يواجه السوريون المقيمون خارج المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مشاكل في تجديد بطاقات الإقامة، خاصة في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، مع توقف "الإدارة الذاتية" عن منحها واشتراط وجود الكفيل لتجديدها.
وقال الإعلامي محمد بكار لـ"العربي الجديد"، إنّ إصدار الإقامات متوقف في الوقت الحالي من قبل الإدارة الذاتية، ويشترط على كل مقيم سابق في مدينة منبج انتهت مدة إقامته إحضار الكفيل السابق من أجل التجديد، وإذا تأخر، يجبر على دفع مبلغ مالي شهرياً بقيمة 12 ألف ليرة سورية كمخالفة.
واعتبر بكار هذه القضية مجرد تعقيد أمام من يريد دخول المدينة والبقاء فيها، هدفها عرقلة تحرك السكان تحت حجج أمنية، موضحاً أنه "في الوقت الحالي، إن المخالفين في مدينة منبج مجبرون على دفع مبلغ شهري، يزيد من إثقال كاهلهم".
ولا يعني حمل الهوية السورية أو جواز سفر، السماح بدخول مناطق "الإدارة الذاتية" والتنقل فيها بحرية، فلكل سلطة أمر واقع شروطها التي يصطدم بها السوري عندما ينتقل من منطقة سيطرة جهة إلى منطقة أخرى، كأن ينتقل من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرة "قسد"، أو حتى من مناطق سيطرة المعارضة السورية إلى مناطق "قسد"، وقد لن يتمكن من الانتقال أو يتعرض للمخاطر.
ياسر (48 عاماً) يقيم في مدينة دمشق، وهو من مواليد مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، اتجه قبل مدة لزيارة أقارب له في المدينة، كما أخبر "العربي الجديد"، لكنه فوجئ بإيقافه عند أول حاجز لـ"قسد"، حيث طلب منه إبراز بطاقة زيارة للمدينة، وبرغم وجود أفراد عائلته فيها، رفض دخوله وبقي ينتظر يوماً كاملاً حتى تمكن من الحصول على البطاقة ليدخل مدينة القامشلي.
وأوضح ياسر أنه حصل على بطاقة زيارة لمدة 15 يوماً، ليدخل مدينة القامشلي، مع العلم أن عائلته فيها، مشيراً إلى أن هذا الأمر معيب، لكونه من أبناء المدينة، ويحمل هوية سورية.
وبررت "قسد" فرض بطاقة الوافد في بيان صدر عنها بشهر يناير/كانون الثاني، تحت بند الخوف من تسلل عناصر تنظيم "داعش" إلى مناطق سيطرتها، وأن الإجراء ما هو "إلا ليتمتع كامل قاطني المنطقة بالأمن والأمان ومتابعة حياتهم بشكل اعتيادي، علماً أن نظام الكفالة الذي وُضع، تأكيد لهوية الشخص الحقيقية"، وفق ما نص البيان.
عثمان أبو الخير، من أبناء مدينة حلب يقيم حالياً في مدينة القامشلي، كما أوضح لـ"العربي الجديد"، ويحمل بطاقة إقامة، تحدث عن إجراءات الحصول على البطاقة، وقال: "أنا من مدينة حلب، تمّ إيقافي عند أول حاجز للإدارة الذاتية، طلبوا بطاقة زيارة أو إقامة. بطاقة الزائر مدتها 15 يوماً، تمكنني من العبور على الحواجز كافة، يجب أن يكون هناك كفيل للحصول عليها".
تابع أبو الخير: "الكفالة تتم عند مجلس الحيّ، وبعدها موافقة الأسايش، والهوية تبقى عند المعبر لمدة 15 يوماً، وإذا أراد الزائر البقاء في المدينة، يجب أن يبدل بطاقة الزائر ببطاقة وافد، ويشترط وجود بطاقة زائر للحصول عليها"، مبيناً أن الهوية السورية كافية لتنقل أي مواطن.
ومن الشروط التي يجب توافرها لبطاقة وافد، وجود كفيل من أبناء المدينة، سواء في منبج أو الحسكة أو الرقة، والحصول على تصريح من مجلس الحي وموافقة من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابع لـ"قسد". والشروط أيضاً مشابهة لشروط الحصول على بطاقة زيارة مدتها 15 يوماً.