- **أسباب التراجع**: يعود التراجع إلى الظروف الجوية المواتية واستراتيجية الهجوم المبكر، حيث تم السيطرة على 80% من الحرائق في بدايتها، وتعزيز الأسطول الجوي لمكافحة الحرائق.
- **المناطق المتضررة**: تصدرت جهة فاس - مكناس بـ40 حريقاً، تلتها جهة طنجة - تطوان - الحسيمة بـ87 حريقاً، ثم جهة الشرق بـ112 هكتاراً، مع انخفاض المساحات المحترقة مقارنة بالسنوات السابقة.
شهدت حرائق الغابات في المغرب خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، انخفاضاً كبيراً من حيث عددها ومساحاتها مقارنة بالسنوات الماضية. وقالت الوكالة الوطنية للمياه والغابات (حكومية)، اليوم الثلاثاء في بيان لها عن حرائق الغابات في المغرب إنه جرى تسجيل 270 حريقاً أتت على مساحة إجمالية قدرها 780 هكتاراً، بمتوسط قدره 2.9 هكتار لكل حريق.
وأفادت الوكالة بأن 430 هكتاراً من المساحة المحروقة كانت عبارة عن تشكيلات غابات كثيفة، و350 هكتاراً من أنواع النباتات الثانوية والأعشاب. في حين أظهرت بيانات 2024 مقارنة بالسنوات الماضية أن المغرب عرف انخفاضاً بنسبة 40% في عدد الحرائق والمساحات المحترقة مقارنة بسنة 2022 التي شهدت 375 حريقاً، وبنسبة 30% مقارنة مع 2023 التي أحصت 350 حريقاً.
تراجع حرائق الغابات في المغرب خلال 2024
ووفق المعطيات ذاتها، بلغ انخفاض الحرائق المسجلة خلال 2024 مقارنة بمتوسط التي عرفتها البلاد خلال السنوات العشر الماضية 2014-2023 المقدر بـ310 حرائق في السنة، نسبة 15%.
أما بشأن المساحات المحترقة، فأظهرت بيانات 2024 انخفاضاً بـ29 مرة مقارنة بسنة 2022، إذ سجل رقم قياسي تاريخي بلغ 22 ألفاً و490 هكتاراً، وسبع مرات مقارنة بسنة 2023 التي بلغت المساحة المحروقة فيها 6100 هكتار، كما بينت أن المساحة المحترقة في 2024 ظلت دون المتوسط المقدر بـ4800 هكتار، مما يمثل انخفاضاً بـ5.5 مرات.
ومنذ بداية الصيف، سادت مخاوف من أن تؤدي موجة الحر التي عاشتها البلاد إلى اندلاع حرائق الغابات في مناطق عديدة في البلاد، في حين أن مشاهد عام 2022 ما زالت ماثلة في الأذهان. ففي ذلك العام، اجتاحت حرائق الغابات خمسة أقاليم في شمال البلاد، وأتت على آلاف الهكتارات، وتسبّبت بخسائر في الأرواح.
وتعد الغابات في المغرب، بحسب الوكالة، فضاءً طبيعياً مفتوحاً يتعرض لضغوط كثيرة تؤثر سلباً على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، إذ تزيد هذه الضغوط مخاطر اندلاع الحرائق، لا سيما أن الغابات المغربية تتميز بقابلية اشتعال مرتفعة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدة الرياح الجافة والساخنة.
إلى ذلك، أرجعت الوكالة التراجع الملحوظ لعدد الحرائق والمساحات المحروقة خلال هذه السنة إلى الظروف الجوية المواتية، إذ استفادت المناطق الغابوية المعرضة لخطر الحرائق من ظروف جوية أقل ملاءمة لاندلاع وانتشار الحرائق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
كما اعتبرت الوكالة أن استراتيجية الهجوم المبكر على الحرائق والسياسة الوقائية التي اعتمدها الشركاء، بما في ذلك وزارة الداخلية والوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية، وغيرهم، مكنت من السيطرة على 80% من الحرائق في بدايتها قبل أن تصل إلى هكتار واحد.
وقالت إنه بفضل هذه الجهود جرى احتواء 94% من الحرائق قبل أن تصل إلى خمسة هكتارات، فيما تجاوز حريقان فقط 100 هكتار، سجل أحدهما بتازة وأتى على 162 هكتاراً، والآخر بتطوان ( شمال) الذي التهمت نيرانه 156 هكتاراً.
كذلك، أرجعت الوكالة التحسن الملحوظ إلى تعزيز الأسطول الجوي لمكافحة الحرائق بالحصول على الطائرة الكندية السابعة، والنشر الاستراتيجي للأسطول في المناطق عالية المخاطر والتدخل السريع، مما حد من تأثير الحرائق الكبيرة، مبينة أنه تم استخدام هذه الطائرات في سبعة حرائق كبيرة، وأجريت نحو 250 عملية، تمت بموجبها حماية 19 ألف هكتار من الغابات.
من جهة أخرى، كشفت المعطيات الصادرة عن الوكالة تصدر جهة فاس - مكناس المناطق كانت الأكثر عرضة للحرائق خلال هذه السنة، إذ سجلت 40 حريقاً أتى على مساحة تقدر بـ350 هكتاراً، تلتها جهة طنجة - تطوان - الحسيمة بـ87 حريقاً التهم مساحة بلغت 271 هكتاراً، ثم جهة الشرق التي أتت الحرائق التي شهدتها على 112 هكتاراً. ويشهد المغرب سنوياً حرائق في غاباته التي تغطّي نحو 12% من مساحته الإجمالية، وكذلك في واحات النخيل الواقعة في جنوبه الشرقي.