تحتفل مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ومهد السيد المسيح عليه السلام، هذا العام، بأعياد الميلاد المجيدة، بلا سياح أو حجّاج كما جرت العادة في كلّ عام، بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، حيث إنّ الاحتفالات ستكون ضمن الحدّ الأدنى ميدانياً، وستُتابع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
مديرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية بيت لحم، كارمن غطاس، أكّدت لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ البلدية ستنفّذ تلك الفعاليات بالحد الأدنى وفق بروتوكولات صحية، وأنّه سيتم نقلها من خلال البث المباشر عبر تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي، فيما سيتم تقييم جميع الفعاليات، كلّ على حدة.
وستضيء بلدية بيت لحم، بعد أيام، شجرة الميلاد في المدينة، عبر البث المباشر، ثم ستكون هناك فعاليات اجتماعية للأطفال، إضافة إلى دراسة احتفاليات وفعاليات، كسوق الميلاد وفعاليات أخرى خاصة بالأطفال، "لكن كلّ ذلك مرهون بالتقييم التتابعي وفق الوضع الوبائي"، وفق ما تؤكده غطاس، مضيفة أنّ الناس في بيت لحم يريدون انعقاد الاحتفالات والفرحة بها، "لكن صحة وسلامة الأهالي وعائلاتهم مهمتان أيضاً".
وأكّدت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، رولا معايعة، في كلمة لها خلال مؤتمر صحافي عقدته في بلدية بيت لحم، اليوم الخميس، عبر تقنية "زووم"، حول الاستعدادات للاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، أنّ فترة الأعياد هذا العام مختلفة ولن تكون هناك مشاركة فعلية للسياح والحجاج، لكن "سننقل الرسالة الحقيقية من مهد المسيح إلى العالم كله".
وتؤكد معايعة، أنّ قطاع السياحة هذا العام، كان أول المتضرّرين وسيكون آخر قطاع يستعيد عافيته بسبب جائحة كورونا، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ "الوزارة على جهوزية عالية من خلال عقد اللقاءات مع القطاع الخاص، لاستيعاب السياح بعد انتهاء جائحة كورونا".
وأوضح مدير وزارة الصحة في بيت لحم، شادي اللحام، في كلمة له، أنّ الحالة الوبائية في بيت لحم وفلسطين تزداد تعقيداً، وأنّ بيت لحم فيها 1456 حالة نشطة، وتسجّل المحافظة يومياً مئات الإصابات.
"الميلاد نور حياة"
وقال اللحام: "أعددنا خطة للتعامل مع أعياد الميلاد، تمّ تسليمها لجهات الاختصاص ورفعنا أعداد طواقمنا الطبية، وسيتم أخذ المسوحات من المحتفلين بالأعياد والمشاركين في الكنائس، وكذلك العمل على ضمان التباعد الاجتماعي، فالهدف حماية أرواح أبناء شعبنا".
بينما أكّد رئيس بلدية بيت لحم، أنطون سلمان، في كلمته، أنّ بيت لحم اختارت للاحتفال بأعياد الميلاد، هذا العام، شعار "الميلاد نور حياة"، "لتكون رسالة الميلاد معبّرة عن أنّ الفلسطينيين يستطيعون تغيير الواقع الصعب بسبب كورونا، بتعاضدهم وتكاتفهم، إذ إنّ الظروف التي يعيشها العالم استثنائية، لم يسبق أن عاشها في العصر الحديث".
أما محافظ بيت لحم، كامل حميد، فأكّد في كلمته، أنّ رسالة الميلاد التي تنطلق من بيت لحم هذا العام، "هي رسالة مميزة، تعبّر عن إصرار الفلسطينيين على الخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية والتخلّص من كلّ أشكال الفيروسات".
وأشار حميد إلى أنّ الإجراءات المتّخذة للاحتفال بعيد الميلاد، "جاءت بناءً على دراسة وهي منسجمة مع رسالة عيد الميلاد ورسالة المسيح عليه السلام، وهي رسالة محبة وصحة وسلامة"، مضيفاً: "نريد الاحتفال بالعيد، لكن مع الحفاظ على أرواح الناس، وفق الإجراءات الصحية وبالحد الأدنى".
في حين، أكّد مدير شرطة محافظة بيت لحم، طارق الحاج، في كلمته، أنّ ظروف الميلاد هذا العام، "استثنائية، تفرض ترتيبات معيّنة على مراسم العيد من أجل الحفاظ على سلامة الناس والمحتفلين بالعيد"، وشدد على جهوزية الأمن لتأمين فعاليات العيد ضمن ما تقرّره الجهات المختصّة.