بلدية مدينة غزة تحذّر من كارثة بيئية بسبب تكدس النفايات

06 اغسطس 2024
نفايات في مدينة غزة وسط الحرب المتواصلة، 21 يوليو 2024 (داود أبو الكاس/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تفاقم الأزمات الصحية والبيئية في غزة**: تراكم النفايات وسيلان المياه العادمة في شوارع غزة يزيد من انتشار الأمراض، مع عدم قدرة طواقم البلدية على الوصول إلى مكب النفايات الرئيسي.
- **استهداف البنية التحتية والمرافق الحيوية**: نفاد الوقود واستهداف إسرائيل لشبكات الصرف الصحي أدى إلى تدمير محطات ضخ المياه وآليات البلدية، مما أعاق جمع النفايات وتوزيع المياه.
- **أزمة المياه والطاقة**: تدمير 60 بئر مياه من أصل 86 في غزة خلق أزمة عطش، مع تضرر مصادر الطاقة البديلة، مما دفع مهنا للمطالبة بتدخل دولي عاجل.

حذّر المتحدث باسم بلدية مدينة غزة حسني مهنا من تدهور الأوضاع الإنسانية الخطير في المدينة الواقعة شمالي قطاع غزة، وذلك من جرّاء تفاقم الأزمات والكوارث الصحية والبيئية، مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمّرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأوضح مهنا في مقابلة أجرتها معه وكالة الأناضول أنّ تكدّس كميات كبيرة من النفايات يتجاوز وزنها 100 ألف طنّ في مدينة غزة لوحدها وسيلان المياه العادمة في الشوارع والنقص الشديد في المياه من شأنها أن "تُفاقم الأوضاع الإنسانية وتزيد من انتشار الأمراض والأوبئة وتهدّد بتفاقم الأزمات الصحية والبيئية".

أضاف مهنا أنّ طواقم بلدية مدينة غزة غير قادرة على الوصول إلى مكبّ النفايات الرئيسي الواقع شرقي المدينة، نظراً إلى خطورة تلك المنطقة. وبالتالي فإنّ النفايات التي تتكدّس في المكبّات المؤقتة بمنطقة اليرموك وأرض سوق فراس وسط المدينة في ظلّ الحر الشديد تمثّل مكرهة صحية وبيئية، لا سيّما مع انتشار الحشرات والقوارض.

وأشار المتحدّث باسم بلدية مدينة غزة أنّ نفاد الوقود واستهداف إسرائيل المتعمّد لشبكات الصرف الصحي كانا سببَين رئيسيَّين لسيلان المياه العادمة في الشوارع والمناطق المنخفضة، خصوصاً بعد تدمير محطّتَين لضخّ مياه الصرف الصحي وتضرّر ستّ مضخّات أخرى في المدينة، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 45 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي والخطوط الناقلة. يُذكر أنّ ذلك يأتي في إطار استهداف قوات الاحتلال البنى التحتية في المدينة المنكوبة، لا سيّما بعد عزل الشمال عن الجنوب والوسط، وفي كلّ مناطق القطاع. 

وتابع مهنا أنّ إسرائيل دمّرت 126 آلية ومركبة تابعة لبلدية مدينة غزة كانت تقدّم الخدمات لسكان المدينة والنازحين إليها، الأمر الذي أعاق أعمال البلدية الأساسية في جمع النفايات وشفط المياه العادمة وتوزيع المياه على مراكز الإيواء وفتح الشوارع والطرقات المغلقة بسبب الاستهدافات الإسرائيلية. وأكمل أنّ كلّ الأزمات السابقة أوجدت تربة خصبة لانتشار الأمراض المعدية (وغيرها) بين سكان المدينة والنازحين، خصوصاً في أماكن التجمّعات المختلفة مثل مراكز الإيواء والمدارس (التي تستقبل كذلك المهجّرين).

أزمة عطش حقيقية في مدينة غزة

وبيّن مهنا أنّ جيش الاحتلال عمد، منذ بداية الحرب المدمرة في السابع من أكتوبر الماضي، إلى تدمير 60 بئر مياه من أصل 86 في مدينة غزة، الأمر الذي خلق أزمة عطش حقيقية. أضاف أنّ أزمة النقص الحاد في المياه اللازمة للشرب والطهي والنظافة الشخصية ساعدت في انتشار الأمراض المعدية بصورة متسارعة. ولفت إلى أنّ أكثر من 80 مولداً كهربائياً، يشغّل مرافق المياه والصرف الصحي، تعطّل وخرج عن الخدمة بسبب الاستهداف الإسرائيلي، إلى جانب النقص الشديد في كميات الوقود اللازمة لتشغيل ما تبقّى من مولدات كهربائية.

وإذ حذّر المتحدّث باسم بلدية مدينة غزة من أنّ المدينة تعاني أزمة عطش حقيقية، إذ يُضطر سكانها إلى قطع مسافات كبيرة والوقوف في طوابير طويلة من أجل الحصول على كميات محدودة من المياه اللازمة للاستخدامات اليومية، شرح أنّ المدينة فقدت مصادر رئيسية عدّة للمياه التي تغذّيها، من قبيل المياه الواردة من إسرائيل بالإضافة إلى الصادر عن محطة تحلية مياه البحر شمالي قطاع غزة بعد خروجها عن الخدمة، إلى جانب تدمير معظم الآبار الجوفية.

في سياق متصل، تحدّث مهنا، في المقابلة التي أجرتها معه وكالة الأناضول، عن تدمير جيش الاحتلال منشآت صحية ومرافق خدماتية مختلفة، وكذلك تجريف أراض واقتلاع نحو 60 ألف شجرة في معظم مناطق المدينة. وحول أزمة الطاقة، قال المتحدث باسم بلدية غزة أنّ "مصادر الطاقة البديلة تضرّرت كثيراً، فقد استهدف الجيش الإسرائيلي خلايا الطاقة الشمسية التي تخدم مباني البلدية الرئيسة إلى جانب مختلف مرافقها. وطالب مهنا المنظمات والمؤسسات الدولية والأممية ودول العالم كلها بـ"التدخّل العاجل لإنقاذ الأوضاع الإنسانية في غزة"، من خلال "وقف الحرب المدمّرة وفتح المعابر واستئناف إمدادات المياه والكهرباء والوقود وإدخال الآليات وقطع الغيار للبدء بمعالجة هذه الكوارث والتخفيف منها لمنع تفاقم الأوضاع الإنسانية بصورة أكبر".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون