استفاقت بلدة قرحيا في قضاء المنية- الضنية شمالي لبنان، الأربعاء، على انتحار الفتاة ضياء محمود الغول، والذي خلف علامات استفهامٍ عديدة بعد تداول أخبار ربطت الانتحار بـ"ضغوطٍ عائلية مورست عليها لإرغامها على الزواج".
وقال صهر الضحية، أحمد خضر، في اتصال مع "العربي الجديد"، إنّ "ضياء أقدمت على الانتحار داخل غرفتها بواسطة مسدس وجّهته نحو المعدة. لا نزال نجهل الأسباب التي دفعتها للقيام بذلك، وقد تركت رسالة اطّلعت عليها الأجهزة الأمنية، غير أنّنا لم نقرأها".
ونفى خضر حصول أيّ ضغوط لتزويجها، مؤكداً أنه "لا صحة لما يُشاع. تقدّم شاب لطلب يدها ورفضته، وهي على الأرجح كانت تحبّ شخصاً آخر. لكنّ أهلها لم يتعرّضوا لها بالتعنيف طوال حياتها، بل على العكس كانوا يعاملونها معاملة حسنة، وكذلك إخوتها، فهي ضمن عائلة تتألّف من 3 بنات و6 شبان".
وأضاف: "ضياء كانت تعاني منذ الصغر من مشاكل في القلب، وأُجريت لها عمليّة قلب مفتوح، الأمر الذي دفع أهلها إلى الحرص على عدم مضايقتها، فكيف يجبرونها على الزواج؟ كما أنّ عمرها ليس 14 سنة، وإنّما نحو 17 سنة، وقد أنهت مدرستها مؤخرا، وكانت زوجتي تزور أهلها عندما وقعت الفاجعة، والكلام عن خروج ضياء من منزلها ليل أمس الثلاثاء بسبب ضغوطٍ أهلها عارٍ من الصحة".
"أقدمت المواطنة (ض.غ) 14 عاماً، على الانتحار في بلدة قرحيا – الضنية، نتيجة الضغوط العائلية وإرغامها على الزواج من شخص لا ترغب به."
— Najwa Tarabaih (@najwa_tr) June 22, 2022
وبعدين؟ ولآمتن؟ تفه مش شايفة اقرف من هيك بقعة جغرافية ملعونة!
على مواقع التواصل الاجتماعي، تعدّدت الروايات حول أسباب الحادث الأليم، وطريقة الانتحار بالرصاص، فالبعض ندد بذوي الضحية و"إجرامهم بحقّ ابنتهم، لناحية إرغامها على الزواج وهي لا تزال طفلة"، وأخرون قالوا إنّها كانت "تعاني من وضعٍ صحيّ حرجٍ، ومن مشاكل في القلب تمنعها من الزواج".
كما برزت تعليقاتٌ وتدوينات تناشد الحكومة والبرلمان الإسراع بإقرار قانون تحديد سنّ الزواج، والذي تناضل جمعيات نسائية وحقوقيّة منذ سنوات لإقراره.
بوقت الها سنين حملات الضغط لاقرار قانون تحديد سنّ الزواج، وبوقت بعدو بيطلعلنا أشخاص يقولوا #مش_وقتها تحكونا بحقوقكن، في طفلة عمرها ١٤ سنة اليوم انتحرت ب #قرحيا_الضنية بسبب ارغامها على الزواج من شخص ما بدها ياه.
— Joelle Abd El Aal (@JoelleAbdulal) June 22, 2022
وقت اقرار قانون تحديد سن الزواج #مش_قبل_ال١٨ @RDFLwomen
من جهته، قال مختار بلدة قرحيا، علي حامو، لـ"العربي الجديد"، "سمعنا أن الفقيدة تحبّ شخصاً، وأهلها معترضون عليه. والدة الفقيدة وإخوتها كانوا في المنزل، وعندما سمعوا صوت الطلق الناري قرابة الساعة التاسعة صباحاً، هرعوا ليجدوها ملقاةً على الأرض".
وأشار إلى أنّ "الوضع المادي لأهلها جيّد، فوالدها يعمل نجّار باطون، وهم محبوبون في البلدة، ولم نسمع يوماً عن مشاكل بين أفراد الأسرة، أو مع المحيطين. صُدمنا فعلاً بخبر انتحار ضياء، فلا ضغوط ولا إجبار حصل من قبل أهلها، ونترك الحادثة بعهدة التحقيقات الأمنية لتأخذ مجراها".