باكستان تعتقل 800 لاجئ أفغاني خلال أسبوع واحد.. الحملة مستمرة

20 سبتمبر 2023
السلطات الباكستانية تشن حملات مكثفة ضد اللاجئين الأفغان (أرشيف/Getty)
+ الخط -

رغم إدانة الحكومة الأفغانية ونشطاء المجتمع المدني والمؤسسات الدولية تعامل السلطات الباكستانية مع اللاجئين الأفغان في باكستان خلال الأيام الأخيرة، إلا أن حملات القمع والاعتقال متواصلة في حق المهاجرين الأفغان في مختلف مناطق باكستان، خاصة في مدينة كراتشي الجنوبية، وبيشاور في شمال الغرب والعاصمة إسلام أباد.

في الشأن قالت القنصلية الأفغانية في مدينة كراتشي جنوب باكستان إن السلطات الباكستانية اعتقلت خلال أسبوع واحد أكثر من 800 لاجئ أفغاني، بينهم عدد كبير من الأطفال، وحملة القمع والاعتقالات متواصلة، وبشكل غير مبرر وغير منطقي.

الشرطة الباكستانية تأخذ أوراق اللاجئين الأفغان الثبوتية ثم تقول لهم أن الأوراق فقدت، وتجعلهم لاجئين غير شرعيين

وقال القنصل الأفغاني في مدينة كراتشي الباكستانية، المولوي عبد الجبار تخاري، في تصريح صحافي مساء الثلاثاء، إن تعامل السلطات الباكستانية وقوات هذه البلاد غير منطقي للغاية مع اللاجئين الأفغان، مشيرا إلى أن قوات الأمن الباكستانية اعتقلت خلال أسبوع واحد أكثر من 800 لاجئ أفغاني، بينهم أطفال.

وأضاف تخاري أن من بين الأفغان من لديهم بطاقات اللجوء وكل الأوراق والتأشيرة، والعجيب أن الشرطة الباكستانية تأخذ من اللاجئين تلك البطاقات والأوراق ثم تأتي لتقول لهم إن الأوراق فقدت منها، وتجعلهم لاجئين غير شرعيين، ثم تزج بهم في السجون، مضيفا" الكثير من اللاجئين يخافون الآن على أوراقهم ولا تظهرها للشرطة خوفا من أنها ستفقد، وتختفي!"

يعرب الرجل عن إستغرابه حول ما أعلنته الحكومة الباكستانية من أن الحملات جارية ضد الأفغان الضالعين في الأعمال الإجرامية، قائلا "كيف يمكن أن يصبح جميع الأفغان فجأة، ومن بينهم كبار العمر وأطفال ومراهقون، ضالعين في الأعمال الإجرامية. إنه منطق غير مقبول، أفغانستان قلقة جدا حيال تعامل باكستان مع اللاجئين الأفغان".

المفوضية الأممية للاجئين تطلب من الحكومة الباكستانية احترام القوانين الدولية في التعامل مع اللاجئين الأفغان

كما ذكر تخاري أن الحكومة الأفغانية لن تألو جهدا من أجل إقناع الحكومة الباكستانية بأن تغير سياستها إزاء اللاجئين الأفغان، وأنها تدين وبشدة ما تقوم به باكستان مع الأفغان في هذه البلاد، كما أنها لن تصمت حيال الملف.

وبدأت الحملات المكثفة ضد اللاجئين الأفغان بعد تصريحات عدد من المسؤولين في الحكومة الباكستانية على رأسهم رئيس الوزراء أنوار الحق كاكر، والتي شدد أن على الأفغان أن يجمعوا أغراضهم ويخرجوا من هذه البلاد، خاصة الذين يعيشون بشكل غير شرعي ولم يدخلوا باكستان بصورة قانونية.

من جهتها أعربت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن أسفها الشديد حيال اعتقالات اللاجئين الأفغان، وقال الناطق باسم المفوضية في باكستان قيصر أفريدي، في بيان، إن المفوضية تطلب من الحكومة الباكستانية أن تحترم القوانين الدولية في التعامل مع اللاجئين الأفغان، معربا عن أسفه الشديد حيال حملات اعتقالات ضد اللاجئين الأفغان.

وبدأ نهج باكستان وتعاملها يتغير بشكل كبير بعد المعارك المسلحة والتوتر على الحدود وغيرها من الأحداث، أكبرها المناشاوت المسلحة بين طالبان وقوات باكستان على منفذ طورخم في السادس من الشهر الجاري، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد، ونجم عنه إغلاق المعبر لمدة تسعة أيام.

وفي نفس اليوم وقع هجوم كبير لطالبان الباكستانية على مدينة شترال في شمال باكستان، ما جعل إسلام أباد تستدعي السفير الأفغاني وتسلمه رسالة احتجاج، متهمة طالبان الأفغانية بأنها لا تتخذ أي خطوة ضد طالبان الباكستانية التي تستخدم الأراضي الأفغانية ولا تأخذ أي خطوة من أجل القضاء على المسلحين الذين يشنون الهجمات في باكستان، لكن الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد رفض ذلك، وقال إن الحكومة الباكستانية عليها أن تحل مشاكلها وتركز على وضعها الداخلي بدلا من توجيه التهم إلى أفغانستان.

المساهمون