ارتفع عدد الجثث المنتشلة جراء غرق قارب يحمل مهاجرين سريين قبالة جزيرة أرواد، التابعة لمحافظة طرطوس غربي سورية، مساء الخميس، في حصيلة غير نهائية، إلى 34 جثة، فيما نُقل 20 ناجياً إلى مستشفى بطرطوس.
وقال سامر قبرصلي، مدير عام الموانئ البحرية في حكومة النظام السوري، إن عمليات الإنقاذ وانتشال الغرقى توقفت بسبب الأحوال الجوية، وقوة الأمواج العالية، ما يشكل خطراً على فرق الإنقاذ، موضحاً أن المخافر المنتشرة على طول الساحل تراقب الوضع، وهي "في حالة استنفار وترصد لأي طارئ".
وذكر قبرصلي: "في الساعة 4.30 أبلغنا مدير ميناء أرواد عن وجود حالة غرق لشاب بالقرب من إحدى السفن الراسية، ثم أرسلنا زورقاً لاستكشاف الأمر وإنقاذه، عندها عثُر على جثة طفل، وبدأت جثث الضحايا بالظهور".
ولفت المتحدث إلى أن غالبية الضحايا والناجين عُثر عليهم قرب جزيرة أرواد، ومنهم وُجِد عند عمريت والمنطار، وغيرها من المواقع القريبة. وبحسب بعض الناجين، فإن الزورق غادر من شاطئ المنية في لبنان يوم الثلاثاء وعلى متنه ما بين 120 و150 شخصاً.
وأكد الناشط الإعلامي حسام جبلاوي، لـ"العربي الجديد"، أن موقع غرق الزورق هو على أحد خطوط تهريب البشر إلى جزيرة قبرص اليونانية، وغالباً ما يتم نقل ركاب إلى هذه الزوارق من شواطئ طرطوس باستخدام زوارق صيد صغيرة، حيث تقلهم إلى زوارق النقل هذه.
ولفت جبلاوي إلى أن عمليات تهريب البشر ازدادت منذ أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، وارتفعت تكاليف تهريب البشر إلى اليونان في الوقت الحالي لتتجاوز التكلفة 6 آلاف دولار أميركي للشخص الواحد، لافتاً أن هناك عمليات تهريب مباشرة تجري من طرطوس إلى الجزر اليونانية.
ونقلت صحيفة "الوطن" عن الناجين أن الزورق انطلق من شواطئ بلدة المنية التابعة لقضاء الضنية في لبنان، قبل عدة أيام، وكان على متنه العشرات من عدة جنسيات.
في المقابل، نقل موقع "أثر برس" الموالي للنظام السوري عن رئيس بلدية جزيرة أرواد، نور سليمان، قوله في وقت سابق إن "مراكب الصيد ونقل الركاب تبحث عن الأشخاص الذين كانوا على متن الزورق".
وفي وقت سابق الأسبوع الماضي أعلن خفر السواحل التركي العثور على 6 جثث لمهاجرين، غرقوا قبالة بحر إيجة، فيما أنقذ خفر السواحل 73 مهاجراً كانوا على زورق بطول 15 متراً، انطلق من لبنان في العاشر من سبتمبر/أيلول متوجهاً إلى إيطاليا، ومن بين الغرقى رضيعان وامرأة وثلاثة أطفال.