بيت عزاء فلسطيني جنوبي نابلس للناشطة الأميركية عائشة نور

11 سبتمبر 2024
صور عائشة نور من بين صور شهداء جبل صبيح - بيتا، نابلس، 11 سبتمبر 2024 (مجدي حمايل)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إقامة بيت عزاء وتكريم الناشطة عائشة نور إزغي إيغي**: شهد نادي بلدة بيتا في نابلس تحركاً كبيراً لتكريم الناشطة الأميركية من أصول تركية، عائشة نور، التي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرة سلمية ضد الاستيطان.

- **تضحيات عائشة نور وإقامة العزاء**: عائشة نور، 27 عاماً، كانت متضامنة مع الشعب الفلسطيني. عضو مجلس بلدية بيتا أكد أن إقامة بيت العزاء هو تعبير عن شكر ووفاء من أهالي البلدة لها ولكل المتضامنين الدوليين.

- **ردود الفعل على استشهاد عائشة نور**: استشهاد عائشة نور أثار مشاعر حزن وتقدير في قلوب أهالي بيتا، الذين أقاموا بيت عزاء لها ورفعوا صورها وأعلام فلسطين وتركيا. تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن أثارت ردود فعل غاضبة.

منذ الصباح الباكر، شهد نادي بلدة بيتا، الواقعة جنوبي محافظة نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة، حركةً استثنائية شارك فيها عدد من أهالي البلدة ومؤسساتها المحلية، من أجل التحضير لإقامة بيت عزاء خاص بالناشطة الأميركية من أصول تركية عائشة نور إزغي إيغي التي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري. وعصراً، أُقيم بيت العزاء، وفاءً لذكرى عائشة نور وتقديراً لتضحياتها التي خلّفت أثراً عميقاً في نفوس أهالي بيتا.

وكانت عائشة نور، البالغة من العمر 27 عاماً، التي تُوصَف بأنّها متضامنة أميركية مع فلسطين، قد توجّهت أخيراً إلى الضفة الغربية المحتلة من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهي لا تعلم أنّها سوف تسقط برصاص قنّاص إسرائيلي، في خلال مشاركتها في مسيرة سلمية ضدّ الاستيطان على أراضي جبل صبيح التابعة لبلدة بيتا، يوم الجمعة الماضي.

يوضح عضو مجلس بلدية بيتا فياض دويكات أنّ إقامة بيت عزاء للشهيدة عائشة نور ما هو سوى "تعبير عن وفاء وشكر من أهالي البلدة لها ولكلّ المتضامنين الدوليين الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضدّ الاحتلال الإسرائيلي". ويؤكد دويكات لـ"العربي الجديد" أنّ هذه المبادرة تأتي تقديراً لتضحيات وشجاعة عائشة نور وجميع أحرار العالم الذين يرفضون جرائم الاحتلال، موجّهاً "خالص تعازينا لعائلتها وزوجها" اللذَين فقداها في أثناء "دفاعها عن حقوق الشعب الفلسطيني".

ويشير دويكات إلى أنّ أهالي بيتا كانوا يرغبون في مواراة جثمان الشهيدة عائشة نور الثرى في البلدة، أو إقامة مسيرة تشييع لها في البلدة تليق بتضحياتها، لكنّ المخاوف من استهداف الفلسطينيين المشاركين من قبل قوات الاحتلال حالت دون ذلك، فشُيّعت في مدينة نابلس قبل أن يُنقَل جثمانها إلى تركيا ويُدفَن هناك. ويرى عضو مجلس بلدية بيتا أنّ استشهاد عائشة نور يسلّط الضوء على الطبيعة العنيفة للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يميّز ما بين صغير وكبير، ولا يحترم أيّ شخص من أيّ جنسية كان، ويعمد إلى قتل حتى الذين لا يمثّلون أيّ خطر، الأمر الذي يدلّ على تعطّش الاحتلال للدماء.

الصورة
بيت عزاء تكريماً للشهيدة الناشطة الأميركية من أصول تركية عائشة نور إزغي إيغي - بلدة بيتا - نابلس - 11 سبتمبر 2024 (مجدي حمايل)
بيت عزاء تكريماً للناشطة الأميركية من أصول تركية عائشة نور إزغي إيغي في بلدة بيتا، نابلس، 11 سبتمبر 2024 (مجدي حمايل)

من جهته، يقول الكاتب الفلسطيني مجدي حمايل من بلدة بيتا لـ"العربي الجديد" إنّ "الشهيدة عائشة نور جاءت لتناصر القضية الفلسطينية، واستشهدت على أراضي بيتا، الأمر الذي أثار مشاعر حزن وتقدير عميقَين في قلوب أهالي البلدة، فأقاموا بيت عزاء من أجلها". ويشرح حمايل أنّ "أهالي بلدة بيتا ومؤسساتها وفعالياتها، أقاموا بيت عزاء في نادي بيتا، في لفتة تعكس وفاءهم تجاه تضحيات عائشة نور"، مضيفاً أنّ "صورها رُفعت في بيت العزاء، إلى جانب أعلام فلسطين وتركيا. وكانت عبارات وفاء لعائشة نور في النادي وفي شوارع البلدة، في لفتة تكريمية للشهيدة التي أظهرت شجاعة فائقة بحضورها لدعم الشعب الفلسطيني في معركته ضدّ الاستيطان".

ويلفت حمايل إلى أنّ "الشهيدة عائشة نور إزغي إيغي متزوّجة في الولايات المتحدة الأميركية فيما يعيش والداها في تركيا. وهي من الذين شاركوا في تظاهرات الجامعات الأميركية المناصرة للقضية الفلسطينية" في سياق رفض الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023". ويتابع أنّ عائشة نور "وصلت إلى فلسطين يوم الأربعاء الماضي (الرابع من سبتمبر)، أي قبل ثلاثة أيام من استشهادها، من أجل مناصرة الفلسطينيين مع مجموعة من النشطاء".

ويأتي وفاء أهالي بلدة بيتا للناشطة عائشة نور إزغي إيغي بالتزامن مع تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي وصف فيها سقوط الناشطة الأميركية برصاص الاحتلال بأنّه "حادثة عرضيّة". وقد أثار ذلك ردود فعل غاضبة، ولا سيّما أنّ رئيس البلاد التي تحمل عائشة نور جنسيتها تنصّل من تحميل إسرائيل مسؤولية قتلها.

وكانت الشابة عائشة نور إزغي إيغي قد استشهدت في خلال مشاركتها في مسيرة سلمية يوم الجمعة الماضي، احتجاجاً على إقامة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية على أراضي جبل صبيح. وتُسجَّل مواجهات متكرّرة ما بين أهالي بلدة بيتا وقوات الاحتلال منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ يحاول هؤلاء الدفاع عن أراضيهم، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد 15 فلسطينياً هناك، وقد التحقت عائشة نور بهم أخيراً. وعلى الرغم من سلميّة المسيرة، فقد استهدف قنّاص إسرائيلي عائشة نور برصاص قاتل، فأُصيبت بجروح خطرة جداً في رأسها، ليُعلَن استشهادها عند وصولها إلى المستشفى بعد وقت قصير من إصابتها.

تجدر الإشارة إلى أنّ جموعاً فلسطينية شيّعت، أوّل من أمس الاثنين، جثمان الشهيدة عائشة نور إزغي إيجي من أمام "مستشفى رفيديا الجراحي الحكومي" بمدينة نابلس، قبل نقلها إلى مطار اللد، ومن هناك إلى تركيا حيث يقيم والداها.

المساهمون