انفلات التلاميذ بين أبرز تداعيات جائحة كورونا في تونس

17 أكتوبر 2021
يشكو مدرسو تونس من سلوكيات التلاميذ (العربي الجديد)
+ الخط -

يطالب مدرسو تونس وزارة التربية بفتح حوار عاجل مع مختصين في التعليم وفي علم النفس من أجل إيجاد سبل لعلاج حالة انفلات سلوك الطلاب التي تعاني منها المؤسسات التعليمية، والتي يعتبرونها أحد أبرز التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا على قطاع التعليم.

ومنذ انطلاق العام الدراسي الحالي حضورياً بعد أن فرضت الجائحة أساليب تعليم بديلة خلال سنتين متتاليتين، يشكو المدرسون من حالة انفلات غير مسبوقة بين التلاميذ، وضعف كبير في التحصيل العلمي بمختلف المستويات، ويدعون إلى تدخل رسمي لتجاوز ما خلفه كورونا على التلاميذ.
وعبر مجموعاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، فتح مدرسو المرحلة الابتدائية حواراً لتبادل التجارب، ومحاولة إيجاد حلول لمشكلات الانفلات داخل الصفوف، وكشفوا عن انحرافات كبيرة في سلوك التلاميذ الذين باتوا أكثر رفضاً للانضباط مما يجعل العملية التربوية صعبة وتستنزف طاقاتهم.

وقال المدرس أيمن الخرداني لـ"العربي الجديد" إن "سلوكيات غريبة تصدر من التلاميذ، وبعضها تجاوز الحدود، مثل العنف المفرط داخل الفصول، إلى جانب تعطيل الدروس، والتشويش المتواصل. هذه السلوكيات كانت قائمة سابقاً، لكنها كانت محدودة، ثم تحولت هذا العام إلى سلوك سائد، وأسبابها متعددة، ومنها الانقطاع عن الدروس من جراء الجائحة الصحية".
وأضاف الخرداني أن "المدرسين يقضون أغلب الوقت المخصص للدروس في فض النزاعات، وتهدئة التلاميذ، أو دعوتهم إلى الانتباه، وعلى وزارة التربية والأولياء ومنظمات الطفولة وكل من له دخل في العملية التربوية الإسراع بإيجاد حلّ لهذا الخطر الذي يهدد مستقبل الطلاب".

وكشف عضو الجامعة العامة للتعليم الأساسي "نقابة"، توفيق الشابي، عن وجود "صعوبات كبيرة تواجه المدرسين بعد عودة النظام الدراسي إلى نسقه العادي، والتخلي عن نظام الأفواج، إذ برزت مشاكل خلفتها الجائحة الصحية، ومنها صعوبات التعلّم لدى التلاميذ، وضعف التحصيل العلمي بسبب البرامج المخففة التي اعتمدتها تونس خلال العامين الماضيين، ما يستنزف طاقات المدرسين".

وأوضح الشابي لـ"العربي الجديد" أن "وزارة التربية عليها تحمّل مسؤولياتها تجاه القطاع، والعمل على فض الإشكاليات، وفتح باب التفاوض الجدي مع التمثيليات النقابية من أجل الاستجابة لمطالب المعلمين، وضمان مناخ ملائم للتلاميذ خلال السنة الدراسية الحالية".

المساهمون