انتخابات صيادلة لبنان: المستقلّون بمواجهة مرشّحي الأحزاب وشركات الأدوية

27 نوفمبر 2021
أقفل عددٌ من الصيادلة صيدليّاته أو أفلس أو سافر (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

تواصل الانتخابات النقابية في لبنان صولاتها وجولاتها، حيث تنطلق صباح غدٍ الأحد، انتخابات نقابة الصيادلة، في العاصمة بيروت. الانتخابات التي تتنافس فيها أربع لوائح لاختيار 17 عضواً، بينهم النقيب، أضف إلى عضويّة مجلس النقابة (10 أعضاء) وعضويّة صندوق التقاعد (4 أعضاء) وعضويّة المجلس التأديبي (عضوان)، تحتدم فيها المعركة بين لائحتين حزبيّتين ولائحة ترفع شعار "نحو نقابة مستقلة" ولائحة "الصيادلة ينتفضون"، وهي عبارة عن تحالف صيادلة مستقلّين مع صيادلة انتفضوا عقب انفجار مرفأ بيروت، بينهم مَن انبثق من انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

عمليّة الاقتراع التي تبدأ بانتخاب أعضاء مجلس النقابة وصندوق التقاعد والمجلس التأديبي، ستشهد في المرحلة الأخيرة انتخاب النقيب. أمّا التحالفات الحزبية فتبدو لافتة في ضوء الانقسامات والخلافات السياسية، حيث تحالف في اللائحة الأولى حزب الله وحركة أمل مع تيار "المستقبل" والحزب السوري القومي الاجتماعي، لدعم المرشّح لمنصب النقيب زياد نصّور (تيار وطني حر سابقاً). كما أقاموا أكثر من مأدبة لأغراضٍ انتخابيّة، وفق مصادر "العربي الجديد".

في حين تجمع اللائحة الثانية، اللائحة الوحيدة غير المكتملة، أحزاب الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ومرشّحين آخرين، أحدهم من حزب البعث السوري. وتطرح لمنصب النقيب، جو سلّوم، الذي علّق عضويته في حزب الكتائب قبل انتخابات النقابة. أمّا اللائحة الثالثة فيرأسها ناجي جرمانوس، الذي يقدّم نفسه كمرشّح مستقلّ، وهو صاحب صيدلية وشركة أدوية، وقد أقام بدوره مأدبة ونشر لوحاتٍ إعلانية حملت شعار "نحو نقابة مستقلة".

فرج سعادة، المرشّح المستقلّ لمنصب النقيب على لائحة "الصيادلة ينتفضون"، يوضح لـ"العربي الجديد"، أنّهم تلاقوا على مشروعٍ واحد اختاروا على أساسه المرشّحين، بحيث اشترطوا "عدم إشراك أي مرشّح حزبي ورفض أيّ تموضع سياسي، وعدم دعم أيّ مرشّح من أصحاب شركات الأدوية". ويقول: "لا علاقة للائحتنا بالسياسة، لا من قريب ولا من بعيد، فالتموضعات السياسية غير معنيّة بمشاكل الصيادلة وهمومهم، والتغيير يبدأ بالمؤسّسات من خلال فريقٍ نقابيّ يشبهنا".

ويضيف سعادة: "يجمعنا وجع المواطنين ومشاكل المهنة وحقوق الصيادلة وكرامتهم. كلّ همّنا التعاون لمصلحة هذه المهنة، سيّما أنّنا لم نجد نقابة تمثّل طموحاتنا وتقف بجانبنا أو تستمع لمطالبنا خلال أحلك الظروف. فلقد أقفل عددٌ من الصيادلة صيدليّاته أو أفلس أو سافر. كما أنّ علاقتنا بالشركات أصبحت سيئة جداً، فهناك شركات تمتنع عن تزويد الصيدليات بالأدوية. وهناك شركات أدوية عالمية أغلقت مقرّاتها في لبنان".

ويتابع: "هنا دور النقابة في التدخل لضمان وجود هذه الشركات، كما لفرض بروتوكول تعاون بينها وبين أصحاب الصيدليات، وتحصيل حقوق موظّفي الصيدليات الذين يتقاضون رواتب زهيدة". ويسأل: "من منّا راضٍ عن الواقع السياسي، عن سعر صرف الدولار وعن الذلّ الحاصل لتأمين الأدوية والوقود؟!".

ويرى أحد الصيادلة، الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته، أنّ "وضع الصيادلة يتدهور. الدواء غير متوفّر والنقابة لا تتحرك. كما أنّ أحزاب السلطة تسيطر عليها منذ سنواتٍ وتتداول النقيب، فالكارتيل هو نفسه".

ويقول لـ"العربي الجديد": "نرفض كصيادلة هذه المحاصصة، وندعم معايير محدّدة في اختيار المرشّحين، كما أنّ عملنا لا يقتصر فقط على مرحلة الانتخابات، إنّما سنواصل محاسبة ومساءلة أيّ نقيب مُنتخب".