أعلن مسؤولون، اليوم الجمعة، أنّ الطائرات التي تحمل إمدادات جديدة تتزايد عبر جسر جوي إنساني إلى باكستان التي اجتاحتها الفيضانات، وقد تجاوز عدد القتلى 1200 شخص، مع تعرّض العائلات والأطفال لخطر الإصابة بالأمراض والتشرد.
الرحلة التاسعة من الإمارات العربية المتحدة والأولى من أوزبكستان كانتا أحدث طائرتين تهبطان في العاصمة إسلام أباد، ليل الخميس الجمعة، ووصلت عملية الإنقاذ المدعومة من الجيش في أماكن أخرى في البلاد إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص تضرروا من الكارثة.
وألقى العديد من المسؤولين الدوليين اللوم في الرياح الموسمية والفيضانات غير العادية على تغير المناخ، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي دعا العالم في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى مواجهة هذه الأزمة المميتة.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان، اليوم الجمعة، إنّ الطائرات جلبت موادّ غذائية وأدوية وخياماً. وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يعتزم السفر إلى الإمارات غداً السبت، لكنه أرجأ الرحلة لزيارة المناطق المتضررة من الفيضانات في الداخل.
حتى الآن، تلقت باكستان مساعدات من الصين والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وأوزبكستان والإمارات وبعض الدول الأخرى. وهذا الأسبوع، أعلنت الولايات المتحدة أيضاً تقديم مساعدات بقيمة 30 مليون دولار لضحايا الفيضانات.
وتلقي باكستان باللوم على تغير المناخ في هطول الأمطار الموسمية الغزيرة التي تسببت في حدوث فيضانات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عاصم افتخار إنّ الأزمة أعطت مصداقية لتحذيرات تغير المناخ من العلماء، مضيفاً: "هذه ليست مؤامرة بل حقيقة وعلينا أن نكون يقظين". ووفقاً للتقديرات الحكومية الأولية، تسبب الدمار في خسائر بقيمة 10 مليارات دولار.
ومنذ عام 1959، ساهمت باكستان في انبعاث حوالي 0.4% من ثاني أكسيد الكربون المحتجز للحرارة، مقارنة بـ 21.5% من الولايات المتحدة و16.4% من الصين، بحسب العلماء والخبراء. ويقول مسؤولون وخبراء باكستانيون إنّ هناك زيادة بنسبة 400% في متوسط هطول الأمطار في مناطق باكستان، مثل بلوشستان والسند، الأمر الذي أدى إلى حدوث فيضانات شديدة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدرت الأمم المتحدة وباكستان بشكل مشترك نداء للحصول على 160 مليون دولار من التمويل الطارئ لمساعدة 3.3 ملايين شخص تضرروا من الفيضانات التي دمّرت أكثر من مليون منزل.
من جهتها، أعلنت وزيرة الثقافة والإعلامية الباكستانية مريم أورنكزيب أنّ حصيلة الفيضانات قد ارتفعت إلى 1200 قتيل، بينهم 400 طفل، مؤكدة أنّ عدد الجرحى وصل إلى أربعة آلاف. وقالت إنها زارت المناطق المنكوبة مع رئيس الوزراء شهباز شريف، موضحة أنّ الوضع "مأساوي جداً"، وقد توفي 400 طفل كما جرفت الفيضانات مواشي الناس ومنازلهم وممتلكاتهم.
وقد أضافت أنّ الامتدادات الإغاثية توصل إلى بعض المناطق المنكوبة عبر الجو بسبب انقطاع الاتصالات الأرضية، كما يُساعد ضحايا الفيضانات في إطار برنامج بي نظير للدعم، وذلك بعد عودتهم إلى منازلهم كي يتم ترميم ما فقدوه من المنازل.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قد أعلنت أنّ ثلاثة ملايين طفل في باكستان معرّضون لخطر الإصابة بالأمراض والأوبئة بسبب الفيضانات الجارفة التي اجتاحت مناطق مختلفة من باكستان، مؤكدة أنّ الأطفال في أشد الحاجة للدعم، وخصوصاً في ما يتعلق بالرعاية الصحية والمأوى والغذاء.
وقال ممثل المنظمة في باكستان عبد الله فضل، بعد زيارته المناطق المنكوبة في شمال غرب باكستان، إنّ الأوضاع مأساوية جداً، مطالباً المجتمع الدولي بتقديم دعم سريع وعاجل للمتضررين، لا سيما الأطفال. وأضاف أنّ الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وخصوصاً الكوليرا وغيره.
وحول حجم المساعدات، قال إنّ المساعدات التي وصلت إلى المتضررين، سواء من الحكومة أو المؤسسات الإنسانية، لم تكن بالحجم المطلوب، لأن الفيضانات جرفت مناطق واسعة جداً. كما أكد المسؤول أنّ الأمم المتحدة توفر المياه الصالحة للشرب وغيرها من المساعدات، لكن المتضررين بحاجة إلى المزيد، وخصوصاً المأوى والرعاية الصحية والغذاء والراحة.
وتابع فضل أنّ حوالي 18 ألف مدرسة قد دمرت بفعل الفيضانات، مؤكداً أن هناك ما يقرب من 23 مليون طفل محرومون من التعليم في باكستان أصلاً، فيما دمرت مدارس الآخرين. سنعمل على إعادة فتح تلك المدارس وترميمها كي لا تتعطل الدارسة.
كذلك أشار إلى أنّ الأطفال مروا بمراحل صعبة جداً بسبب الخروج من المنازل في الليل من أجل الهرب من الفيضانات، علاوة على حرمانهم من الطعام والغذاء، والعيشة في أماكن غير مناسبة. ولكل ما سبق تأثيرات نفسية كبيرة على الأطفال.
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)