برنامج الأغذية العالمي يُعلّق مُؤقتاً المساعدات لبعض مناطق السودان

21 ديسمبر 2023
يواجه السودان أزمة جوع متفاقمة وحاجته ماسة للمساعدات (لوك دراي/Getty)
+ الخط -

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنّه علّق مؤقتا المساعدات الغذائية لبعض مناطق ولاية الجزيرة في السودان وسط اتساع القتال إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وشرقها.

وذكر البرنامج في بيان له الأربعاء، أن نحو 300 ألف شخص فروا من الجزيرة في غضون أيام عندما اندلعت اشتباكات هناك الأسبوع الماضي.

وأوضح إيدي روي ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره في السودان أن الهيئة علّقت تسليم المساعدات الغذائية في بعض المناطق بالجزيرة، وأشار إلى أن الفرق تعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدات في المناطق التي لا يزال من الممكن تقديمها فيها.

برنامج الأغذية العالمي: انتكاسة كبيرة للجهود الإنسانية في السودان

ووفقاً لبيان البرنامج فقد اضطر إلى تعليق مساعداته الغذائية مؤقتا في بعض أجزاء ولاية الجزيرة، مع انتشار القتال جنوب وشرق العاصمة السودانية الخرطوم، معتبراً ذلك "انتكاسة كبيرة للجهود الإنسانية في السودان حيث كان برنامج الأغذية العالمي يقدم المساعدات بانتظام لأكثر من 800 ألف شخص، بما في ذلك كثير ممن فروا من القتال في الخرطوم".

وأضاف روي: "نحن ملتزمون بدعم السودان في أوقات حاجته القصوى، ولكن يجب ضمان سلامة موظفينا وشركائنا. وتابع "تعمل فرقنا على مدار الساعة لتقديم المساعدات الغذائية في المواقع التي لا يزال من الممكن تقديمها فيها واستئناف المساعدات المخطط لها في مناطق أخرى عندما يكون ذلك آمنًا".

واعتبر المتحدث "أن سلامة العاملين في المجال الإنساني والإمدادات والمباني أمر بالغ الأهمية ويجب ضمانها بغض النظر عن الظروف. مضيفا "نحث جميع الأطراف على التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي من أجل المدنيين الأبرياء الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم".

ويواجه السودان الذي كان يوصف سابقا بأنه سلة الخبز المستقبلية لشرق أفريقيا، أزمة جوع متفاقمة مع اقتراب القتال المستعر في جميع أنحاء البلاد من شهره الثامن. ويُظهر تحليل جديد للأمن الغذائي في السودان أعلى مستويات الجوع المسجلة على الإطلاق خلال موسم الحصاد (من أكتوبر إلى فبراير)، وهي عادة فترة يتوفر فيها المزيد من الغذاء. وإذا لم تتوفر زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية بحلول موسم العجاف في مايو/أيار المقبل، فقد تشهد بؤر الصراع الساخنة ظهور جوع كارثي، المعروف أيضًا باسم المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.

وسبق لإيدي روي، أن دعا بشكل عاجل جميع أطراف النزاع إلى هدنة إنسانية وتأمين الوصول إلى المتضررين دون قيود، لتجنب كارثة الجوع في موسم العجاف القادم". وأضاف: "تعتمد حياة الكثيرين على ذلك، ومع ذلك هناك عدد كبير جداً من الأشخاص المحاصرين في المناطق التي تشهد قتالاً نشطاً ولا يمكننا الوصول إليهم إلا بشكل متقطع، هذا إن تمكننا من الوصول إليهم على الإطلاق".

ويواجه ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان الجوع الحاد، بحسب البرنامج، أي أكثر من ضعف العدد في نفس الوقت من العام الماضي. 

ولم تتوقف تحذيرات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن أجزاء من السودان التي مزقتها الحرب، هي في خطر كبير قد يؤدي الى الانزلاق إلى مستويات جوع كارثية بحلول موسم العجاف في العام المقبل إذا لم يتمكن البرنامج من توسيع نطاق الوصول إلى المساعدات الغذائية وتقديمها بانتظام للأشخاص المحاصرين في المناطق الساخنة مثل الخرطوم ودارفور وكردفان.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون