برنامج عراقي لتأهيل نساء المخيمات نفسياً مع إعادة عشرات النازحين إلى ديارهم

30 ابريل 2022
البرنامج يهدف إلى تعزيز قدرات النساء على الاندماج (وزارة الهجرة والمهجرين العراقية)
+ الخط -

أطلقت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، برنامج تأهيل نفسي للنساء النازحات، في خطوة تهدف تعزيز قدرتهن على الاندماج بالمجتمع والتقليل من العنف، كما أعلنت إعادة 129 نازحاً من مخيمات النزوح بمحافظة نينوى (شمالي البلاد)، إلى مناطقهم الأصلية بمحافظات عدة.

وأوضحت الوزارة أنّ "فرع الوزارة بمحافظة نينوى نظّم بالتنسيق مع منظمة "جيان" الصحية أحد شركاء منظمة UNFPA، برنامجاً تدريبيا للدعم النفسي والسمعي والبصري والتطبيقي للنازحات"، مشيرة إلى أن "البرنامج تضمن 39 فقرة ضمن فترة زمنية تمتد لـ30 يوما".

الأبعاد المجتمعية للدورات التأهيلية ضرورية جدا، ونحتاج إلى توسيعها لتضم أعدادا أكثر من النساء النازحات

وأكدت في بيان، أن "البرنامج يهدف إلى تحسين الحالة النفسية للنساء، وتعزيز قدرتهن على التكيف مع المجتمع والتقليل من العنف". وأضاف أن "البرنامج شمل 20 امرأة و20 فتاة أخرى من أعمار مختلفة".


وفي السياق، أوضح الباحث في الشأن المجتمعي، فالح العبيدي، أهمية برامج التأهيل النفسي للعائلات النازحة، ولا سيما للنساء، اللواتي ذقن أصنافاً من التعذيب النفسي والعوز والظروف القاهرة لسنوات طويلة داخل المخيمات، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة مسؤولة عن إنهاء ملف النزوح بشكل كامل، وإعادة تأهيل تلك العائلات، وفق برامج تدريبية متطورة، تتضمن الجوانب الأمنية والمجتمعية، والثقافية العامة".

وأشار إلى "ضرورة التعامل مع تلك العائلات والنساء منها، على أنهن يمثلن جزءا مهما من المجتمع، وتقع عليهن مسؤولية كبيرة في بنائه، من خلال تربية جيل جديد وتعليمه"، مشددا على أن "الأبعاد المجتمعية للدورات التأهيلية ضرورية جدا، ونحتاج إلى توسيعها لتضم أعدادا أكثر من النساء النازحات، في خطوة تهدف إلى بناء المجتمع العراقي، والتخلص من التركة النفسية التي ألقت بظلالها على النازحين خلال سنوات لم يحصلوا فيها على التعليم، بل انعدمت لديهم أبسط مقومات الحياة الكريمة".

ونفذت السلطات العراقية، بالتعاون مع منظمات أممية، في وقت سابق، سلسلة برامج تستهدف الأسر التي أُعيدت من مخيم الهول في سورية، واستقرت في مخيم الجدعة في ضواحي مدينة الموصل، شمالي العراق، وقد تمكنت الشهر الماضي من إعادة 127 عائلة من مركز التأهيل إلى مناطقها الأصلية بـ 5 محافظات عراقية.

وأمس الجمعة، أعادت وزارة الهجرة والمهجرين 129 نازحاً من مخيمات محافظة نينوى، إلى مناطق الأصلية.

ووفقاً لبيان الوزارة، فإنّ "وزير الهجرة والمهجرين بالوكالة عثمان الغانمي يواصل متابعة إعادة الأسر النازحة إلى مناطق سكناهم الأصلية، وقد أشرف على إعادة 129 نازحا من مخيمات محافظة نينوى، إلى مناطق سكناهم في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، بواقع 33 عائلة"، مبينة أن "ذلك تم بالتنسيق مع القوات الأمنية والحكومات المحلية وفروع الهجرة في تلك المحافظات".

وأشار إلى أن "هذه الخطوة تعد استمرارا للخطة المرسومة لإعادة النازحين طوعا وإنهاء معاناتهم".

وكانت السلطات العراقية، قد أعادت مطلع الشهر الجاري، 162 نازحاً، بشكل طوعي من مخيمات النزوح في إقليم كردستان العراق، إلى مناطقهم الأصلية بمحافظة نينوى.

وما زالت أكثر من 37 ألف عائلة عراقية نازحة خارج مناطها الأصلية حتى اليوم، بحسب إحصائيات وزارة الهجرة، التي لا تحتسب النازحين ممن يقيمون خارج المخيمات ضمن أرقامها، بينما يقدر إجمالي النازحين خارجها بأكثر من 750 ألفاً، يقيمون في مجمعات سكنية على نفقتهم الخاصة، في بلدات عدة بأربيل والسليمانية، فضلا عن بغداد والأنبار وغيرها من المحافظات الأخرى.

 

وكانت وزارة الهجرة قد أعلنت نهاية العام الماضي، إغلاق جميع مخيمات النازحين في المحافظات باستثناء المخيمات التي أقيمت في إقليم كردستان، إلا أن أزمة النزوح لم تنته بعد.

وعلى الرغم من مرور نحو خمس سنوات على انتهاء المعارك في العراق وطرد تنظيم "داعش" من آخر معاقله في مدينة الموصل شمالي البلاد، إلا أنه ما زال هناك أكثر من مليون نازح منذ منتصف عام 2014 لأسباب مختلفة.

المساهمون