أعربت جمعيات لمكافحة أعمال العنف الناتجة عن الأسلحة الشخصية في الولايات المتحدة الأميركية عن غضبها إزاء طرح بندقية "جاي آر-15" (JR-15) المصمّمة خصيصاً للأطفال في الأسواق أخيراً، إذ إنّها مستوحاة من سلاح هجومي استُخدم في أكثر من عملية إطلاق نار أدّت إلى سقوط قتلى في البلاد.
من جهتها، أشارت الشركة المصنّعة "وي 1 تاكتيكال" (WEE1 Tactical) إلى أنّ هذه البندقية هي "الأولى من ضمن مجموعة أسلحة سوف تمكّن البالغين من تعريف الأطفال برياضة الرماية بأمان"، ووصفتها عبر موقعها الإلكتروني بأنّها "بندقية الأم والأب".
ويعني حرفا "جاي آر" (JR) في اسم البندقية "جونيور"، علماً أنّ طولها يبلغ 80 سنتيمتراً فيما يقلّ وزنها عن كيلوغرام واحد، وهي مزوّدة بمخازن للذخيرة تتّسع لخمس طلقات أو عشر من عيار 22 طويل.
This is VILE.
— Gavin Newsom (@GavinNewsom) February 17, 2022
A skull & crossbones with a pacifier on weapon of war.
Made to look “cute” to appeal to kids.
The manufacturer calls this a “JR-15.”
Every NRA-backed politician should condemn this. pic.twitter.com/VmsqaiCuEM
وقد طُرحت هذه البندقية في الأسواق في منتصف يناير/ كانون الثاني من العام الجاري بسعر 389 دولاراً أميركياً. أمّا النموذج "إيه آر-15" (AR-15) المخصّص للبالغين، فهو نسخة مدنيّة من سلاح من الطراز العسكري استُخدم سابقاً في سلسلة من جرائم القتل، من بينها جرائم ارتُكبت في مدارس وخلّفت صدمات كبيرة.
وتكثر حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة الأميركية التي يكفل دستورها الحقّ في حيازة أسلحة نارية، إلا أنّ محاولات تنظيم حيازتها والمطالبات برقابة أكثر صرامة على مبيعاتها تتعطّل في الكونغرس بضغط من لوبي الأسلحة.
Marketing weapons of war to children should be illegal! https://t.co/GpwQVjglkT
— Newtown Action Alliance (@NewtownAction) February 18, 2022
وكان 26 شخصاً قد قُتلوا، من بينهم 20 طفلاً، في 14 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2012 في مدرسة "ساندي هوك" الأميركية في نيوتاون بولاية كونيتيكت (شمال شرق) بنيران شاب يشكو من اختلال عقلي. وهذه المأساة التي استُخدمت فيها بندقية "إيه آر-15" تركت أثرها العميق في الرأي العام. كذلك استُخدمت بندقية من النوع نفسه في إطلاق نار في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا (غرب) في عام 2017، كان عدد ضحاياه الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الحديث مع 58 قتيلاً. كذلك، وقعت حادثة في مدرسة باركلاند الثانوية في ولاية فلوريدا (جنوب شرق) أسفرت عن سقوط 17 قتيلاً في عام 2018.
وفي هذا السياق، صرّح المدير التنفيذي لمنظمة "فايولنس بوليسي سنتر" التي تحارب عنف السلاح جوش شوغرمان بأنّه "للوهلة الأولى، يبدو الأمر وكأنّها نكتة سمجة. لكن بعد التدقيق، يتبيّن أنّها سمجة فحسب". أمّا جمعية "نيوتاون أكشن أليانس" التي تدعو إلى الحدّ من حيازة الأسلحة، فانتقدت لوبي الأسلحة ومصنّعيها، لافتة إلى أنّهم "يفعلون كلّ شيء للاستمرار في جني الأرباح".
تجدر الإشارة إلى أنّ نحو 45 ألف شخص قُتلوا بأسلحة نارية في الولايات المتحدة الأميركية في خلال عام 2021، من بينهم 24 ألفاً انتحروا، مع أكثر من 1500 قاصر وفق منظمة "غان فايولنس أركايف".
(فرانس برس)