قتل 132 شخصاً على الأقل في الهند في انهيار جسر للمشاة مساء أمس الأحد، يعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني، في ولاية غوجارات في غرب البلاد، كما أعلنت الشرطة المحلية اليوم الإثنين. وقالت إنّ نحو 500 شخص، بينهم نساء وأطفال، كانوا يؤدّون طقوساً لمهرجان ديني رئيسي على الجسر الذي يعبر نهراً، حين انقطعت الأسلاك التي تدعمه ما أدّى إلى انهيار الهيكل بكامله في النهر، بعد حلول المساء بوقت قصير.
وبلغت حصيلة الحادث 132 قتيلاً على الأقل، كما أعلن المفتش العام لمنطقة راجكوت، أشوك كومار ياداف. وقال: "حتى الآن، قتل 132 شخصاً في انهيار الجسر. ولم نتسلم بعد قائمة بالقتلى". وأكدت مصادر من السلطات المحلية أن معظم القتلى من النساء والأطفال. وقال السياسي المحلي كاليانجي كونداريا إنه فقد 12 من أفراد عائلته في الكارثة بينهم خمسة أطفال.
وعيّنت سلطات الولاية فريقاً من خمسة محقّقين لتحديد أسباب انهيار الجسر، وفق ياداف. وقُدّمت شكوى ضد مجهول بشأن إهمال غير متعمّد. ويقع الجسر في منطقة موربي على مسافة 200 كيلومتر غرب مدينة أحمد أباد الرئيسية في ولاية غوجارات.
ويبلغ طول الجسر 233 متراً، ويعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني، وشُيّد عام 1880 بمواد مستوردة من بريطانيا وفق وسائل إعلام محلية. وأعيد فتح الجسر المعلّق أمام الجمهور هذا الأسبوع بعد أشغال استمرت لأشهر. وأكد رئيس بلدية موربي، سانديبسين جالا، أن الجسر أعيد فتحه الأربعاء الماضي على الرغم من عدم صدور شهادة سلامة.
وأفادت تقارير صحافية بأن مجموعة "أوريفا" للمقاولات ومقرها موربي تولت صيانة الجسر، ولم تدل بعد بأي تعليق. وتصف إدارة السياحة في ولاية غوجارات (الجسر المعلق العظيم) بـ "معجزة فنية وتكنولوجية". وأظهرت لقطات فيديو أنّ الجسر تأرجح قبل أن ينهار فجأة ليَسقُط عشرات الأشخاص في النهر.
وقال شاهد لم يكشف عن هويته ساعد طوال الليل في عمليات الإنقاذ: "انهار الجسر أمام عيني". أضاف لوسائل إعلام محلية: "أرتني امرأة صورة ابنتها وسألتني إذا أنقذتها، الوضع مفجع. لم أتمكن من إخبارها بأن ابنتها توفيت".
وأوضح سوبران الذي يسكن إلى جوار النهر: "كان الجسر مكتظاً بالناس". أضاف: "انقطعت الأسلاك وانهار الجسر في ثانية واحدة. سقط الناس فوق بعضهم البعض أولاً ثم سقطوا في النهر". وقال شاهد آخر يدعى رانجانبهاي باتيل: "ساعدنا الناس الذين تمكنوا من السباحة إلى ضفة النهر، لكننا لم نتمكن من إنقاذ معظم الذين سقطوا في النهر". وأكد أن معظم الهنود لا يجيدون السباحة.
ويشارك غواصون وقوارب وعشرات الجنود في عملية الإنقاذ. وتعتزم السلطات وقف إمداد النهر بالمياه من سدّ قريب واستخدام مضخّات لسحب المياه من النهر لتسريع عمليّة البحث.
وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي كان يجول في ولاية غوجارات، مسقط رأسه، "عن حزنه العميق جراء المأساة". وأعلن تقديم تعويضات لذوي القتلى وللجرحى. وقدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لعائلات الضحايا، في بيان صدر عن الكرملين. وتُعتبر الحوادث المرتبطة بالبنى التحتيّة القديمة والتي تُعاني سوء صيانة، شائعة في الهند. وعام 2016، أدّى انهيار جسر في شارع مزدحم في مدينة كولكاتا في شرق البلاد إلى مقتل 26 شخصاً على الأقل. وانتشل عناصر الإنقاذ نحو 100 شخص مصابين من تحت ألواح إسمنتية ومعدنية ضخمة.
(فرانس برس)