انقطاع الدعم عن منشآت طبية شمالي سورية يهدد حياة مئات آلاف المدنيين

13 يناير 2022
انقطاع الدعم عن المنشآت الطبية في شمال سورية ينذر بوقوع كارثة (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت مديرية صحة إدلب، شمال غربي سورية، أمس الأربعاء، أنّ 14 مستشفى في المحافظة انقطع عنها الدعم المادي منذ ثلاثة أشهر، ما يهدد حياة مئات آلاف المدنيين ويحرمهم من الرعاية الصحية المجانية خلال الفترة القادمة.

وأطلقت مديرية صحة إدلب وسماً على صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك" حمل عنوان "ادعموا مشافي الشمال"، في أزمة جديدة تضاف إلى العديد من الأزمات التي تعاني منها المنطقة.

كما حذر فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان له، من أنّ 18 منشأة طبية تقدم خدماتها لأكثر من مليون ونصف مليون مدني في شمال غربي سورية انقطع عنها الدعم، وذلك بالتزامن مع ازدياد الضغوط على المنشآت الأخرى وعدم قدرتها على تقديم الخدمات لجميع المدنيين في المنطقة.

وطالب البيان جميع الجهات المانحة للقطاع الطبي في الشمال السوري بـ"عودة الدعم لتلك المنشآت، خصوصاً في ظل ما تشهده المنطقة من احتمال حصول موجة جديدة من فيروس كورونا الجديد، وبقاء مئات آلاف المدنيين في المخيمات دون وجود حلول أو بدائل".

وأشار "منسقو الاستجابة" إلى عواقب كارثية ستترتب على إيقاف الدعم للمنشآت الطبية، وازدياد المخاوف من انتشار الأوبئة في منطقة الشمال السوري.

وطالب الفريق بـ"إطلاق حملة مناصرة تهدف إلى عودة الدعم للمنشآت الطبية، وإعادة تفعيل المراكز الطبية المتوقفة سابقاً"، كما ناشد جميع المنظمات والهيئات الإنسانية في المنطقة بالتضامن الكامل مع تلك المنشآت.

وفي هذا الصدد، قال مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب عماد زهران، لـ"العربي الجديد"، إنّ طبيعة دعم القطاع الطبي في إدلب عبارة عن "مشاريع مقيدة بمدة زمنية قد تكون سنة أو عدة أشهر، ومنذ ثلاثة أشهر انتهت المشاريع الداعمة لـ14 مستشفى ولم يتم تجديدها حتى اليوم".

وأضاف أنّ مديرية الصحة في إدلب "تلقّت وعوداً شفهية من قبل بعض المنظمات بعودة الدعم، إلا أنها لم تنفذ حتى اليوم وبقيت مجرد وعود"، ولفت إلى أنّ المراكز الصحية لا تزال تعمل لكن بالحد الأدنى من قدرتها وسعتها، وتقتصر على العمليات الإسعافية، فيما الكوادر الصحية لا تزال تعمل منذ ثلاثة أشهر تطوعا دون رواتب.

وأشار إلى أنّ مديرية صحة إدلب تعمل على عرض المشاريع على الداعمين، متمنياً أن لا يتأخر الدعم لما لذلك من خطورة وقف الخدمات الطبية عن آلاف المدنيين في المنطقة.

ويقول علاء نعنوع، وهو نازح من ريف اللاذقية ويقيم في ريف إدلب، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا طاقة للأهالي على التوجه إلى المستشفيات أو العيادات الخاصة في ظل الأزمة المعيشية الخانقة والغلاء الذي يعاني منه السكان، لا سيما مع انخفاض قيمة الليرة التركية (يتم التعامل بها في المنطقة)".

وأضاف أنّ "سكان إدلب بالأصل يعانون من اكتظاظ المراكز الصحية، بسبب خروج بعضها سابقاً عن الخدمة جراء قصف قوات النظام السوري وروسيا لها، بالإضافة إلى ما خلفه وباء كورونا من متاعب كبيرة". 

حملة لدعم القطاع الصحي 

في سياق متصل، دعا ناشطون وإعلاميون وعاملون في المجال الطبي والإنساني في محافظة إدلب للمشاركة في حملة مناصرة إعلامية على موقع "تويتر" وباقي منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "ادعموا مشافي الشمال".

وقال الدكتور أحمد غندور، مدير مستشفى "الرحمة" في دركوش بريف إدلب، في تسجيل مصور خلال مشاركته بالحملة، إنّ "مستشفى الرحمة الذي توقف الدعم المادي عنه هو من أهم مستشفيات الشمال السوري، ويقدم خدماته المجانية لأكثر من 750 ألف شخص؛ قسم كبير منهم هم من النازحين في المخيمات".

وأشار الطبيب إلى أنّ الكادر الطبي مستمر بتقديم خدماته للأهالي في الشمال السوري، متمنياً أن يتم تأمين مستلزمات المشافي بأسرع وقت ممكن لكي تتمكن من متابعة عملها.

كما شارك في الحملة عدد من الكوادر الصحية ورفعوا لافتات تطالب بإعادة دعم المستشفيات، حمل بعضها عبارات مثل "انقطاع الدعم عن القطاع الصحي سيتسبب بسوء الحالة الصحية لآلاف الأطفال".

ويأتي توقف الدعم عن المستشفيات في وقت تشهد فيه محافظة إدلب ارتفاعاً في معدل الفقر، وتردياً في الأوضاع المعيشية للسكان، فضلاً عن ارتفاع الأسعار، الأمر الذي يحول بين المواطنين والعلاج في المستشفيات الخاصة.

المساهمون