انطلاق العام الدراسي في الضفة الغربية.. ومدارس افتراضية لطلاب غزة

09 سبتمبر 2024
انطلاق العام الدراسي بالضفة الغربية، 9 سبتمبر 2024 (فيسبوك/ وزارة التربية والتعليم)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **مشهد مؤثر في بداية العام الدراسي**: في قرية قريوت، بكت زميلات الشهيدة بانا أمجد البوم عند رؤية مقعدها الفارغ، حيث استشهدت برصاصة قناص إسرائيلي. حضر والدها ليحث الطالبات على مواصلة التعليم.

- **تحديات التعليم في غزة والضفة الغربية**: حرم عدوان الاحتلال أكثر من 630 ألف طالب في غزة من التعليم، مع تدمير 90% من المدارس. في الضفة الغربية، انطلق العام الدراسي وسط تحديات كبيرة بسبب انتهاكات الاحتلال.

- **خطة إنقاذ التعليم**: أطلقت وزارة التربية والتعليم خطة لإنقاذ التعليم في غزة عبر "مدارس افتراضية"، وحثت الحكومة على تأمين الرواتب للمعلمين لضمان نجاح العام الدراسي.

لم تتمالك زميلات الشهيدة بانا أمجد البوم (13 عاما) أنفسهن من البكاء، اليوم الاثنين، في بداية العام الدراسي، وهن يقفن أمام المقعد الذي كانت تجلس عليه في العام الماضي، بمدرستها في قرية قريوت جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، ووضعن عليه صورتها، مع باقة من الزهور.

وحرم الاحتلال الإسرائيلي الشهيدة بانا أمجد من حقها في الحياة، إذ استشهدت وهي بداخل غرفة نومها من قناص إسرائيلي خلال اقتحام القرية. واكتمل مشهد الحزن بحضور والد بانا الذي حضّ الطالبات على مواصلة مشوار العلم وتذكّر ابنته دوما، وهي التي كانت تمتاز بالنشاط والحيوية والتفاعل مع رفيقاتها ومعلماتها. 


يقول أمجد البوم لـ"العربي الجديد": "الحمد لله على كل حال. لن تفرح بانا بالمريول المدرسي الجديد الذي اشترته، فقد قتل الاحتلال حلمها. ما يخفف عني أنها شهيدة فداء لفلسطين"، مضيفا: "نحن لسنا بأفضل من أهلنا في قطاع غزة، فهناك الآلاف من الطلاب والطالبات قتلوا بصواريخ الاحتلال". وكانت بانا أصيبت برصاصة في صدرها أطلقها أحد جنود الاحتلال عليها خلال تواجدها على نافذة بيتهم، في قرية قريوت، عصر الجمعة الماضي.

وبحضور وزير التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية أمجد برهم ووالد بانا وعائلتها، أعلن عن انطلاق العام الدراسي الجديد من مدرسة قريوت الأساسية للبنات، حيث التحق اليوم أكثر من 806 آلاف و360 طالبا وطالبة، في 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث "أونروا"، في الضفة بما فيها القدس، ويتلقون تعليمهم على يد 51 ألفا و447 معلما ومعلمة.


وفي قطاع غزة المنكوب، حرم عدوان الاحتلال أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يضاف إليهم أكثر من 58 ألفاً يُفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي الجديد، فضلا عن 39 ألفاً ممن لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة. وذكرت وزارة التربية والتعليم العالي في بيان صدر عنها أن عدوان الاحتلال على غزة تسبب في استهداف أكثر من 25 ألف طفل ما بين شهيد وجريح، منهم ما يزيد على 10 آلاف من طلبة المدارس، وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307.

وتحولت غالبية المدارس التي تديرها "أونروا" (نحو 200) في قطاع غزة إلى مراكز إيواء للنازحين، كما تعرضت 70% منها للقصف، حيث جرى تدمير بعضها بالكامل، وتضررت أخرى بشكل كبير. وحسب أونروا، فإن ‏أربعة من كل خمسة مبانٍ مدرسية في غزة تعرضت لضربات مباشرة أو تضررت.

العام الدراسي يبدأ بخطة إنقاذ للتعليم في غزة

وقال الوزير برهم على هامش حفل افتتاح مدرسة جديدة في مدينة نابلس لـ"العربي الجديد": "إن الوزارة أعدت خططاً للعام الدراسي الجديد تحقق تطلعات تقديم الحد الأعلى الممكن من التعليم الوجاهي، بما يراعي تطورات الوضع الميداني المرتبطة بانتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس، التي أدت إلى استشهاد 78 طفلا من طلبة المدارس، واثنين من الكوادر التعليمية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وكشف الوزير برهم عن إطلاق الوزارة خطة لإنقاذ التعليم في قطاع غزة، تتمثل في إطلاق "مدارس افتراضية" عبر التعليم الإلكتروني، ليتمكن الطلبة هناك من استكمال الحدّ الأدنى من متطلبات العام السابق، وبدء العام الدراسي الجديد. مشددا على أن هناك تحديثات كبيرة أمامهم، أبرزها الاحتلال الإسرائيلي الذي قطع أواصر الضفة الغربية وفصل المدن والبلدات والقرى عن بعضها، وهذا لا شك يعيق تنقّل المعلمين بينها.


وقال برهم: "لذلك أوعزنا إلى مديريات التربية والتعليم بمراعاة الأوضاع الميدانية والتباينات بين المحافظات، بما يحقق أعلى نسبة دوام ممكنة، انطلاقاً من التوجه بالتركيز في العام الدراسي الجديد على التعليم الوجاهي، في ظل التقييمات التي قامت بها الوزارة للتعليم الإلكتروني التي أشارت إلى عدم نجاعته". وبيّن أن الوزارة راعت في تنقلات المعلمين والمعلمات مكان سكناهم، حتى لا يضطر معظمهم إلى سلوك طرق وحواجز تفرض عليها قوات الاحتلال إغلاقات بين حين وآخر، لا سيما أن هناك نحو 100 مدرسة تقع في تخوم المستوطنات وبمحاذاة الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون، وفي المناطق التي تشهد انتهاكات متكررة كبعض المدارس في جنوب نابلس، والبلدة القديمة في مدينة الخليل، والريف الشرقي لبيت لحم، والأغوار.

وكانت العملية التعليمية في العام الماضي شهدت تقليصا كبيرا للدوام، بسبب عدم دفع الحكومة الفلسطينية الرواتب كاملة وجدولة مستحقات المعلمين. وحثّ عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، معتز السيد، في حديث مع "العربي الجديد"، الحكومة على ضرورة العمل الجاد والحثيث مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب والوضع الأمني والميداني المعقد، على تأمين الرواتب والمتأخرات لكافة الموظفين الحكوميين.

وقال السيد: "الاتحاد يريد إنجاح العام الدراسي، لكن دوره يكمن في الدفاع عن حقوق المعلمين"، مشيرا إلى أن الدوام من اليوم وحتى مساء الخميس 19 سبتمبر/ أيلول الجاري يكون كاملا لضمان إنهاء الإجراءات المتعلقة بافتتاح العام الدراسي لجميع المعلمين والإداريين العاملين في الوزارة ومديريات التربية والتعليم، على أن يتم تقليص لأربعة أيام أسبوعيا من السبت 21 سبتمبر الجاري، وحتى مساء السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

المساهمون