المسيرة.

على صعيد آخر، قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة –القدس)، في بيان صحافي اليوم، "إنه منذ مطلع العام الجاريّ، نفّذ الأسرى أكثر من (60) إضراباً فردياً، جلها كانت ضد الاعتقال الإداريّ، في مواجهة هذه السياسة، انتهت معظمها بتحديد سقف اعتقالهم الإداريّ".

ووفق المؤسسات، شكّلت هذه الإضرابات امتداداً لحالة المواجهة المستمرة منذ سنوات، وبشكل مكثف منذ نهاية عام 2011 وبداية عام 2012، وانتهت غالبيتها باتفاقات تقضي بتحديد سقف الاعتقال الإداريّ للأسرى.

من جانب آخر، قال المؤسسات "إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 1282 مواطناً فلسطينياً منذ شهر يوليو/تموز حتى شهر سبتمبر/ أيلول المنصرم"، مشيرة إلى أن من بين حالات الاعتقال تلك 160 طفلاً وقاصراً أقل من 18 عاماً، جلهم من القدس، حيث وصلت نسبتهم من القدس إلى 80%، وسجل بين المعتقلين (37) من الإناث.

وبلغ مجموع أوامر الاعتقال الإداريّ خلال الأشهر الثلاثة الماضية (310) أوامر اعتقال إداريّ، منها (88) أمراً جديداً، و(222) أمر تجديد.

وأشارت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتّى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول 2021 نحو (4600) أسير، منهم (35) أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (200)، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (500).

في سياق منفصل، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية: "إن الأسير إبراهيم غنيمات (45 عاماً)، والمحكوم بالسجن (المؤبد والعشرين عاماً)،  يعاني من ضعف في عضلة القلب ومن إغلاق ثلاثة شرايين منذ أربع سنوات، نتيجة تعرضه إلى جلطة نقل على أثرها إلى أحد مشافي الاحتلال"، مشيرة إلى أن إدارة سجون الاحتلال تماطل بتقديم العلاج اللازم للأسير غنيمات، وتكتفي بإعطائه المسكنات.

على صعيد آخر، أكّد نادي الأسير الفلسطيني أنّ قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال اقتحمت، اليوم الأحد، قسم (21) في سجن "عوفر"، وأجرت عمليات تفتيش واسعة فيه، موضحًا أن مواجهة جرت بين أحد الأسرى وسجان، وعلى خلفية ذلك، هددت إدارة السجن بإعادة اقتحام القسم وعزل الأسير والتنكيل به، الأمر الذي رفضه الأسرى، وتم إغلاق السجن بالكامل، كما أرجعوا وجبات الطعام في خطوة احتجاجية، وما تزال حالة من التوتر تسود أقسام الأسرى.

في سياق منفصل، أفاد مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين شمالي الضفة الغربية منتصر سمور، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال اعتقلت، مساء اليوم الأحد، الطالب في جامعة بيرزيت زياد جمال الشاتي من مخيم جنين، أثناء مروره على حاجز عسكري طيار نصبته على شارع جنين- نابلس.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب فرج عبيدو من مدينة الخليل، كما اعتقلت الشاب قسام عميرة من قرية حوسان غرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.

في شأن منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، تركزت في الجزء الشرقي منه.
من جانب آخر، أخطرت قوات الاحتلال بوقف العمل في منازل في قرية "التوانه" في مسافر يطا جنوب الخليل، طاولت كلاً من المواطنين: فؤاد العمور منسق لجنة الحماية والصمود في مسافر يطا جبال جنوب الخليل، ونبيل العمور، وغانم الهريني، وفق ما أفادت به هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.

المساهمون