شهد العراق خلال الأيام الأخيرة، انخفاضاً ملحوظاً في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، والتي أصبحت تتراوح بين 2000 و3000 إصابة يومية، بعد أن وصلت إلى أكثر من 13000 إصابة يومية نهاية يوليو/تموز الماضي.
وتعزو وزارة الصحة العراقية الانخفاض في عدد الإصابات إلى زيادة نسبة الملقحين، والالتزام بالإجراءات الوقائية، مُحذرة من احتمال حدوث موجات وبائية جديدة.
المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، أكد أنّ العراق تمكن من تجاوز ذروة الموجة الثالثة لكورونا، مبيّناً، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنّ زيادة عدد الملقحين والالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي أسهما في تحقيق الانخفاض.
وأشار إلى أنّ اللقاحات تعدّ أهم أركان الوقاية من كورونا، إلا أنها غير كافية لوحدها ما لم يتم الالتزام بالإجراءات الوقائية، لافتاً إلى أنّ خبراء الوقائيات أكدوا أن نسبة الملقحين يجب أن تصل إلى 70 أو 80% قبل البدء بتقليل الإجراءات الوقائية.
وشدد على أنّ وزارة الصحة تتابع المستجدات بشكل يومي، ولديها استعداد للتعامل مع أي موجة وبائية أو سلالة متحورة جديدة، موضحاً أنّ الوباء ينتشر على شكل موجات متعاقبة.
وتابع أنّ "التساؤل المطروح اليوم، هل ستكون هناك موجات أخرى مستقبلاً؟ هل ستكون هناك تحورات جديدة للفيروس؟"، مؤكداً أنّ المؤشرات والخبراء يتوقعون حدوث موجات جديدة من كورونا، وأنّ خطر ظهور سلالة جديدة وطفرة جينية أخرى أمر غير مستبعد، حيث إنّ فيروس كورونا يتميز بقدرته على تحقيق طفرات أكثر من الفيروسات الأخرى.
وبيّن أن "مدى خطورة الموجات المقبلة في حال حدثت يعتمد على نسبة العراقيين الملتزمين بالإجراءات الوقائية والمتلقين للقاحات، إذ أثبتت اللقاحات قدرتها على تحقيق وقاية قد تصل إلى 90%، وكذلك نسبة الملتزمين بتطبيق الإجراءات الوقائية".
وأوضح البدر أنّ وزارة الصحة مستمرة بالتلقيح، و"حققنا هدفاً مرحليا في نسبة العراقيين المتلقين للقاح، ونأمل نهاية هذا العام أن نحقق النسبة المرجوّة"، مضيفاً: "مستمرون باستيراد اللقاحات من مختلف المناشئ".
وبلغ إجمالي الإصابات في العراق منذ ظهور الوباء مطلع العام الماضي نحو مليوني إصابة، كما تم تسجيل أكثر من 20 ألف حالة وفاة وسط تشكيك بأنّ الأعداد أقل من الواقع حيث تكثر في القرى والمدن النائية حالات عدم الإحصاء للإصابات المسجلة وكذلك الوفيات.
في الأثناء أفادت صحيفة "الصباح" الرسمية، الخميس، بوصول أكثر من مليون جرعة من لقاحي "فايزر" و"أسترازينيكا"، خلال الأيام القليلة الماضية، فضلاً عن أدوية تستعمل ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى كورونا، موضحة أن شركة الأدوية والمستلزمات الطبية أشرفت على وصول الحصة الجديدة من لقاحات كورونا.
مسؤول في وزارة الصحة، قال إنّ زيادة نسبة الملقحين أسهمت بشكل واضح في تقليل الإصابات بكورونا، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن اللقاحات متوفرة في أغلب المراكز الصحية، كما أنّ تكليف فرق صحية بالتواجد في عدد من المولات والمراكز التجارية للتلقيح، أسهم بزيادة نسبة الملقحين إلى أكثر من 15%.
وأشار إلى أنّ هذه النسبة تعد جيدة وفقاً لظروف البلاد الحالية، مبيّناً أنّ وزارة الصحة بذلت جهوداً كبيرة لإقناع العراقيين بضرورة تلقي اللقاحات.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة العراقية، فإنّ 4 ملايين ومائتي ألف شخص تلقوا اللقاحات، حتى يوم أمس الأربعاء، من مجموع نحو 30 مليون عراقي مشمولين باللقاحات.
وعلى الرغم من الانخفاض في إصابات كورونا في أغلب أنحاء العراق، إلا أنّ محافظة السليمانية في إقليم كردستان ما زالت تسجل عدد إصابات يومي غير مطمئن، بحسب مدير الصحة في المحافظة صباح هورامي الذي قال، خلال مؤتمر صحافي، إنّ السليمانية تحتل المرتبة الأولى في عدد الإصابات منذ أسبوعين، معتبراً ذلك "مؤشراً خطيراً".
وأشار إلى أنّ "نسبة الوفيات ما زالت مرتفعة في المحافظة، بمعدل من 5 إلى 10 وفيات يومياً، وهذا مؤشر خطير لأنّ أغلب المصابين لم يتلقوا باللقاح، فضلاً عن تأخر مراجعتهم المؤسسات الصحية بعد الإصابة".
وشدد هورامي على ضرورة التزام المواطنين بالتدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، مضيفاً: "لاسيما ونحن على أعتاب موسم الخريف الذي يعدّ بيئة صالحة لانتشار الأمراض الانتقالية".
ولفت إلى أنّ "بدء الدوام الرسمي في المدارس وبشكل يومي يتطلب من الجميع الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية، لاسيما أن الأطفال يكونون عاملاً مساعداً على انتشاره".
ووفقا للموقف الوبائي اليومي لوزارة الصحة العراقية، فقد شهدت السليمانية تسجيل 665 حالة، أمس الأربعاء من مجموع 2254 إصابة في عموم العراق.