"برقة".. شاهد على اعتداءات وحصار المستوطنين للمزارعين شرق رام الله

08 اغسطس 2023
يضطر المزارعون الفلسطينيون للحصول على تصريح خاص ليوم واحد لقطف الزيتون (العربي الجديد)
+ الخط -

تلخص حادثة استشهاد الفلسطيني قصي معطان (19 عاما) مساء الجمعة الماضي، في مسقط رأسه برقة شرق رام الله واقع الحال الذي تعيشه القرية ومناطق فلسطينية كثيرة بسبب الاستيطان.

إذ خرج معطان إلى أطراف قريته وتحديدا منطقة الحدب، بعد نداءات على مجموعات تطبيقات المراسلة الفورية، وأخرى عبر مكبرات الصوت لصد هجوم مستوطنين هناك، لم يكن يملك معطان وشبان البلدة سوى الحجارة التي التقطوها من الأرض، مقابل رصاص المستوطنين الذي أردى معطان شهيدا وتسبب في جرح وإصابة آخرين، كما اعتقلت قوات الاحتلال، أمس الاثنين، الجريح عمار عسلية وابناءه صقر ومحمود ومحمد.
يعرف الأهالي جيدا هوية بعض المستوطنين الذين هاجموا القرية، ويؤكد رئيس مجلس قروي برقة صايل كنعان لـ"العربي الجديد" أن المستوطن "أليشع يراد" من قادة المستوطنين ومن حزب "القوة اليهودية" أي حزب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ويعمل على نشر عدد من البؤر الاستيطانية، ومعروف للأهالي.

المستوطن "أليشع يراد" يعمل على نشر عدد من البؤر الاستيطانية

يضيف كنعان: "المستوطن يراد يرسم ويخطط لإقامة البؤر الاستيطانية ولديه مجموعة من المستوطنين تحت إمرته، وشوهد في بؤرتي "رامات ميچرون" و"عوز ايتسيون" قرب برقة، وفي بؤر أخرى في دير دبوان المجاورة وفي سنجل شمال رام الله"، مشيرا إلى بؤر استيطانية أخرى تدعى "چڤعات آساف"، و"كوخاف يعقوب" والتي تشكل تحديا دائما أمام أهالي برقة، وبشكل خاص المزارعين ورعاة الأغنام، حيث يتم منعهم من الوصول لأراضيهم ورعي أغنامهم.

ويرى كنعان أن "مجموع البؤر والمستوطنات مضافا إليها الشارع الالتفافي الذي يسمى شارع 60 الإسرائيلي، تطبق حصارا كاملا على القرية من الجهات الأربعة".
يروي أحمد أبو السعود أحد أهالي برقة لـ"العربي الجديد" ما تعرضت له عائلته على مدار سنوات لإبعادها عن الأراضي الزراعية والرعوية، فقد هدم جيش الاحتلال غرفة زراعية لها قبل عامين في المنطقة الشرقية لبرقة، وأخطر العائلة بهدم بركسات للأغنام؛ جغرافيا يعني ذلك إفراغ الأراضي والمراعي لصالح بؤرة "رامات ميچرون".
اضطرت عائلة أبو السعود لنقل مواشيها إلى الجهة الغربية، في مكان قريب من منازل القرية لضمان عدم تعرض الحظائر والبركسات للهدم، لكنها بقيت الأقرب لبؤرة "عوز ايتسيون" مقارنة بباقي المنشآت في القرية.

ويشرح رئيس مجلس قروي برقة صايل كنعان جغرافية الاستيطان حول القرية، مؤكدا أنها محاصرة بالكامل، وليس لها سوى مدخل رئيسي وحيد يمكن لجيش الاحتلال إغلاقه بسهولة، وهو ما حصل قبل أشهر حيث أغلقت القرية لساعات بشكل كامل.

التفاف استيطاني
يؤكد كنعان أن جيش الاحتلال كان قد أزال بؤرة "عوز ايتسيون" أكثر من مرة وأعاد المستوطنون بناءها، وأصدر الجيش قرارا لإزالتها لكن المعلومات التي يملكها المجلس القروي أن الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير أوقف هذا القرار مؤخرا.
أما الجهة الشرقية، فتقام فيها بؤرة رعوية تدعى "رامات ميچرون" على أراضي بلدات برقة ودير دبوان ومخماس، وكانت محكمة الاحتلال العليا قررت إخلاءها وهو ما تم بالفعل عام 2006، لكن المستوطنين أعادوا بناءها عام 2012، على شكل مستوطنة رعوية، وفيها رعاة مستوطنون يمنعون أصحاب المواشي الفلسطينيين من الوصول إلى الأراضي شرق القرية والرعي فيها.

وتعاني القرية كذلك من وجود الشارع الالتفافي المسمى 60، وهو جزء من شبكة طرق استحدثها الاحتلال بعد عام 1967، لتسهيل تنقل المستوطنين، وبسببه يصل الأهالي إلى قريتهم، عبر المرور بنفقين تحت هذا الشارع، أحدهما يوصل إلى بلدة دير دبوان، والآخر يصل بين دير دبوان وبرقة.

ويقدر كنعان أن الحصار المفروض على القرية والذي يحرم المزارعين من الوصول إلى 10 آلاف دونم من أراضيهم من أصل مساحة 15 ألف دونم للقرية، يهدف لوقف أي توسع للبناء، وحصر القرية لتكون تلك المساحات متاحة للاستيطان، لا سيما وأن هذه المناطق من الممكن أن تكون ضمن مخطط ما يسمى بالقدس الكبرى أي ضم المستوطنات شرق القدس إلى بلدية الاحتلال فيها.

ويضطر المزارعون للحصول على تصريح خاص ليوم واحد في العام لقطف الزيتون في المناطق التي يحرمون من الوصول إليها، رغم أن معظم تلك المساحات غير مصادرة، وإنما يحرم الفلسطينيون من الوصول إليها لقربها من البؤر والمستوطنات.

المساهمون