انتصارات ملموسة في معركة سنغافورة ضد النفايات البحرية

08 ديسمبر 2022
إخراج القمامة أشبه بعمليات عسكرية في سنغافورة (سهيمي عبدالله/ Getty)
+ الخط -

في المعركة ضد النفايات البحرية، تلعب المجموعة الدولية لتنظيف السواحل في سنغافورة (ICCS) دوراً مهماً عبر إزالة مئات الأطنان من القمامة تشمل أكياس البلاستيك وصناديق مادة "الستايروفوم"، والإطارات المطاطية، وحتى الغسالات، ورميها بعيداً عن المياه وأشجار المانغروف، الوحيدة في العالم التي تستطيع تحمل المياه المالحة. 
يقود المجموعة إن سيفاسوتي (55 عاماً)، أستاذ علم الأحياء في جامعة سنغافورة الوطنية، وينفذ مع نحو 3500 متطوع أكبر عملية تنظيف ساحلية في سنغافورة سنوياً جمعت عام 2019 نحو 7700 كيلوغرام من القمامة. ويقول لموقع "سترايتز تايمز": "أنهينا فعلياً الحمل التاريخي للقمامة التي تضر بأشجار المانغروف، فبدأت في التعافي والتنفس مجدداً. ويدل ذلك على أن عمليات التنظيف المنتظمة قد تحدث فارقاً في بعض الأماكن".
بدورهما، أزال الباحثان في معهد علوم البحار الاستوائية تو تاي شونغ (37 عاماً) وسام شو كين (33 عاماً)، اللذين أسسا منظمة بيئية غير ربحية عام 2017، أكثر من 1800 كيلوغرام من القمامة لحماية الشعاب المرجانية والسلاحف والأسماك والحياة المائية.
وإلى جانب إزالة القمامة من الشواطئ والممرات المائية والشواطئ، يجمع فريقا سيفاسوتي والثنائي تو وسام البيانات عن حطام السفن، ويساهمان في برامج زيادة الوعي بالتلوّث البحري، والجهود المبذولة لإقناع الحكومات باتخاذ إجراءات لتحسين البيئات المائية.

ويقول سيفاسوتي: قبل 5 سنوات ظهر الكثير من القمامة المتراكمة في غابات المانغروف الساحلية، ما منعها من النمو، فركزنا على 6 مناطق، ونفذنا عمليات إخراج شاقة للقمامة أشبه عمليات العسكرية".
وتشهد عمليات التنظيف تصنيف المتطوعين القمامة التي تجمع وإحصاءها ووزنها، وملء بيانات، قبل التخلص منها.
ويعتمد صحافيون وعلماء على هذه البيانات لتسليط الضوء على قضايا البيئة. وقد استفادت منها حكومة سنغافورة لوضع استراتيجية عمل وطنية خاصة بالقمامة البحرية.
ويؤكد سيفاسوتي أن "مكافحة التلوّث البحري في سنغافورة قطعت شوطاً طويلاً، إذ تنفذ شركات ومنظمات ومجتمعات عدة عمليات تنظيف خاصة بها الآن، ويتوفر زخم لتطبيق حلول مثل إعادة استخدام البلاستيك، وإصلاح الأجهزة لتوليد نفايات أقل".
وتقول سام: "لدينا متطوعون شبان، وأشخاص لا يعرفون الكثير عن قضايا التنظيف، لكنهم متحمسون. ونحن نعلم أن التقاط القمامة لا يكفي، لذا نريد إلهام وتوجيه الأجيال الشابة للضغط من أجل الاستدامة، تمهيداً لإحداث تغيير دائم لمحيطاتنا وبحارنا".


 

المساهمون