استمع إلى الملخص
- **أهداف التحالف الطالبي الجديد**: تشمل تفكيك التواطؤ المؤسسي، مقاومة قمع النشاط الطالبي، تطوير النشاط المؤيّد لفلسطين، وبناء علاقات مع حركات التضامن الفلسطينية، مع تأييد مبادئ منظمة التحرير الفلسطينية.
- **إنجازات وتحديات المخيمات الطالبية**: نجحت في نشر الوعي، تنظيم نقاشات، وجمع تبرعات، لكنها تواجه تحديات في تحقيق مطالبها مثل سحب الاستثمارات، حيث تحقق ذلك في خمس جامعات فقط.
تحت اسم "اتحاد الطلاب من أجل تحرير فلسطين"، أُطلق تحالف طالبي جديد في المملكة المتحدة، يضمّ 15 مجموعة من طلاب مختلف الجامعات فيها ويهدف إلى إنهاء ما أسماه "تواطؤ الجامعات البريطانية مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة". والمجموعات تمثّل 15 مخيّماً طالبياً من المخيمات التي نُصبت في جامعات بريطانية عديدة، خلال الفصل الجامعي الثاني من العام الدراسي الماضي.
وفي بيان صادر اليوم الاثنين، أفاد "اتحاد الطلاب من أجل تحرير فلسطين" بأنّ "مخيمات فلسطين" أُقيمت في عشرات الجامعات، وقد "ناضل الطلاب (من خلالها) من أجل سحب استثمارات مؤسساتهم الأكاديمية" في إسرائيل أو في مؤسسات فيها. وأوضح الاتحاد أنّ هذا التضامن المنسّق أفضى إلى "تأسيس شبكة جديدة على المستوى الوطني، تضمّ تحالفات طالبية ملتزمة جماعياً بتفكيك تواطؤ جامعاتها مع الإبادة الجماعية المستمرّة بحقّ الشعب الفلسطيني".
وحدّد التحالف الطالبي الجديد، في بيانه، أربعة أهداف رئيسة هي تفكيك التواطؤ المؤسسي للجامعات، ومقاومة قمع النشاط الطالبي، وتطوير النشاط المؤيّد لفلسطين في الجامعات، وبناء علاقات مع حركات التضامن الفلسطينية في كلّ أنحاء المملكة المتحدة والعالم. وإذ اتّهم الجامعات البريطانية بأنّها "متواطئة بطريقة عميقة ونشطة في احتلال فلسطين والإبادة الجماعية في قطاع غزة"، أيّد دعمه المبادئ التي وضعتها منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1977 والتي تؤكّد "حقّ الفلسطينيين في المقاومة، والسعي إلى تحرير فلسطين، ودعم حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين".
والمجموعات الطالبية الخمس عشرة التي يضمّها "اتحاد الطلاب من أجل تحرير فلسطين" هي من جامعات نيوكاسل، وكامبريدج، وبريستول، ويورك، وكارديف، وشيفيلد، ووارويك، ونوتنغهام، ولنكون، وليفربول، وبرمنغهام، وإدنبره، وكوين ماري، وغلاسكو، وويلز.
ولم يعلن الاتحاد برنامج عمله لشهر سبتمبر/ أيلول المقبل مع انطلاق العام الجامعي الجديد، وسط توقّعات باستئناف المخيمات الطالبية من أجل غزة، التي كانت قد انتشرت في 36 جامعة بريطانية في الأشهر الماضية. لكنّ مصادر خاصة أفادت "العربي الجديد" بإمكانية حصول تصعيد احتجاجي طالبي في أكثر من جامعة، في العام الجامعي المقبل، وبطريقة أكثر حدّة مقارنة بالاحتجاجات السابقة. يُذكر أنّ مجموعات طالبية مناصرة للقضية الفلسطينية تستعدّ في الآونة الأخيرة للاستفادة من "أسبوع الترحيب" بالطلاب الجدد الذي يسبق بداية العام الجامعي، وذلك من خلال تنظيم أنشطة توعية واحتجاجات.
تجدر الإشارة إلى أنّ المخيمات الطالبية نجحت، في الأشهر القليلة الماضية، في تحقيق عدد من الإنجازات المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية، أبرزها نشر الوعي بين الطلاب بصورة كبيرة، خصوصاً في ظلّ التغطية الإعلامية المحدودة أحياناً. كذلك وفّرت المخيمات منصّة للنقاشات والندوات التي يستضيفها ناشطون ومتخصّصون في الشأن الفلسطيني، ومن جهة أخرى جمعت هذه المخيمات تبرّعات لدعم جهود الإغاثة في قطاع غزة في أكثر من مناسبة.
وتمكّنت المخيمات الطالبية من الحصول على دعم طالبي من نقابات الطلاب ومن هيئات تدريسية عدّة ومحاضرين ونقابات أساتذة، ونقلت النقاش حول الإبادة الجماعية الحاصلة في قطاع غزة إلى أروقة الهيئات الإدارية للجامعات، من خلال المطالبة بسحب استثماراتها في شركات أسلحة، وغيرها، تساهم في دعم الاحتلال والإبادة المرتكبة في حقّ الفلسطينيين.
لكنّ تحديات عديدة ما زالت تواجه الحراك الطالبي المناصر لفلسطين في الجامعات البريطانية في ما يخصّ تحقيق مطالبه، أبرزها سحب الاستثمارات أو الاستعداد للتفاوض بشأنها، علماً أنّ ذلك لم يتحقّق إلا في خمس جامعات فقط. يُذكر أنّ إدارات عدد من الجامعات البريطانية اضطرت، الشهر الماضي، إلى التوجّه إلى القضاء بهدف إجبار المعتصمين في المخيمات الطالبية على مغادرة باحات الاعتصام في داخل الحرم الجامعي.