تأهب أمني شمالي المغرب لمواجهة مهاجرين ليلة رأس السنة

27 ديسمبر 2024
قوات أمنية على الحدود مع سبتة، 15 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد مدن شمال المغرب تعزيزات أمنية مكثفة لمواجهة محاولات الهجرة السرية المتزايدة مع اقتراب رأس السنة، تشمل تعزيز الرقابة على الحدود وتكثيف الدوريات.
- تستغل شبكات الهجرة غير النظامية فترة الاحتفالات لمحاولة الوصول إلى سبتة ومليلية، بينما تفرض السلطات المغربية طوقاً أمنياً مشدداً على المدينتين.
- رغم الجهود الأمنية، تستمر محاولات الهجرة الناجحة، حيث أوقفت السلطات المغربية 32,449 مهاجراً في 2024، مع زيادة نشاطات الهجرة بنسبة 2% وظهور أساليب جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تشهد مدن شمال المغرب تأهباً أمنياً، وخصوصا المدن القريبة من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، استعداداً للتصدي لمحاولات الهجرة السرّية التي تشهد ارتفاعاً بالتزامن مع الاحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة. ورفعت السلطات المغربية من درجة التأهب لمواجهة محاولات المهاجرين السريين ليلة رأس السنة الميلادية، وذلك من خلال تدابير استثنائية تتجلى في رفع درجة المراقبة واليقظة لمنع وصولهم إلى المناطق القريبة من سبتة ومليلية، وتعزيز الرقابة على طول الحدود البرية والبحرية وتكثيف الدوريات. كما داهمت القوات المساعدة وباقي الفرق الأمنية عدداً من الأماكن لمنع تجمعات قد تكون تخطط للقيام بمحاولات الهجرة السرية، وفق مصادر حقوقية متابعة ملفَّ الهجرة غير النظامية.

وتهدف الإجراءات الأمنية لتشديد الخناق على شبكات الهجرة غير النظامية التي تستغل مثل هذه المناسبة لمحاولة الوصول إلى سبتة ومليلية والشواطئ الجنوبية لإسبانيا. وغالباً ما تُختار ليلة رأس السنة أو الساعات الأولى من صباح أول أيام السنة الجديدة لمحاولة الهجرة.

تحديات لكبح المهاجرين شمالي المغرب

ويُعرف المغرب منذ مدة طويلة بأنه نقطة انطلاق رئيسية تجذب المهاجرين المغاربة الذين يسعون إلى بلوغ الشواطئ الأوروبية عبر البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي، أو عن طريق سياج مدينتي سبتة ومليلية، غير أن تزايد تدفق المهاجرين في الفترة الأخيرة يزيد التحديات أمام السلطات المغربية. كما يشكل المغرب محطة استقرار مؤقتة للعديد من المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء، والذين يبقون ما يزيد عن سنتين على أراضيه، بحسب دراسة سابقة أنجزتها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الهجرة بالتعاون مع اللجنة الدولية من أجل تنمية الشعوب.

في هذا الإطار، قال رئيس "مرصد الشمال لحقوق الإنسان" (مستقل) محمد بن عيسى لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إن "نهاية كل سنة ميلادية عادة ما تعتبر في نظر المهاجرين غير النظاميين، سواء المغاربة أو المتحدرون من دول أخرى ممن يعتبرون المغرب بلد عبور، فرصة ناجحة للوصول إلى الضفة الأخرى أو إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بالنظر إلى مجموعة من الأسباب، منها النجاحات التي حققها مهاجرون سابقون في تجاوز الإجراءات الأمنية، والاعتقاد بانشغال السلطات الأمنية الإسبانية بتأمين احتفالات أعياد الميلاد داخلياً، ووجود أغلب أفراد حرس الحدود الإسبان في إجازات الأعياد".

ولفت بن عيسى إلى أن "الواقع الميداني يكذب هذه التمثلات وما يروج على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تفرض السلطات المغربية طوقاً أمنياً على مدينتي سبتة ومليلية، حيث أقامت منذ أسبوعين نقاط مراقبة وتفتيش على بعد أكثر من 30 كيلومتراً من المدينتين، وكثّفت نقاط المراقبة على طول الحدود البرية والبحرية. الأمر نفسه ينطبق على السلطات الأمنية الإسبانية".

غير أن هذه الإجراءات لا تمنع من وجود محاولات ناجحة للهجرة سباحة إلى سبتة، لكنها محفوفة بالمخاطر بسبب الظروف البحرية السيئة، وفق الحقوقي المغربي. ويأتي ذلك في وقت قالت فيه السلطات الأمنية بالمغرب، الثلاثاء الماضي، إنها أوقفت 32 ألفاً و449 مهاجراً غير نظامي، بينهم 9 آلاف و250 أجنبياً، خلال العام الجاري. وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان لها بشأن حصيلتها السنوية، أن جهود مصالح الأمن الوطني خلال 2024 تكللت بتفكيك 123 شبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر، بزيادة ناهزت 2% مقارنة بالسنة المنصرمة. كما جرى توقيف 425 منظماً ووسيطاً في عمليات الهجرة، وحجز 713 وثيقة سفر مزورة. وبحسب المديرية، سجّل عام 2024 أسلوباً إجرامياً جديداً مرتبطاً بقضايا الهجرة غير النظامية، يتمثل في نشر دعوات تحريضية للهجرة الجماعية على شبكات التواصل الاجتماعي.

المساهمون