بدأت الجزائر، السبت، عملية التلقيح ضد فيروس كورونا في مدينة البليدة قرب العاصمة، بعد وصول أول شحنة من اللقاح الروسي "سبوتنيك في"، أمس الجمعة. وتلّقت الموظفة في قطاع الصحة، إيمان سلاطنية، أول جرعة من اللقاح، فيما كان مدير الصحة بولاية البليدة، أحمد جمعي، أول مسؤول جزائري يتلقى اللقاح.
وقال وزير الصحة الجزائري، عبد الرحمن بن بوزيد، إنّ عملية التلقيح ستتوسّع، غداً الأحد، لتشمل جميع الولايات. وتشمل العملية في المرحلة الأولى، الأطقم الطبية والمسنّين، مشيراً إلى أنّ كلّ التجهيزات والوسائل اللوجستية جاهزة لبدء عملية التلقيح في الولايات، إضافة إلى تعبئة كلّ الأطقم الطبية وأعوان الصحة لذلك، وبالاستفادة من تجربة الجزائر الكبيرة في تنفيذ برامج التلقيح المختلفة.
وأوضح الوزير بن بوزيد، أنّ الجزائر تمكّنت من الحصول على شحنة من اللقاحات على الرغم من حالة الضغط التي تشهدها المخابر المنتجة للقاحات وتدافع الدول بشأن الحصول على اللقاح. وشدّد وزير الصحة الجزائري، على أنّ اللقاح هو الطريقة المثلى لتجنّب الفيروس، لكن ذلك لا يعني تماماً التخلّي عن التدابير الاحترازية المتعلّقة بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم وغيرها.
وبدأ توافد المواطنين، وخاصة كبار السن، على العيادات في ولاية البليدة لتلقي اللقاح، وقال محمد بوزيد، البالغ من العمر 67 سنة، والذي كان يعمل سابقاً في قطاع التربية في تصريح صحافي، إنه تلقى اللقاح صباح اليوم من دون تردّد، مشيراً أنه استلم بطاقة خاصة بالتلقيح، على أن يُحقن بالجرعة الثانية بعد 21 يوماً.
وخصّصت السلطات الجزائرية، منصة رقمية، تُسجَّل فيها كلّ البيانات الخاصة بالأشخاص الذين يتلقون اللقاح، لمتابعة تطوّر حالتهم. وستبدأ السلطات، اليوم السبت، إرسال وتوزيع كميات من اللقاح على الولايات، على أن تصل في غضون يومين أو ثلاثة إلى الولايات البعيدة في أقصى الجنوب.
وعلى الرغم من وصول أولى شحنات اللقاح وبدء عمليات التلقيح، فقد أعلنت الحكومة الجزائرية، اليوم السبت، تمديد إجراءات الحجر المنزلي الجزئي الذي يمتد من الثامنة ليلاً حتى الخامسة صباحاً في 19 ولاية لمدة 15 يوماً إضافية، بدءاً من يوم غد الأحد.
وتقرر في السياق نفسه، تمديد الإجراءات والتدابير الوقائية المتعلّقة ببعض الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، إذ تقرر الإبقاء على إغلاق أسواق بيع المركبات المستعملة على مستوى كامل التراب الوطني، وقاعات الرياضة وأماكن التسلية والاستجمام وفضاءات الترفيه والشواطئ، وتمّ تمديد إجراء تحديد أوقات نشاط بعض الـمتاجر، حيث تقرّر تمديد العمل بنظام "الديليفري" في المقاهي والمطاعم ومحلات الأكل السريع، ومنع تجمّعات الأشخاص مهما كان نوعها، والاجتماعات العائلية ولا سيما حفلات الزواج، ومنع انعقاد الاجتماعات والجمعيات العامة التي تنظّمها بعض الـمؤسسات.
وكانت الجزائر قد تسلّمت، أمس الجمعة، أول شحنة من اللقاح الروسي "سبوتنيك في"، وقال رئيس اللجنة العلمية لمتابعة الأزمة الوبائية، جمال فورار، إنّ الجزائر استملت، أمس الجمعة، 50 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك في"، من مجموع 500 ألف جرعة جرى شراؤها. ووصف فورار هذا اللقاح بـ"الجيد"، والذي تصل نسبة فعاليته إلى 92 في المائة، و100 في المائة في ما يخصّ الحالات الخطيرة. وأشار إلى أنّه سيتم توزيع اللقاح الروسي في أوروبا أيضاً بعد تقديم طلب إلى الوكالة الأوروبية.
وتستلم الجزائر، غداً الأحد، شحنة ثانية من اللقاحات والأولى من لقاح "أسترازينيكا -أكسفورد"، وذكر المسؤول الجزائري أنّ كلفة اللقاح بلغت حوالي 100 مليون يورو. وتُسجّل الجزائر مؤشرات جيدة على صعيد انتشار فيروس كورونا، إذ أعلن، أمس الجمعة، تسجيل 277 إصابة جديدة بالفيروس، وثلاث وفيات، مقابل 211 حالة تعافٍ، فيما يبقى 40 مصاباً في العناية المركزة.