تساهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في العراق في بناء جامع النوري التاريخي وكنيستي الساعة والطاهرة في الموصل القديمة، وشاركت في استعادة قطع أثرية مسروقة، كما تستمر في دعم التعليم. هذا ما يكشفه مدير مكتبها في العراق، باولو فونتاني، في حديثه الخاص لـ"العربي الجديد"، وهنا النص:
*ما هي طبيعة دور "يونسكو" في العراق وأبرز قطاعاته؟
- يدعم مكتب يونسكو الوطني في العراق ملفات التعليم والثقافة والعلوم والإعلام بما يتماشى مع خطة التنمية الوطنية، بالتعاون مع شركاء محليين رئيسيين هم وزارات التربية والتعليم العالي والموارد المائية والعمل والشؤون الاجتماعية والثقافة والسياحة والآثار، والحكومات المحلية وهيئة الإعلام والاتصالات، وكذلك المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.
وفي فبراير/ شباط 2018، أطلقت المديرة العامة ليونسكو أودري أزولاي مبادرة "إحياء روح الموصل" للاستجابة لإعادة إعمار الصروح التاريخية الأثرية، ومنح السكان دوراً في إعادة الحياة إلى مدينتهم، ورسم مستقبلها عبر التعليم والنشاطات العلمية والثقافية كرسالة سلام وأمل بأن يتحقق المجتمع الشامل والمتماسك والعادل الذي يستحقه العراقيون.
*ما هي أبرز مساهمات "يونسكو" في دعم القطاع التربوي العراقي، ودورها والتحديات التي تواجهها؟
- تعمل "يونسكو" عن كثب مع حكومة العراق والجهات التربوية لضمان جودة التعليم الشامل، وتوفير فرصة التعليم مدى الحياة للعراقيين من المرحلة الابتدائية إلى الجامعات. وتقف تحديات أمام تقديم فرصة التعليم الجيد والوصول إليها، بعدما تسببت سنوات الصراع والنزوح في حدوث اضطرابات شديدة في قطاعات الخدمات الاجتماعية، وأضعفت القدرات المؤسساتية، وبينها التعليمية. وما زالت العوائق التي تحول دون الوصول إلى التعليم مرتفعة، لا سيما بالنسبة إلى المجتمعات الفقيرة والنازحين والأطفال ذوي الإعاقات، في وقت تستمر التحديات التي تمنع تعليم الفتيات في بعض مناطق العراق، وأيضاً تحديات عدم كفاية الكوادر التعليمية وتدريبها، ونقص الأجواء والمواد التعليمية الملائمة، وضعف البنى التحتية للمدارس أو قلة عددها قياساً بعدد السكان المتنامي.
ويسعى برنامج "يونسكو" التعليمي في العراق إلى مواجهة هذه التحديات من خلال التدخلات التي تهدف إلى بناء النظام التعليمي وتعزيز قدرات القطاع. ودعمت "يونسكو" وزارتي التربية والتعليم العالي أخيراً ببرنامج لتطوير استراتيجية جديدة للتعليم الوطني في العراق تمتد حتى عام 2031، وتهدف إلى تحديد الرؤية الاستراتيجية للقطاع في السنوات العشر القادمة، وتعزيز جهود الحكومة للوصول إلى التزاماتها الدولية في التنمية المستدامة.
وتماشياً مع أهداف الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية، تدعم "يونسكو" تطوير ونشر نظام معلومات إدارة التعليم الرقمي، وتعزيز القدرات على مستوى الوزارة والمحافظات والمدارس، بما في ذلك التدخلات لمنع التطرف العنيف في البرامج المدرسية وسياسات التعليم.
أيضاً يستهدف برنامج "يونسكو" التعليمي في العراق قضايا تسجيل الأطفال غير الملتحقين بمدارس وإعادة تأهيل المدارس، وهي عملت لسنوات عدة مع وزارات التربية والتعليم العالي والعمل والشؤون الاجتماعية على إصلاح قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني، وتواصل تقديم حزمة شاملة من المساعدة الفنية نحو نظام تعليم وتدريب تقني ومهني عالي الجودة في العراق.
وفي الآونة الأخيرة، ركزت "يونسكو" على دعم التحوّل الرقمي للتعليم، وتوفير التدريب على تنفيذه. وجرى تطبيق تجارب رقمنة المناهج الدراسية للصفين الخامس والسادس الابتدائي في مادتي الرياضيات والعلوم. وأقرت الحكومة العراقية في بيانها الأخير الخاص بالالتزام الوطني بالحاجة إلى التحوّل الرقمي للتعليم كاستراتيجية حاسمة لمستقبل التعليم والتعلم في العراق، و"يونسكو" ملتزمة بدعم هذه الجهود.
*كيف تقيّم "يونسكو" تجربة التعليم الإلكتروني في العراق خلال فترة جائحة كورونا، وهل دعمت إنجاحها؟
- سلطت جائحة كورونا الضوء على الحاجة الملحة للاتصال والوصول إلى الأجهزة ورفع مستوى المهارات الرقمية لتقليل خسائر التعليم وضمان استمرار التعلم. وإدراكاً منها للحاجة إلى تزويد المعلمين بالمهارات التربوية المطلوبة للاستفادة من التكنولوجيا للتعلم، وبناءً على طلب من وزيري التربية والتعليم العالي، قدمت "يونسكو" تدريباً على التعلم عن بعد عبر الإنترنت كجزء من مشروع موّله الاتحاد الأوروبي بهدف تعزيز القدرات داخل وزارة التربية، وشمل ذلك 100 من "المدربين الرئيسيين" الذين نقلوا بعد ذلك ما تعلموه إلى أكثر من 4000 معلم في 4 محافظات.
كذلك دعمت "يونسكو" قناة تلفزيونية للتعليم عن بعد أطلقتها وزارة التربية منذ يونيو/ حزيران 2020، وانتجت 6500 مادة تدريسية بتمويل أيضاً من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والحكومة اليابانية والاتحاد الأوروبي ومؤسسة التعليم فوق الجميع في دولة قطر. وقدمت القناة خدماتها لنحو 11 مليون تلميذ في مرحلة التعليم الابتدائي. وما زالت هناك العديد من التحديات لتوسيع نطاق التعلم الإلكتروني في العراق، لا سيما ضعف الاتصال بالإنترنت في أنحاء البلاد، وعدم توفر أجهزة لوحية لجميع المعلمين والطلاب، وعدم كفاية المهارات والكفاءات الرقمية. وتضع "يونسكو" بين أولوياتها دعم وزارة التربية والتعليم لمواجهة هذه التحديات.
*كيف تنظر "يونسكو" إلى موضوع الأميّة وانقطاع الطلاب والمراهقين عن المدارس في العراق؟
- تكشف بيانات وزارة التربية العراقية للعام الدراسي 2020-2021 وجود حوالي 748,262 تلميذاً في سن الدراسة الابتدائية المحددة بين 6 سنوات و11 سنة، أي نسبة 12 في المائة من السكان، خارج المدرسة، بينهم 2.4 في المائة من التلاميذ المسجلين المتسربين، ويمثل ذلك قضية خطيرة لأنه يرجح أن يبقى هؤلاء أميين.
ومنذ عام 2013، تعمل "يونسكو" بالتعاون مع جهات مانحة مختلفة، مثل الاتحاد الأوروبي وإيطاليا ومؤسسة التعليم فوق الجميع في دولة قطر، على معالجة مشكلة التسرّب من خلال إعادة تسجيل الأولاد والبنات في المدارس، ودعمهم بأدوات مدرسية، وتعزيز قدرات كوادر التعليم. وتساهم هذه التدخلات في تقليل عدد الأطفال المتسربين من المدرسة، وأيضاً في إبقائهم في المدارس. ومن خلال هذه المشاريع، استفاد 422,707 أطفال من التدخلات لإبقائهم في المدارس، بينهم 193,621 (45 في المائة منهم فتيات) عادوا إلى المدارس.
*ما هو نوع الدعم الذي تقدمه "يونسكو" لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في مجال توفير فرص العمل للشباب؟
- تعمل "يونسكو"، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتطوير وتنفيذ نظام حديث للتعليم والتدريب التقني والمهني، وتركز على زيادة عمالة الشباب ورفع حجم تطابق المهارات مع ما يحتاجه القطاع الخاص، وما تنتجه مراكز التدريب المهني، من خلال إجراء إحصاءات لسوق العمل للقطاعات الرائدة في أنحاء العراق لمعرفة ما تحتاجه من خبرات وتطوير وتقييم المناهج الدراسية القائمة على الكفاءة في المعاهد المهنية، وتعزيز توجهاتها على صعيد العمليات والأدوات، وكذلك زيادة قدرات المُعلمين والمُدربين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومراكز التدريب المهني لتطوير وتقديم برامج تدريب مهني عالية الجودة في مختلف القطاعات.
ومن خلال مشروع إحياء مدينتي الموصل والبصرة القديمتين الذي يموله الاتحاد الأوروبي، خلقت "يونسكو" أيضاً 4500 فرصة عمل للفئات الأكثر ضعفاً من الشباب.
وفي نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، وقعت "يونسكو" مع حكومة اليابان اتفاقاً لدعم مشروع "تعزيز قابلية الشباب للتوظيف والقدرة على الصمود من أجل السلام في نينوى".
ويُمهّد المشروع الأساس لمبادئ التصميم التشاركي والمبتكر في المساعدة على الاستقرار الاجتماعي (التعليم لمنع التطرف، وتعزيز التوظيف من خلال التدريب المهني بشكل أساسي لإنعاش الشباب للبنى التحتية وعودة النازحين واللاجئين).
وعموماً، سيبنى الاتفاق على أساس المشاريع الجارية التي تدعمها "يونسكو" لتوسيع نطاق توفير التعليم والتدريب التقني والمهني عالي الجودة وتدريب العاملين التقنيين والطلاب على منع التطرف العنيف من خلال التعليم، وبالتالي تحسين فرص توظيفهم وتعزيز السلام وتعزيز المرونة.
ويعد المشروع جزءاً من مبادرة "إحياء روح الموصل" التي أطلقت في فبراير/ شباط 2018 لتنسيق الجهود الدولية لإعادة بناء التراث وتنشيط المؤسسات التعليمية والثقافية في الموصل، بالتعاون الوثيق مع حكومة وشعب العراق. وستكون لهذا المشروع روابط مع مشاريع أخرى للتعليم والتدريب التقني والمهني في الموصل، ومنع التطرف العنيف من خلال التعليم.
*ما هي مراحل العمل المُنفذة فعلياً في مبادرة "إحياء روح الموصل"؟
- بعد إطلاقها في فبراير/ شباط 2018، ثم في خريف 2018 بالشراكة مع دولة الإمارات، بدأ العمل بالمرحلة التحضيرية لإعادة إعمار وتأهيل جامع النوري والمنارة الحدباء، وسلمّت الحكومة العراقية الموقع لـ "يونسكو" في فبراير/ شباط 2019 تمهيداً لإزالة الألغام والأنقاض ودعم الهياكل الباقية.
ووسط الأنقاض، وجدت قطع قيمة تبين أنه تمكن إعادة استخدامها خلال مرحلة إعادة الإعمار. وجرى عزل أجزاء المبنى القيمة عن الأنقاض بتوجيه من خبراء دوليين، وتخزينها في مستودع آمن، قبل أن يبدأ طلاب مدربون من أقسام الآثار والعمارة والهندسة في جامعة الموصل ترميمها.
وفي عام 2020،أجرى الخبراء توثيقاً هيكلياً لأربعة مواقع أثرية في جامع النوري التي جرى تجهيزها لإعادة البناء، كذلك أطلقت يونسكو، في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، مسابقة دولية لاختيار تصميم للجامع. وفي عام 2021، أجرت "يونسكو" أعمال تثبيت وحفريات في المباني، سمحت بتحقيق اكتشاف استثنائي تحت مسجد النوري، تمثل في أربع غرف أسفل قاعة الصلاة تعود إلى القرن الثاني عشر. ودمج هذا الاكتشاف في التصميم التفصيلي للمُصلى، وستبدأ إعادة بنائه في الأشهر المقبلة، وعملنا مع الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، على أن يكون الاكتشاف الجديد متحفاً حيث سيتمكن الناس من التعرف على مراحل مختلفة من تاريخ المسجد.
وفي عام 2022، باشرنا الأعمال النهائية لإعادة بناء جامع النوري وكنيستي الساعة والطاهرة، والتي نتوقع أن تنجز نهاية العام الحالي، فيما ستستمر أعمال إعادة بناء المنارة الحدباء حتى ربيع 2024، وقد تأخر إكمال هذه الصروح بسبب تعقيدات إنشائية واجهتها خطط الحفاظ على الشكل التاريخي، علماً أنه تستخدم المواد والتقنيات التقليدية في أعمال جميع مواقع البناء والأحجار الأصلية، بهدف ضمان الجودة العالية واحترام التراث والقيمة الدينية والفنية للمكان.
*ما هي أبرز الأرقام والخطوات المُنجزة لمبادرة "إحياء روح الموصل"؟
- خُصص مبلغ 110 ملايين دولار لتنفيذ المبادرة بمساهمة "يونسكو"، وقدمت دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي ثلثا المبلغ، كما شاركت 14 جهة ومنظمة دولية في المُبادرة. وبالنسبة إلى الأعمال، فقد أبطل مفعول 20 عبوة ناسفة وقنبلة وضعت تحت مصلى جامع النوري، ورفع 12,047 طناً من الأنقاض من مواقع المشاريع الرئيسية (2480 من كنيسة الطاهرة و1600 من كنيسة الساعة و5860 من مسجد النوري ومنارة الحدباء، و2107 أطنان من المنازل التراثية). كذلك، انتشلت 45,000 قطعة أصلية من جامع النوري ومئذنة الحدباء ونظّفت وجُهّزت لعملية إعادة البناء، وجرى استخدام 83 طناً من الخشب لتدعيم الهيكل الجديد لجامع النوري. أيضاً أعيد تأهيل نحو 130 منزلاً سكنياً تاريخياً في مدينة الموصل القديمة، وجرى توفير 3152 فرصة عمل لإنجاز أعمال الترميم والتأهيل والبناء في تلك الصروح. وفي إطار برنامج منع التطرف العنيف من خلال التعليم، جرى تدريب أكثر من 8000 معلم ولي أمر، ودعم 50,000 تلميذ في الموصل، إضافة إلى ترميم 109 فصول دراسية في محافظة نينوى.
*ما هي مجالات عمل مبادرة "إحياء روح الموصل"؟
- تتضمن مبادرة "إحياء روح الموصل" ثلاثة مجالات عمل استراتيجية رئيسية، أولها التراث عبر المساهمة في المصالحة المجتمعية وبناء السلام، من خلال استعادة البيئة المعيشية وإعادة تأهيل المواقع التراثية في المدينة. والمشروع الأكثر رمزية هو إعادة إعمار مسجد النوري الشهير ومئذنته الحدباء وكنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة وبيت الصلاة فيها ونحو 130 بيتاً تراثياً، إلى جانب تطوير بعض البنى التحتية العامة في مدينة الموصل القديمة. وأنجزت أعمال 43 منزلاً تراثياً وقد سلمت إلى أصحابها، ما ساعد في إعادة السكان إلى المدينة القديمة، كما أعيد بناء وترميم جامع الآغاوات.
وشمل مجال العمل الثاني تنشيط الحياة الثقافية والفكرية في الموصل من خلال إحياء أشكال التعبير الثقافي التقليدي، وبينها الموسيقى، إذ نظمت "يونسكو مهرجان الموصل للموسيقى التقليدية في مارس/ آذار 2022، وكان الأول من نوعه بعد تحرير المدينة، وأنشئت أيضاً مساحة إبداعية بعنوان "المحطة"، وهي حاضنة ناشئة بمثابة مركز لرجال الأعمال والفنانين الثقافيين الشباب، كما جرى توفير مساحة للتدريبات والمعارض واستوديو موسيقى. وتقدم "يونسكو" أيضاً الدعم الفني والمادي للمركز الرقمي للمخطوطات الشرقية في الموصل من أجل الترميم الفعّال للمخطوطات القديمة والحفاظ عليها، وإعادة فتح المتاحف وغيرها من مساحات التعبير والإبداع والحوار.
وبدعم من الاتحاد الأوروبي، أنشأت "يونسكو" مختبر الأفلام في معهد الفنون الجميلة بالموصل، وجرى تدريب 20 طالباً وإنتاج 9 أفلام قصيرة، بعدما اكتسبوا خبرة عملية في الجوانب الأساسية لمهن الإنتاج السينمائي، وبينها الإخراج وكتابة السيناريو والتحرير والتمثيل وتصميم الأزياء وهندسة الصوت والضوء. وشاركت هذه الأفلام في مهرجانات دولية. إضافة إلى ذلك، قُدمت بالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة منح صغيرة للمؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الثقافة والصناعات الإبداعية.
أما مجال العمل الثالث فشمل التعليم، حيث تكمل "يونسكو" ووزارتا التربية والتعليم العالي، بدعم من حكومة كندا، تنفيذ مشروع "النهج القائم على النوع الاجتماعي لمنع التطرف العنيف في العراق من خلال التعليم"، بناءً على المشاريع السابقة التي دعمتها حكومتا هولندا واليابان. وعزز هذا المشروع القدرة على الصمود ضد دوافع التطرف العنيف من خلال التعليم عبر تعزيز قدرات نحو 10,000 من الجهات الفاعلة التعليمية (الآباء والمعلمون والمدراء والمشرفون والأساتذة والطلاب) من أكثر من 250 مدرسة و3 جامعات حكومية في محافظتي نينوى والأنبار. إضافة إلى ذلك، عزز المشروع قدرات أكثر من 30 من أعضاء هيئة التدريس، بينهم باحثون في بداية حياتهم المهنية، وجرى توثيق الدروس المستفادة في تقرير حالة التعليم من أجل السلام في العراق الذي سينشر قريباً.
أيضاً نظمت "يونسكو" وجامعة الموصل، ضمن مشروع "إحياء روح الموصل"، مؤتمر التعليم من أجل السلام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، الذي شهد إطلاق "كرسي يونسكو" حول منع التطرّف العنيف وتعزيز ثقافة السلام في جامعة الموصل. وجمع مؤتمر التعليم من أجل السلام الأنشطة المتعددة لأكثر من 500 من أصحاب اختصاص في مجال التعليم للتداول بشأن دور التعليم في الماضي والحاضر والمستقبل ودوره في بناء السلام. وستوفر النتائج معلومات لتقرير "يونسكو" المقبل حول حالة التربية من أجل السلام في العراق.
* ماذا عن بقية مبادرات "يونسكو" في بقية مناطق العراق؟
- تعيد "يونسكو" تأهيل 12 منزلاً تاريخياً في مدينة البصرة القديمة، وجزء من سوق العشار التاريخي و3 مبان خاصة بجمعيتي الفنانين التشكيليين ونقابة الأدباء والكتاب وقصر الثقافة الذي تديره وزارة الثقافة. كذلك ننفذ أعمال إعادة تأهيل قلعة أربيل التاريخية التي أدرجتها "يونسكو" عام 2019 على لائحة التراث العالمي، والتي يرعاها الاتحاد الأوروبي. أيضاً انتهينا من افتتاح مركز للترجمة في القلعة، وترميم البوابة الجنوبية.
وفي كل مكان بالعراق، تستخدم "يونسكو" الثقافة محركاً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتماسك الاجتماعي والمرونة وتعزيز الاعتماد على الذات، من خلال خلق فرص عمل في إعادة تأهيل التراث الثقافي وتطهير المواقع التراثية من الألغام والمخلفات الحربية وصيانتها وتطويرها.
*هل ساعدت "يونسكو" على استعادة آثار عراقية، وهل يستمر تهريب هذه الآثار؟
- ساعدت يونسكو بالتعاون مع الحكومة العراقية والإدارة الأميركية في استعادة لوح جلجامش الأثري الذي سُرق من متحف عراقي خلال حرب الخليج الأولى عام 1991، وأيضاً في استعادة 17 ألف قطعة أثرية يرجع تاريخ غالبيتها إلى 4 آلاف سنة، لا سيما إلى الحضارة السومرية، إحدى الأقدم في بلاد ما بين النهرين.