بعد أكثر من مائة يوم قضاها رياض بوذينة ( 45 عاماً)، في العناية المركّزة في "مستشفى الياسمينات" بالعاصمة تونس، ودّع الطاقم الطبيّ في المستشفى أقدم نزيل بقسم الإنعاش الطبي من مصابي كورونا، بعد أن أعلن، اليوم الجمعة، عن شفاء رياض تماماً من الفيروس ومخلّفاته التي أجبرته على الإقامة بقسم العناية الطيبة منذ 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وسمح الطاقم الطبي، الجمعة، للمصاب السابق بفيروس كورونا، بمغادرة المستشفى والعودة إلى بيته وسط أجواء احتفالية، معلناً انتصار المصاب الأربعيني على كوفيد -19، بعد معاناة طويلة ورحلة علاج في العناية المركّزة دامة قرابة الأربعة أشهر.
وبدأت معاناة رياض مع فيروس كورونا في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد أن التقط العدوى في محيط عمله، وظهرت عليه علامات المرض منذ الأيام الأولى، غير أنّ إصابته لم تتأكّد إلّا بعد القيام بتحليل "بي سي أر"، وفق ما روته شقيقته، يسرى بوذينة، لـ"العربي الجديد" .
تقول يسرى إنّ أعراض المرض التي ظهرت على شقيقها خلال الأسبوعين الأولين كانت مشابهة لأعراض النزلة الموسمية، ما جعل الأطباء الذين كشفوا عنه يستبعدون إصابته بفيروس كورونا، غير أنّ الإصابة تطوّرت بعد أسبوعين وأصبحت أكثر حدّة بسبب نزول حاد في نسبة الأوكسيجن في جسم شقيقها وعجزه عن التنفس بشكل طبيعي.
تطلّبت حالة رياض، وفق رواية شقيقته، إيواءه الفوري في المستشفى من أجل مساعدته على استعادة القدرة على التنفس في مرحلة أولى، غير أنّه سرعان ما ساء حاله ليدخل مرحلة الإنعاش الطبي التي دامت أكثر من مائة يوم.
تؤكّد يسرى مرور شقيقها بمراحل صعبة، إذ كادت العائلة تفقد الأمل بنجاته بعد أن أُخضع للتنفس الاصطناعي عبر ثقب في الحلق، غير أنّ رياض المصّر على الحياة ظلّ يصارع الفيروس حتى هزمه بعد شهر من إقامته في العناية المركّزة ليدخل طوراً جديداً لعلاج ما خلّفه كوفيد من أضرار جسيمة في أعضائه الحيوية، ولا سيما الرئتين وفق تقارير طبية.
تعتبر يسرى أنّ شقيقها نجا بأعجوبة من الفيروس الذي كاد يودي بحياته مؤكّدة أنّ رياض سيكتب شهادة ميلاد جديدة بمغادرته اليوم للمستشفى، بعد رحلة علاج قاسية جابهها بكثير من الصبر والتحدّي، ومرّت أيامها ثقيلة على أسرته التي عاشت تحت ضغط وقلق كبيرين رغم الرعاية والإحاطة التي تلقتها من الطواقم الطبية التي كانت تشرف على المريض وفق قولها.
وشاركت الطواقم الطبية بـ"مستشفى الياسمينات" عائلة رياض بوذينة فرحتها بشفاء المصاب من كورونا معتبرة شفاءه تتويجاً وانتصاراً على المرض رغم ضعف الإمكانات في المستشفى.
وكتبت إحدى الممرضات المشرفة على حالة رياض، في صفحة خاصة بالممرّضين الشبّان، "بعد رحلة طويلة دامت أربعة أشهر مع مصارعة فيروس كورونا اللعين و90 يوماً تحت التنفس الاصطناعي، اليوم انتصرنا ومريضنا سيعود إلى بيته برغم الظروف القاسية وقلة التجهيزات استطعنا تحقيق نجاح نفتخر به".
📌 كتبت زميلتنا #ريما_منصوري👩⚕️ #ممرضة_رئيس بقسم #الإنعاش_الطبي الياسمينات ببن عروس...
Posted by Jeunes infirmiers الممرضون الشبان on Thursday, January 28, 2021