أفادت مصادر أمنية عراقية بأنّ مبنى في وسط العاصمة بغداد انهار، مساء اليوم الأحد، بعد حريق ضخم اندلع فيه، الأمر الذي تسبّب في إصابة عناصر من فرق الدفاع المدني والإنقاذ التي كانت تحاول إخماد النيران.
والحادثة هي الثانية من نوعها في خلال شهر واحد، إذ سجّلت العاصمة، مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انهيار مبنى طبي بشكل كامل في منطقة الكرادة وسط بغداد، وقد تسبّب ذلك في مقتل ثلاثة أشخاص في حين أُنقذ 13 آخرون من تحت الركام.
ووفقاً للمصادر التي نقلت عنها وكالات أنباء عراقية محلية، فإنّ "حريقاً اندلع في داخل بناية تجارية تضمّ مخازن للعطور، في منطقة الوزيرية وسط بغداد، ما تسبّب في انهيار المبنى خلال عمليات الإطفاء". أضافت أنّ "أصوات انفجارات عبوات العطور تُسمع ضمن المنطقة".
انهيار جزء من بناية تجارية في منطقه الوزيرية بعد حريق مستمر لساعات
— هشام علي :: husham ali (@husham_ali1) November 6, 2022
وما زال الدفاع المدني يبذلون الجهود لاحتواء الحريق pic.twitter.com/TChW5ZZZUb
من جهتها، أعلنت مديرية الدفاع المدني إصابة مديرها اللواء كاظم بوهان وعدد من رجال الإطفاء في انهيار المبنى، وأفادت في بيان، بأنّ "البناية التجارية التي تشهد حريقاً انهارت لدى قيام فرق الدفاع المدني بإخمادها".
ووجّه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري باستنفار جهود الوزارة كافة من أجل السيطرة على النيران التي نشبت في المجمّع التجاري بمنطقة الوزيرية. وجاء ذلك في خلال ترؤسه غرفة العمليات التي شكّلها في وزارة الداخلية، والتي شدّد في خلالها على "ضرورة تضافر جهود الجميع مع مديرية الدفاع المدني التي تأخذ على عاتقها مكافحة الحرائق في عموم البلاد".
وأشاد الشمري بـ"جهود العاملين في مديرية الدفاع المدني"، وأوصى بـ"ضرورة تعميم إجراءات السلامة والوقاية على المباني التجارية لمنع تكرار حوادث الحرائق التي تسبب خسائر بالأرواح والأموال".
في سياق متصل، قال ضابط في جهاز الشرطة العراقية، مشترطاً عدم ذكر هويته لـ"العربي الجديد"، إنّ "أسباب الحريق ما زالت مجهولة". وأضاف أنّ "تحقيقاً فُتح حول ملابسات ما حصل والتي لم تُعرف بعد"، لافتاً إلى أنّ "الحادثة قد تكون عرضية نتيجة الإهمال أو خلل كهربائي. وننتظر نتيجة التحقيق".
وأوضح الضابط نفسه أنّ "عدد المصابين من فرق الدفاع المدني بلغ 10، وقد نُقلوا إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج".
وكانت مديرية الدفاع المدني قد أقرّت أخيراً بجملة تحدّيات تواجه فرقها في عموم مدن البلاد، نتيجة الحوادث اليومية المختلفة، مؤكدة أنّ ثمّة نقصاً كبيراً في كوادرها وآلياتها إلى جانب ضعف عام في المؤسسة.
تجدر الإشارة إلى أنّ المباني التي شُيّدت في السنوات الأخيرة والتي تُشيَّد حالياً هي بمعظمها غير مطابقة للمواصفات النوعية، وتُبنى من دون أن تخضع لعمليات كشف من قبل الجهات المسؤولة.