انتحار أحد مصابي الثورة التونسية حرقاً أمام مقر محافظة نابل

22 يناير 2023
الضغوط الاجتماعية تضاعف معاناة مصابي الثورة التونسية (أرشيف/الاناضول)
+ الخط -

انتحر أحد مصابي الثورة التونسية، ويدعى محمد الشابي، مساء أمس السبت، حرقا أمام محافظة نابل، شمال شرقي تونس، بسبب "تعرّضه لضغوط نفسية واجتماعية".

ويبلغ الشابي من العمر 38 عاما، وهو مصاب في ساقه في أحداث الثورة بتاريخ 11 يناير/كانون الثاني 2011، وأب لـ3 أطفال، أصوله من محافظة الكاف ويعمل حارسا ليليا بمعتمدية نابل.


وقال الناشط بالمجتمع المدني، عادل بن غازي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "محمد اتصل به قبل ساعات من إقدامه على الانتحار، وكان يائسا محبطا، بسبب ظروفه الاجتماعية الصعبة"، مبينا أن حاله كحال عشرات جرحى الثورة، يشكون من متاعب نفسية بسبب ضغوطات الوضع المعيشي ومخلفات الإصابة، إذ لا توجد أي إحاطة نفسية ولا اجتماعية لمصابي الثورة.

وأوضح بن غازي أن "الفقيد قال له إنه عاجز عن مساعدة والدته التي تقطن في كوخ بعيد عنه في محافظة الكاف، بسبب ظروفه الصعبة وعجزه عن تسديد ديونه المتراكمة، كما أن لديه مشاكل في العمل، إذ تم نقله من محافظة نابل إلى المعتمدية للعمل كحارس ليلي ومع ذلك قبل العمل".


وبيّن المتحدث أنه "سبق للفقيد أن هدد بالانتحار، ولكن بمجرد أن أخبره نيته حرق نفسه أمام المحافظة سارع للاتصال بجريح الثورة وديع البشيني في نابل لإثنائه عن ذلك، ولكن للأسف بمجرد وصوله إلى المحافظة كان محمد قد سكب البنزين على جسده".

وقال جريح الثورة، وديع البشيني، إنه "اتصل بالمحافظة وبالشرطة وحاول جاهدا منع صديقه محمد الشابي من وضع حد لحياته"، مبينا أن "عناصر الشرطة عملوا كل ما في وسعهم للتدخل ومحاولة إطفائه بما توفر، ولكن الموت كان أسرع".

وأكد المتحدث أنه التقى الشابي منذ قرابة أسبوعين، ووجده يعاني من ضغوط عدة، "فهو مطلق ويدفع نفقة لزوجته، ولديه مشاكل أسرية جعلته عاجزا عن تأمين النفقة، إلى جانب مشاكل في العمل"، ولكنه لم يتم فصله كما يشاع.

وأضاف البشيني أنه "انتقل إلى محافظة الكاف شمال غربي تونس، اليوم الأحد، لنقل جثمان الفقيد وحضور مراسم الدفن"، مضيفا أنه وجد "الوضع المعيشي لأسرته أقل من الفقر".

ولفت إلى أن "جرحى الثورة ورغم مرور 12عاما يعانون من متاعب صحية ونفسية، بعضهم جراء الإصابة وتدهور الوضع الصحي، كما ضاعفت الظروف المعيشية من معاناتهم".

المساهمون