حدّد باحثون في مركز "سدرة للطب"، التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مواقع لا تنشأ فيها طفرات في فيروس كورونا CoV2 - SARS، ما يمهّد الطريق أمام ابتكار لقاح مستقبلي، يتمكّن من معالجة السلالات المتحوّرة من الفيروس.
وأوضح المركز في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، اليوم الأربعاء، أنّ الباحث في الكيمياء الحيوية الجزيئية، نافانيث كريشنامورثي، ورئيس قسم البحوث في "سدرة للطب"، خالد فخرو، قاما ولمدة أشهر عدة بتحليل أكثر من 19 ألف طفرة منتشرة حول العالم في البروتين الفيروسي الأساسي لـCoV2 -SARS (البروتياز)، من أجل تحديد "النقاط الباردة" للطفرات، ونجحا في تحديد خريطة لمواقع "النقاط الباردة" للطفرات.
ويعدّ نشوء الطفرات في فيروس كورونا الخوف الأكبر، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى مقاومة الأدوية أو اللقاح. وعلى الرغم من احتمالية أن يكون لأغلب الطفرات تأثير سلبي على وظيفة الفيروس، فبعضها يمنح الفيروس ميزة كبيرة تساعده على التفشي والانتشار بسرعة أكبر، ويعاني الكثير من الأشخاص المصابين بكوفيد-19 من أعراض مثل العطس، الذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفيروس على نطاق أوسع. وفي كوفيد-19، يتحور فيروس CoV2 - SARS نحو مرتين كل شهر، وهو نصف معدل فيروس الإنفلونزا الشائع تقريباً، وعلى الرغم من انخفاض مستوى نشاط الطفرات، يستمرّ توثيق عشرات الآلاف منها، إذ يؤدي بعض منها إلى "سلالات" أو "سلالات متحورة"، تنتشر بين البشر انتشاراً أكثر شراسة، ويترتّب عليها دخول المستشفيات.
ويقول فخرو إنّ الطفرات الجديدة سيئة لسببين، الأول لأنّ الفيروس قد يصبح أشدّ ضرراً وأكثر فعالية في غزو مضيفه والانتشار، مثل السلالتين المتحورتين المتفشيتين في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، والثاني أنّ الفيروس قد يغيّر شكل الموقع الذي تعرفه الأجسام المضادة، وبالتالي يتمكّن الفيروس من الإفلات من الاستجابة المناعية البشرية ومواصلة الانتشار حتى بين الأفراد الذين تلقوا اللقاح.
وقال كريشنامورثي إنه من الأساسي أن تتناول الأمور المتعلقة بالمواقع الخالية من الطفرات، فالنظرية الجينية تشير إلى أنّ هذه المواقع تكون في الغالب محفوظة بسبب الطفرات التي لها أثر سلبي كبير على الفيروس نفسه، أي أنها بحاجة إلى أن تكون محفوظة لضمان قيام الفيروس بوظيفته جيداً.