- شهد الجامع، الذي بني عام 1902 واستخدمه يهود الدونمة قبل تحويله لمتحف، تجمع المصلين بعد تقلص عدد المسلمين في اليونان نتيجة الحرب مع تركيا ومعاهدة لوزان لتبادل السكان.
- تعكس إعادة فتح الجامع وافتتاح أول مسجد رسمي في أثينا عام 2020 تطور البنية التحتية الإسلامية في اليونان، التي تضم جمعيات ومؤسسات إسلامية نشطة، في بلد ذو غالبية مسيحية أرثوذكسية.
أعادت اليونان افتتاح جامع يني التاريخي في مدينة سالونيك (شمال)، للمرة الأولى منذ أكثر من قرن، وسمحت السلطات اليونانية، أمس الأربعاء، بأداء صلاة عيد الفطر فيه، ونشرت عناصر أمنية لحمايته.
وأدى نحو مائة شخص صلاة العيد في الجامع الجديد الذي شهد آخر تجمّع لمصلين مطلع عشرينيات القرن الماضي، قبل أن تقلّص الحرب التي اندلعت بين اليونان وتركيا عدد المسلمين في اليونان.
وقال إسماعيل بدر الدين (66 عاماً): "نحن محظوظون لأننا شهدنا إعادة فتح الجامع"، في حين قال علي، وهو طالب جامعي تركي يتخصص في الاقتصاد ويبلغ سن الـ23: "عشت في سالونيك أربع سنوات، وهذه المرة الأولى التي تتاح لي فرصة الصلاة مع عائلتي المسلمة في جامع".
وبنى جامع يني المهندس المعماري الإيطالي فيتاليانو بوزيلي عام 1902 حين استخدمه أبناء طائفة الدونمة، وهم يهود اعتنقوا الإسلام ظاهرياً.
وعام 1922 جرى إيواء لاجئين من الحرب اليونانية التركية لفترة وجيزة في المبنى المكون من طابقين، ثم جرى تحويله إلى متحف ومعرض تابع للبلدية.
وبموجب معاهدة "لوزان" التي وقعتها اليونان مع تركيا عام 1924 لتبادل السكان بينهما، هاجر 1.2 مليون مسلم من اليونان إلى تركيا، وبقي 200 ألف منهم في اليونان. وكان عدد المسلمين الذين هُجّروا إلى تركيا يقدّرون بنحو ربع سكان اليونان حينها.
واليونان دولة ذات غالبية مسيحية أرثوذكسية، وتتركز أماكن العبادة الإسلامية فيها بشكل رئيسي في منطقة تراقيا (شمال شرق) المحاذية للحدود مع تركيا، والتي توجد فيها أقلية مسلمة منذ قرون.
وفي أثينا كان عدد المسلمين قليلاً منذ الحرب اليونانية - التركية، ثم ارتفع بسبب أزمة اللاجئين عام 2015.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، افتتح أول مسجد جديد رسمياً في أثينا، والذي استغرقت عملية بنائه أكثر من عشر سنوات، بعدما واجه معارضة قوية من الكنيسة الأرثوذكسية وجماعات قومية.
ومن أهم المؤسسات الإسلامية العاملة في اليونان، جمعية "اتحاد الإسلام" وجمعية "يقظة الإسلام" واللجنة الإسلامية. ومن أبرز معاهد تخريج الأئمة والدعاة، المدرسة "الرشادية" والمدرسة "الخيرية". وتوجد مئات من المدارس الإسلامية الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
(فرانس برس)