قال رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب المصري أشرف حاتم إن هناك حالة من الاحتقان لدى سكان منطقة الزمالك، الواقعة في قلب العاصمة القاهرة، بسبب أعمال الإزالة الجارية لبعض الحدائق والمساحات الخضراء في المنطقة، من أجل استغلال الأرض المقامة عليها في إنشاء ساحات انتظار للسيارات.
وطالب حاتم وزير التنمية المحلية اللواء هشام آمنة، في الجلسة العامة للبرلمان، الأربعاء، بإصدار قرار بوقف عمليات إزالة الحدائق، باعتبار أن جزيرة الزمالك رئة من رئات القاهرة، ويسكنها نحو 50 ألف نسمة، موضحاً أن أغلب الحدائق بها تاريخية، وإزالتها تتعارض مع المبادرة الرئاسية المعنية بزراعة مائة مليون شجرة، وتوجه مصر نحو مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية.
وأضاف حاتم أنّ أهالي الزمالك فوجئوا بأنّ أربع حدائق تاريخية وخامسة تراثية تجرى إزالة الأشجار بها من جانب الأجهزة المحلية، تمهيداً لتحويلها إلى ساحات لانتظار السيارات مقابل رسوم يومية، ما دفعهم إلى المطالبة بوقف التعديات على تلك الحدائق، ودراسة محافظة القاهرة لأي مشروع قبل البدء في تنفيذه.
وأضاف أنّ "ممشى أهل مصر" المواجه لمبنى ماسبيرو على كورنيش النيل هو مشروع جيد، إلا أنّ شروع الحكومة في إنشاء ممشى مماثل داخل منطقة الزمالك، من دون دراسات فنية عن الأثر البيئي له، هو أمر مرفوض، ويواجه اعتراضات واسعة، سواء من الأهالي، أو من السفارات الأجنبية المطلة على النيل في الجزيرة.
وتوسعت الحكومة المصرية في عمليات تجريف وإزالة الحدائق العامة، والمساحات الخضراء، لا سيما في محافظات القاهرة الكبرى، بدعوى استغلال الأراضي المقامة عليها في تنفيذ أنشطة استثمارية، على الرغم من قرب استضافة البلاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 27)، في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بمنتجع شرم الشيخ جنوبي سيناء.
ولا تتوقف عمليات قطع الأشجار وإزالة المساحات الخضراء في مناطق القاهرة، من أجل إنشاء محطات وقود وأكشاك للوجبات السريعة ومقاه تحت مزاعم التطوير، لتفقد العاصمة المصرية طابعها المميز مع مرور الوقت. في حين تتحجج السلطات بأن الأشجار تستهلك كميات كبيرة من المياه، بينما دخلت مصر مرحلة الشح المائي، ومن الأولى استغلال هذه المساحات في تنفيذ مشروعات استثمارية تدر دخلاً.