تُوفيّ رضيع، مساء أمس الخميس، جرّاء حريق اندلع في منزل عائلته بالقرب من مدينة سلقين في ريف إدلب الغربي، في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية، لينضاف إلى ضحايا الحرائق التي تتسبب بها وسائل التدفئة غير الآمنة المستخدمة في فصل الشتاء من قبل سكان المنطقة والنازحين في المخيمات.
وفي السياق، أوضح الناشط الإعلامي عبد الغني العريان من مدينة سلقين، لـ"العربي الجديد"، أنّ الحريق اندلع مساء أمس، وتوفيّ بسببه طفل حديث الولادة، بينما أصيب أفراد عائلته بحروق بالغة الخطورة، وبيّن أن الحريق اندلع إثر استخدام الفحم الحجري للتدفئة، في منزلهم الواقع ببلدة "إسقاط" القريبة من مدينة سلقين غرب إدلب.
وأكد الناشط أن فرق الدفاع المدني انتشلت جثمان الرضيع ونقلت المصابين إلى المراكز الطبية لتلقي العلاج، مشيراً إلى أن حريقاً آخر نجم عن اشتعال المدفأة وقع ظهر أمس الخميس في مخيم كنصفرة قرب منطقة البردقلي في ريف إدلب الشمالي، تسبب بإصابة 3 أطفال بحروق.
واندلاع الحرائق في المخيمات والمنازل الواقعة بمناطق شمال غربي سورية عائد لعدة أسباب، وفق ما أوضح المتطوع حسام ظليطو، مدير مركز في الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، وأهمها مواجهة الأهالي للبرد القارس بإمكاناتهم الضعيفة وتجمعهم حول المدفأة في خيم صغيرة ضيقة، مع غياب مسافات الأمان، وعدم تثبيت المدافئ بشكل جيد، وكذلك استخدام الخيام للطهي، إذ تتحول لمواقد غير مثبتة أو صحية، بالإضافة إلى تحرك الأطفال في حيز ضيق بتلك الخيام، وحالة التنقل والنزوح وعدم الاستقرار الفعلي، كما يتم استخدام مواد تدفئة من البلاستيك والألبسة المستعملة أو الفحم، وهي ضارة، وأحياناً تسبب حرائق لسرعة اشتعالها.
وعند سؤاله عن المصاعب التي تواجهها فرق الدفاع المدني في التعامل مع الحرائق، أوضح ظليطو أن رداءة البنية التحتية، وخاصة الطرق، تعرقل عمليات الاستجابة للحرائق، كما أن بعض المخيمات العشوائية بعيدة وذات طرق مقطوعة، و"بالنسبة للخيام المصنوعة من قماش ونايلون فهي سريعة الاشتعال، ومن الصعوبة الوصول إليها في الوقت المناسب".
وأضاف "تشكل المُعدّات تحديات لنا في مجال الإطفاء، وبشكل دائم نحتاج لتطويرها لتتوافق مع جميع المواقف والحرائق التي تواجهنا".
وتوجّه ظليطو بتوصيات للمدنيين للوقاية من الحرائق، قائلاً "يجب تثبيت المدافئ بشكل جيد، وعدم استخدام مواقد الطبخ داخل الخيام، ومن الضرورة إبعاد البطاريات، وتجنب فتحها وإصدار أي شرار قد يؤدي إلى حريق في الخيمة".
وأضاف: "عند حصول أي حريق في المنزل يجب إبعاد الأطفال والحفاظ على الأرواح بالدرجة الأولى، ثم التواصل مع الدفاع المدني السوري عبر أرقام الطوارئ التي تم نشرها لجميع مراكز الدفاع المدني السوري في شمال غربي سورية".
وكانت الطفلتان لين، البالغة من العمر 3 سنوات، وشقيقتها نصرة، البالغة من العمر 5 سنوات، قد توفيتا قبل أربعة أيام جراء اندلاع حريق ناجم عن اشتعال المدفأة في الخيمة التي تقيمان فيها، بمخيم "الأبرز" بناحية المعبطلي في منطقة عفرين بريف حلب الغربي، كما أصيبت والدة الطفلتين بحروق خطيرة، وتم نقلها إلى المشفى لتلقي العلاج.
ووفق الإحصائية التي صدرت عن الدفاع المدني، مساء أمس الخميس، بلغت حصيلة الحرائق منذ بداية العام الحالي حتى يوم أمس 75 حريقاً في عموم مناطق شمال غربي سورية، من ضمنها 15 حريقاً سجلت في المخيمات، تسببت بوفاة 6 مدنيين، بينهم 4 أطفال، بينما أصيب أكثر من 14 آخرين بحروق، من بينهم 8 أطفال.