تحذيرات صحية من تناول الأعشاب والخلطات الشعبية في الجزائر

22 فبراير 2022
مخاطر تناول الخلطات الشعبية والأعشاب الطبيعية على الصحة (Getty)
+ الخط -

حذّرت مجموعة من الأطباء في الجزائر، من مخاطر تناول الخلطات الشعبية والأعشاب الطبيعية على الصحة، واعتبارها بديلاً للأدوية التي تؤخذ بمقدار ووصفات طبية، موضحين أنّ عدداً من المستشفيات استقبلت أخيراً حالات لمرضى تناولوا أعشاباً زادت من تدهور وضعهم الصحي.

ودقّ الأطباء ناقوس الخطر من هذه الأعشاب التي تؤخذ بطرق عشوائية قد تكون لها تأثيرات وخيمة على الصحة وتؤدي إلى الوفاة، خاصين بالذكر نبتة "مليلس"، مؤكدين أنها خطيرة، وقد تسبب مشاكل في الكبد.

وقالت الدكتورة إيمان فنغور، طبيبة عامة في ولاية ميلة، شرقيّ الجزائر لـ"العربي الجديد"، إنّ ما نلاحظه اليوم، تنامي الطبّ الشعبي جنباً إلى جنب مع الطب الحديث، محذرة من الطب الشعبي الذي يستغل الثقافة الشعبية للأسر ويدفعها إلى تلقي علاجات غير آمنة صحياً، بل لها أضرار كبيرة على الصحة.

واستطردت الطبيبة فنغور، قائلة إن الطب الحديث يعتمد في طرقه وأساليبه العلاجية على بعض النباتات في العلاج، لكن ذلك بعد إخضاعها للتجريب والتحليل لضمان سلامة المريض، وهي معترف بها من طرف المختبرات.

وأوضحت أن الطب الحديث يستخدم بعض النباتات والأعشاب الموجودة في الطبيعة، التي ثبتت نجاعتها وفعاليتها في التخفيف من حدة الأمراض أو علاجها، غير أن هناك محلات تسوّق بعض الخلطات دون ترخيص من وزارة التجارة، أو دون وصفات تكشف مكوناتها أو فوائدها العلاجية.

ولفتت إلى أن بعض الممارسات العلاجية لا تستوفي طرق التخزين الصحية، وهو ما يستدعي تدخل كل من وزارة التجارة والصحة على حدّ سواء من أجل حملة منع تداول مثل هذه الأعشاب في السوق الجزائرية وفي محلات انتشرت فيها سريعاً.

وكان الدكتور ڨلوعة جمال، مختص في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، قد دعا إلى الابتعاد عن تناول أي أعشاب مهما كان نوعها دون الرجوع إلى أهل الاختصاص.

وقال في تدوينة عبر "فيسبوك": حذارِ حذارِ، عشبة مليلس herbe de mélisse، التي ينصح بها لعلاج البوصفير دون علم، قد تؤدي إلى فشل كبدي حاد يكون دون رجعة ويؤدي إلى الوفاة"، مشيراً إلى أنه لحد الآن تلقى حالتين في العيادة.

وجاءت هذه التحذيرات، في أعقاب تسجيل تزايد استخدام الجزائريين للأعشاب وخلطات التطبيب الذاتي، خاصة خلال فترة الأزمة الوبائية لفيروس كورونا، إذ سُجّل إقبال كبير من قبل الجزائريين على تناول الخلطات واقتناء الأعشاب لاستعمالها كمشروب مضاد للسعال وصعوبات التنفس والزكام، كمستخلص القرنفل وحبات الينسون والثوم والزعتر، دون العودة إلى الأطباء لفحص مدى ملاءمة هذه الأعشاب وطبيعة وضعهم الصحي.

وقبل أيام، حذّر رئيس مصلحة الأمراض المعدية في المؤسسة الاستشفائية العمومية لبوفاريك قرب العاصمة الجزائرية، محمد يوسفي، في لقاء إعلامي حول الموضوع، من مخاطر لجوء مواطنين إلى العلاج الذاتي والاستنجاد بالأعشاب والنباتات الطبية والمستخلصات المنبثقة من هذه المواد، خاصة أن بعضها تحتوي على مواد قد تؤثر بصحة المواطنين.

إضافة إلى تحذيرات من المكملات الغذائية، إذ كانت النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص قد نبّهت السلطات خلال لقاء سابق بين وزير الصناعة الصيدلانية عبد الرحمن جمال لطفي بن باحمد، إلى ضرورة ضبط مسألة تسويق المكملات الغذائية، وحلّ الإشكال المتعلق بالالتباس والخلط الواقع بين المكملات الغذائية ومواد التغذية المحددة.

وكانت وزارة التجارة الجزائرية قد أعلنت في 15 فبراير/ شباط الجاري، حظر تسويق 20 مكملاً غذائياً بعدما أكدت أن التحاليل المخبرية التي قامت بها الجهات المختصة على مجموعة من هذه المكملات، أثبتت احتواءها على مكونات كيميائية تدخل في صناعة المواد الصيدلانية، وعلى مواد غير مصرح بها في التركيبة، بينها أدوية تستعمل لعلاج الضعف الجنسي لا ينصح بتناولها إلا بعد أخذ رأي طبيب مختص.

وأوضحت الوزارة أن "هذه المنتجات غير مأمونة، ومن شأن استهلاكها أن يشكل خطراً على صحتهم، ويجب الامتناع عن اقتنائها واستهلاكها"، كذلك حذرت الوزارة التجار كافة، سواء على مستوى التجزئة والجملة والإنتاج، أو الاستيراد من أنه "يمنع منعاً باتاً عرض هذه المنتجات للبيع أو التداول تحت أي صفة كانت، ويمنع تخزينها في المستودعات".

وإضافة إلى المخاطر الصحية، تعتبر السلطات الجزائرية أن هذه المكملات الغذائية والخلطات الطبية من الأعشاب، غير آمنة ولا تحترم تدابير قانون جزائري صدر في فبراير/شباط 2009 يتضمن حماية المستهلك وقمع الغش، ولا تدابير قانون آخر صدر عام 2012 يحدد القواعد المطبقة في مجال أمن المنتجات.

المساهمون