استمع إلى الملخص
- المرض ينتقل عبر الأطعمة والمياه الملوثة، وأعراضه تشمل اليرقان والتعب، ومعظم المصابين يتعافون تماماً، لكن اللقاح غير متوفر في سورية، مما يزيد من خطر انتشاره.
- يمتد انتشار المرض إلى ريف الحسكة بسبب المياه الملوثة وسوء النظافة، مع اعتماد السكان على العلاجات المنزلية بسبب الظروف الاقتصادية.
تشهد مناطق الريف الشرقي في محافظة دير الزور شرقي سورية، الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، ارتفاعاً في معدلات الإصابة بـالتهاب الكبد الوبائي "أ"، جراء استمرار أزمة تلوث المياه بالدرجة الأولى، وفقاً لمصادر صحية.
فواز المرسومي، من أهالي الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، والذي أصيب شقيقه بالتهاب الكبد الوبائي "أ"، قال، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ الأطباء والكوادر الصحية في المنطقة أوضحوا أنّ من أسباب تفشي المرض، تلوث المياه والخضر بالدرجة الأولى. وأضاف: "لا توجد إحصائيات دقيقة من أي جهة عن أعداد الحالات المصابة، وكل ما نعلمه أنّ السبب عائد إلى تلوث المياه، ومدينة البصيرة والقرى المحيطة بها في المنطقة هي الأعلى من حيث الإصابات، فيما تتكتم لجنة الصحة في مجلس دير الزور المدني عن الأرقام".
لا إحصائيات دقيقة في دير الزور
موقع مقرّب من النظام أوضح في تقرير، يوم أمس الاثنين، أنّ عدد الإصابات بالمرض قارب الألف منذ شهر أغسطس/ آب الماضي وحتى الوقت الحالي، ناقلًا عن مصادر طبية قولها إنّ تلوث المياه هو السبب في انتشار التهاب الكبد الوبائي والكوليرا في المنطقة، حيث يتعالج الأهالي على نفقتهم الخاصة، ويستخدمون مياه الصهاريج غير الموثوقة المصادر لعدم توفر مياه الشبكات.
خالد السوادي، من سكان الريف الشرقي لدير الزور وهو أب لثلاثة أطفال، تحدث لـ"العربي الجديد" عن المرض، وقال: "مرضت ابنتي البالغة من العمر 9 أعوام بالتهاب الكبد الوبائي من النوع "أ". نسمي المرض هنا "أبو صفار"، ومن أعراضه التعب وضعف الشهية وشحوب اللون". وأضاف السوادي: "استدلت والدتي على مرضها بالصفار الذي ظهر في عينيها، بالإضافة إلى التعب والإعياء، وفعلاً أكد لي الطبيب إصابتها، غير أنه طمأنني أن حالتها لا تستدعي الخوف، فهي بحاجة إلى الراحة والتغذية وبعض المسكنات. عدنا بها إلى البيت واعتمدنا وصفات الطب الشعبي والسوائل، ليس لدينا قدرة على الذهاب إلى عيادة خاصة أو مستشفيات في مدن أخرى. الحمد لله أن حالتها تحسنت هذا الأسبوع".
ما هو التهاب الكبد الوبائي؟
والتهاب الكبد الفيروسي هو مجموعة من الفيروسات (التهاب الكبد A وB وC، والنوع النادر D وE) التي يمكن أن تسبب عدوى حادة ومزمنة والتهاباً في الكبد، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وتنتقل هذه الفيروسات عادةً عن طريق الدم الملوث أو منتجات الدم الملوثة، أو باستخدام معدات ملوَّثة. ويحدث التهاب الكبد A وE عادةً بسبب تناول أغذية أو مياه ملوثة.
الطبيب محمد الصالح (دراسات عليا في الصحة العامة الدولية) أوضح، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ التهاب الكبد الوبائي يصيب الكبد ويسبب مرضاً شديدًا تراوح شدته بين الخفيفة والخطيرة، ويعرف بالمتلازمة اليرقانية الحادة، وتنتقل العدوى عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوّثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب بالعدوى. ويتعافى تماماً معظم المصابين بالتهاب الكبد "أ"، وفق ما أكده الصالح، ويكتسبون مناعة ضده طوال العمر، إلّا أن نسبة قليلة جدًّا من الحالات قد تصل إلى الوفاة.
وأضاف: "يرتبط خطر الإصابة بالعدوى بالتهاب الكبد "أ" بنقص المياه المأمونة وتردي مستوى الإصحاح والنظافة العامة (كالأيدي المتسخة والملوثة)". وكشف أنّ اللقاح المأمون والناجع لالتهاب الكبد الوبائي من نوع "أ" غير متوفر في سورية.
ومن أعراض المرض؛ الظهور المفاجئ لليرقان على العين والجلد والأغشية المخاطية والبول، ويترافق مع تعب عام وسوء الحالة العامة للمريض من تعب وإعياء وألم في البطن.
ولا يقتصر انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي على مناطق ريف دير الزور الشرقي الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية" إنما تسجل إصابات بالمرض في ريف محافظة الحسكة أيضاً، وفق ما أوضح مصدر طبي من مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد"، إذ تسجل إصابات في ريف القامشلي والقحطانية وعدة بلدات ضمن الريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة. وقال: "الأسباب تعود بالدرجة الأولى للمياه الملوثة وعادات النظافة السيئة، إذ لا يحظى السكان بشكل كبير بالنظافة، نتيجة قلة المياه النظيفة وسوء الخدمات وحالات الفقر"، مشيراً إلى أنّ علاج المرض متوفر في مستشفيات محافظة الحسكة.