حذّرت بلدية غزة من خطر غرق مناطق في شمال المدينة بمياه الصرف الصحي، مع توقّف عمل المضخّات الخاصة بشبكاتها بعد نفاد الوقود المطلوب لتشغيلها، الأمر الذي يظهّر تهديدات بيئية وصحية، لا سيّما وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأوضح المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، في تصريح لوكالة الأناضول اليوم الخميس، أنّ "ثمّة خطراً يتعلّق بفيضان بركة الشيخ الرضوان الواقعة شمالي مدينة غزة، وإغراق مئات المنازل المحيطة بمياه الصرف الصحي، وإحداث خسائر في الأرواح والممتلكات، والتسبّب في كوارث صحية وبيئية خطرة".
وبيّن مهنا أنّ "المنخفض الجوي الأخير، الذي أدّى إلى تساقط الأمطار بغزارة في اليومَين الماضيَين، تسبّب في ارتفاع مستوى مياه الصرف الصحي المختلطة بمياه الأمطار في داخل البركة حتى مستوى حرج جداً". أضاف أنّ "نفاد الوقود اللازم لتشغيل مضخات البركة يزيد الأوضاع خطورة وتعقيداً".
مدينة غزة المنكوبة مهدّدة بالأمراض
في سياق متصل، حذّر المتحدّث باسم بلدية غزة من "انتشار الأمراض في حال غرقت الشوارع بمياه الصرف الصحي"، إذ من شأن ذلك أن "يفاقم الأوضاع الإنسانية" المتدهورة أساساً.
يُذكر أنّ مدينة غزة الواقعة في شمال قطاع غزة، الذي تحوّل إلى "جحيم" بحسب وصف أكثر من مسؤول في وكالات أممية ومنظمات إنسانية، تعاني كما بقيّة مناطق الشمال من انهيار شبه تام، ولا سيّما مع سقوط النظام الصحي والدمار الهائل والتهجير غير المسبوق، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
وأشار مهنا إلى أنّ "بركة الشيخ رضوان مخصصة لتجميع مياه الأمطار وترشيحها إلى الخزان الجوفي. لكنّ استهداف الجيش خطوط الصرف الصحي الناقلة، في شارع النفق والمناطق القريبة من البركة، أدى إلى تسرّب المياه العادمة إليها واختلاطها بمياه الأمطار".
ودعا مهنا المنظمات الدولية والوكالات الأممية إلى "التدخّل العاجل وتوفير الوقود اللازم لتشغيل المضخّات، قبل وقوع كارثة تُغرق مناطق كاملة في محيط البركة وتُحدث كوارث حقيقية".
ومنذ الأيام الأولى من الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تتكرّر التحذيرات من وقوع "كارثة صحية وبيئية خطرة" من جرّاء استمرار تسرّب مياه الصرف الصحي إلى البحر، في مناطق مختلفة وليس فقط في مدينة غزة.
(الأناضول، العربي الجديد)