تشهد ولايات جزائرية ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة، ويأتي ذلك مباشرة بعد الأمطار التي هطلت في عدد من المناطق الشمالية والساحلية وتسبّبت في فيضانات وخلّفت خسائر بالغة. وتحثّ السلطات المعنية المواطنين على تجنّب الحرّ والحذر خلال تعرّضهم للشمس.
وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية في الجزائر، اليوم الخميس، أنّ الارتفاع القياسي يُسجَّل في ثلاث ولايات جنوبي البلاد، محذّرة من هبوب رياح قوية وساخنة مصحوبة بزوابع رملية في ثلاث ولايات أخرى وسط البلاد. وهي كانت قد حذّرت، مساء أمس الأربعاء، من أنّ ستّ ولايات في شمال البلاد سوف تشهد حتى يوم غد الجمعة ارتفاعاً في درجات حرارة يصل إلى 44 درجة مئوية، مشيرة إلى أنّ هذا الارتفاع مستمرّ منذ يوم الأحد الماضي.
ومن المتوقّع أن تشهد شواطىء ولايات الساحل، غداً الجمعة وبعد غد السبت، أي في نهاية الأسبوع، إقبالاً كبيراً، وذلك بعد أسبوع من افتتاح موسم الاصطياف وقبل أيام قليلة من عيد الأضحى الذي يحلّ بعد أقلّ من أسبوع.
وفي هذا الإطار، حذّرت وزارة الصحة الجزائرية المواطنين من المخاطر المرتبطة بالتعرّض للشمس، بسبب الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة الذي تشهده البلاد في هذه الأيام.
وأطلقت حملة إعلامية وقائية دعت فيها المواطنين إلى الحرص على عدم تعريض الأطفال الصغار والأشخاص المسنّين وذوي الأمراض المزمنة لخطر الحرّ، وتجنّب الخروج في الأوقات الأشدّ حراً، وتفادي النشاطات الخارجية، والاستحمام، وتناول كمية كافية من المياه، وارتداء ملابس خفيفة، والمكوث في الظلّ. وفي الوقت نفسه، حذّرت من التسمّمات الغذائية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.
وفي الغالب، يترافق موسم الصيف في الجزائر مع موجات حرائق في المناطق الشمالية، وبالتالي أطلقت الحكومة تدابير استباقية للحؤول دون وقوعها. وأعلنت وزارة الزراعة، في هذا الإطار، تهيئة فرق طوارئ ويقظة إلى جانب تكثيف الدوريات المشتركة في كلّ المساحات الغابية وبمحاذاتها، من قبل مصالح الغابات طوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة.
وكان وزير الداخلية إبراهيم مراد قد صرّح، أوّل من أمس الثلاثاء، بأنّ خطة تدخل سريع وُضعت مع إجراءات وتدابير لضمان سرعة التدخّل خلال نشوب أيّ حريق وتفادي سيناريوهات تشبه ما وقع في السنوات الماضية، لافتاً إلى استنفار 15 ألف عون (عنصر) من الحماية المدنية.