بلغاريا تواجه الجائحة بنقص في المعدات وشيخوخة فرقها الطبية

22 نوفمبر 2020
نقص في الموظفين في المستشفيات وقصور في نظام الرعاية الصحية (هريستو روسيف/Getty)
+ الخط -

 

مع طبيب واحد وثلاثة ممرّضين فقط لكلّ 55 مريضاً مصاباً بفيروس كورونا، يقول العاملون في أحد مستشفيات مدينة شومن، في شرق بلغاريا، إنهم على حافة الانهيار.

يقول ديميتار كوستوف، رئيس مستشفى شومن الأكثر اكتظاظاً في البلاد، "الوضع حرج". وفيما تجتاح موجة ثانية من الوباء البلاد التي يقرب عدد سكانها من سبعة ملايين نسمة، يبرز نقص في الموظفين في المستشفيات، حيث كُشف عن أوجه القصور في نظام الرعاية الصحية. وفي المنطقة المحيطة بشومن على سبيل المثال، يقترب نصف عدد العاملين الطبيين من سنّ التقاعد، وعدد الأشخاص الذين يغادرون القطاع أكبر من الذين يدخلونه. وتقول ألبينا كوستوف، رئيسة قسم الأمراض المعدية في المستشفى، "نحن ننهار جراء الإرهاق الجسدي والعقلي". وليس هناك أي سرير شاغر في هذا المستشفى.

وفيما تمكّنت الدولة الأفقر في الاتحاد الأوروبي من تجنّب أسوأ موجة من الوباء في الربيع، من خلال فرض إجراءات الإغلاق، رفضت الحكومة اتخاذ إجراء مماثل خلال اجتياح الموجة الثانية البلاد. ويوجد حالياً 4500 مريض بفيروس كورونا في المستشفى و270 آخرون في العناية المركزة. ووفقاً لبيانات اتحاد الأطباء البلغاريين، يغادر ثمانية من كلّ عشرة من متخرّجي الطب بلغاريا، للبحث عن وظائف ذات أجر أفضل في أوروبا الغربية، وهو اتجاه تفاقم منذ انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2007. ونتيجة لذلك، فإنّ 52 في المائة من الطواقم الطبية في البلاد تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، مقارنة بـ14 في المائة فقط دون سن 35 عاماً.

ويوضح كراسيمير سيميونوف، رئيس نقابة العاملين في المجال الطبي في المنطقة والتي تقلّص عدد أعضائها بمقدار الثلث منذ العام 2000، أنّ الوضع في شومن رهيب، إذ إن "40 في المائة من الأطباء تزيد أعمارهم عن 60 عاماً". وتعني الرواتب المنخفضة والمعاشات التقاعدية الضئيلة أنّ الطواقم الطبية التي تبقى في البلاد غالباً ما تعمل بعد سن التقاعد لفترة طويلة.

وتشير روميانا نانوفسكا، رئيسة مستشفى البلدية في مدينة لوفيتش (شمال)، التي كادت أن تفلس حتى قبل أزمة كورونا، إلى أن "الراتب الأساسي للطبيب هو 840 ليفا (510 دولارات) في الشهر ويتقاضى الممرّض 600 إلى 700 ليفا".

"ما داموا يتنفسون"

وعدت الحكومة بمكافآت ضخمة للعاملين الطبيين في الخطوط الأمامية. لكن العديد من الأطباء والممرّضين المسنين قلقون من التعرّض للفيروس. فقد أصيب ما يقرب من 3500 عامل طبي بفيروس كورونا حتى الآن في بلغاريا، وتوفي 25 منهم على الأقل، من أصل حصيلة إجمالية للفيروس في البلاد بلغت 121 ألف إصابة و2820 وفاة. وقال طبيب أعصاب يبلغ من العمر 77 عاماً لمحطة "بي تي في" التلفزيونية، في وقت سابق من هذا العام، عندما سُئل عن قراره بالعودة إلى العمل في القسم المخصّص لمرضى كوفيد-19، "يعمل الأطباء ما داموا يتنفّسون". وهو توفي بالفيروس في يونيو/حزيران الماضي. وفي حالة مأساوية أخرى، توفي ثلاثة عمّال طبيين من العائلة نفسها بسبب فيروس كورونا، بفارق أيام بين بعضهم البعض في سبتمبر/أيلول، في جنوب غرب البلاد.

وبعدما شعروا بالذعر، هدّد العاملون في مستشفى في مدينة بريسلاف (شرق)، وجميعهم يبلغون 65 عاماً وما فوق ويعانون من أمراض، بالاستقالة بشكل جماعي عندما أُعلن عن افتتاح قسم لمعالجة مرضى كورونا فيه. ونتيجة لذلك، أُرسل المرضى إلى شومن، ما زاد من اكتظاظه.

استجابة فاشلة؟ 

وبالإضافة إلى تراجع أعداد العاملين في مجال الرعاية الصحية، يواجه النظام الطبي في البلاد مشاكل أخرى. فرغم أنّ بلغاريا لديها واحد من أعلى معدلات أطباء الأسنان للفرد في أوروبا، هناك نقص في المتخصّصين الآخرين اللّازمين للتعامل مع الوباء، مثل أطباء التخدير والرئة. وفيما ألغيت التظاهرات اليومية ضد الفساد في وقت سابق من هذا العام، ما زالت هناك احتجاجات أصغر حجماً على طريقة تعامل الدولة مع الوباء. وبسبب النقص في سيارات الإسعاف، تنقل سيارات تابعة للشرطة المرضى إلى المستشفيات، ودعا رؤساء المستشفيات طلاب الطب والمتطوعين الآخرين للمساعدة.
(فرانس برس)

المساهمون